"شهر في سيينا".. رواية العودة إلى الماضي مع تقبل الحقيقة المرة
الكاتب الليبي هشام مطر ينظر إلى الروائع الفنية للمدرسة السينية بقلبه، حيث وجد فيها كل المعاني التي ساعدته على تشكيل ملامح حياته.
نشرت صحيفة "الجارديان" تقريراً تناول الرواية الأدبية الجديدة للكاتب الليبي هشام مطر، الذي تلألأ نجمه كعادته في سماء الأدب العالمي، بعد إصدار رائعته الأدبية "شهر في سيينا" "A Month in Siena"، التي توثق مدى ارتباط الفن والحياة، وتكامل معانيهما.
الكاتب الحائز على جائزة بوليتزر الأدبية "Pulitzer Prize" لعام 2016، عن رواية العودة "The Return"، وفي الرواية يصف عودته لأرض الوطن لأول مرة منذ ربع قرن، لمعرفة ما الذي حدث لوالده عقب اختطافه من قبل النظام الليبي السابق، ووثق مدى الحزن والألم الذي اختبره خلال تلك الرحلة، واستعاد ماضيه المؤلم، وتذكر كيف أثر الفن على تكوين ملامح حياته.
فبعد طفولة قضاها "مطر" بين طرابلس والقاهرة، وجد ضالته ومُسكن آلامه عقب اختفاء والده، داخل معرض ناشيونال جاليري في لندن، حين حدثت أول شرارة عشق بينه وبين لوحات فنية للمدرسة السينية، التي يرجع تاريخها إلى القرنين الـ3 والـ15.
وكان "مطر" حريصاً على زيارة المعرض خلال أوقات الغداء، حيث استمد إلهامه من لوحات مؤسسي مدرسة الفن السينية؛ دوشيو سيمون مارتيني، وإخوانه بيترو وأمبروجيو لورنزيتي، بجانب دومينيكو تاديو دي بارتولو، وساسيتا وماتيو دي جيوفاني.
ولأن العشق لا تحكمه الأفكار والعقل، كان "مطر" ينظر إلى الروائع الفنية للمدرسة السينية بقلبه، حيث وجد فيها كل المعاني التي ساعدته على تشكيل ملامح حياته.
وعن تلك اللوحات قال "مطر": "تتغير الصورة وأنت تنظر إليها بطرق غير متوقعة، فالألوان والأنماط الدقيقة، والدراما المعلقة بهذه الصور، أصبحت ضرورية لحياتي إلى الأبد".
ورغم حالة العشق التي عاشها "مطر"، وجمعته بكل اللوحات الفنية الخالدة للمدرسة السينية، لم يكن يستطيع وضع أول أحرف روايته "شهر في سيينا" "A Month in Siena" دون استنشاق هواء سيينا، تلك المدينة الإيطالية الصغيرة التي داوت جراح "مطر" بعد فقدان والده واختفاء أثره ربما إلى الأبد.
ويصف "مطر" تجربة إقامته في سيينا ذات القلب النابض بالحياة بـ"الحلم" الذي عاد به إلى العصور الوسطى، فالإقامة في شقة كانت ذات يوم جزءاً من قصر قديم بسقفها الجصي، والتنزه داخل ساحة بياتسا ديل كامبو، ومتاهات وأزقة الشوارع المحيطة به، كفيل بإجبار العقل على إخراج كل الأفكار والمعاني المتواجدة بداخله، خاصة عندما تلمس عن قرب وتقف أمام إحدى اللوحات الجدارية لأمبريجيو Ambrogio ورفاقه من فرسان الفن المؤسسين لمدرسة سيينا الفنية، داخل متحف Pinacoteca.
وربما لا يقل كتاب شهر في سيينا "A Month in Siena"، الذي يصف فيه "مطر" لوحات الفن السينية بمعاني رائعة، فقد حملت صفحاته الكثير من المشاعر المختلطة، والتي اندمجت فيها المعاناة مع المواساة وتقبل الحقيقة المرة، بأنه سيعيش بقية حياته دون معرفة ما حدث لوالده أو كيف ومتى وأين توفي.
aXA6IDMuMTM4LjExNC4xNDAg
جزيرة ام اند امز