ترجمة إنجليزية أصلية لرواية "ظلمة في الظهيرة".. مدحها جورج أورويل
كوستلر يعد من أهم الظواهر الأدبية في القرن العشرين، وهو بطل عصره الذي يكمن عيبه القاتل في إنسانيته
صدرت حديثاً عن دار نشر "فينتاج" البريطانية أول ترجمة إنجليزية مباشرة لرواية "ظلمة في الظهيرة" التي صدرت لأول مرة عام 1940 للكاتب الإنجليزي من أصل مجري أرثر كوستلر، ووصفها جورج أورويل آنذاك بأنها "قطعة أدبية مميزة".
وحققت الترجمة مبيعات عالية بحسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وتعد هذه هي أول ترجمة تنقل عن المخطوط الأصلي للرواية إلى اللغة الإنجليزية، وبعد 80 عاما من نشرها.
وكانت الترجمة الإنجليزية الوحيدة للرواية قد أُنجزت بواسطة صديقة للكاتب، هي النحاتة دافني هاردي، التي أرسلت ترجمتها إلى ناشر في إنجلترا، في حين لم يكن لديها، وهي بعمر 21 عاما وقتها، أي تجارب سابقة في عالم الترجمة، فيما أرسل كوستلر نسخة باللغة الألمانية إلى ناشر سويسري قبل هربه عقب دخول القوات الألمانية إلى بلاده للقبض عليهما.
تتناول الرواية سيرة ثوري سوفيتي سابق يتم اعتقاله ومحاكمته من قبل النظام الذي شارك في تأسيسه، وبعد مرور 80 عاما عثر طالب ألماني على المخطوط الأصلي للرواية، وكان كوستلر عضوا في الحزب الشيوعي حتى قدم استقالته، بسبب ما وصفه بـ"خيبة الأمل "، في أعقاب حركات الاعتقال والاضطهاد التي قام بها ستالين وعرفت باسم "التطهير الأعظم" 1938.
وامتدح جورج أورويل العمل قائلاً: "رائع هذا الكتاب الذي يستمد أهميته من شخصية كاتب، له معرفة كبيرة بالطرق الشمولية".
كتب كوستلر روايته في جنوب فرنسا عام 1939، وانتهى منها في 1940، وفقد المخطوط الأصلي، لعدة عقود.
ومنذ أربعة سنوات عثر الطالب الألماني ماتياس ويسل على النسخة الأصلية من الرواية ضمن الأرشيف الخاص بالناشر إميل بروشت مؤسس دار نشر أوروبا في سويسرا، وكتب على المخطوط اسم "روباشو"، وهو الاسم الألماني لكوستلر، وكتب عليها ملحوظة أنها عثر عليها في وقت الحرب، ونشرت الترجمة الإنجليزية الجديدة للمترجم فيليب بويهم.
مديرة دار نشر "فينتاج" قالت إن الدار سعيدة بنشر الترجمة الأولى لواحدة من روائع كلاسيكيات القرن العشرين، مشيرة إلى أن الدكتاتورية التي يصفها كوستلر في الرواية مظلمة وغير منطقية ومخفية لأقصى حد، مضيفة أنه لا يوجد وقت أفضل من الآن لقراءتها أو إعادة قراءتها".
ومن جهته، قال المترجم فيليب بويهم: "إن كوستلر يعد من أهم الظواهر الأدبية في القرن العشرين، وهو بطل عصره الذي يكمن عيبه القاتل في إنسانيته،" مضيفاً: كم واحد منا قد يسمح لأيديولوجيته أن تربك حكمه، وتغض بصره، ويغلب الإيمان والقناعة الشخصية على الرحمة والتعاطف، ولهذا كله فمن الرائع أن أعيد كتابه للحياة مع صدور هذه الترجمة.
أما كاتب سيرة كوستلر الذاتية، مايكل سكاميل، فقد كتب مقدمة جاء فيها: "برغم أن ترجمة هاردي للرواية كانت حية ومنتشرة برغم نقص خبرتها في الترجمة فإنها تكشف الصعوبات التي قابلها الثنائي في هذه الفترة، وأضاف: "قد أجبرت الظروف هاردي على العمل على عجل، دون استخدام قواميس أو أي موارد أخرى، ولذلك خرجت ترجمتها بها بعض الأخطاء مثل كلمة "الاستماع" بدلاً من كلمة "الاستجواب" الذي يقول سكاميل عنها "جعلت هذه الأنظمة تبدو أكثر نعومة وتحضراً مما كانت عليه بالفعل".
ويختتم أن هناك بعض الأجزاء التي ظهرت في المخطوط بينما تخطتها هاردي في الترجمة الإنجليزية، ويضيف: "أن الترجمة الجديدة تجعل قراءة الرواية أكثر وضوحاً مما كانت عليه"، فالنص أكثر إحكاماً، والحوار أكثر وضوحاً، والنغمة أكثر سخرية، ويشبه تأثير الترجمة الجديدة إزالة طبقات من الغبار عن لوحة فنية جميلة، فتظهر الصور والألوان براقة بشكل أكبر.
يشار إلى أن الرواية ترجمها إلى اللغة العربية الدكتور رمسيس عوض وصدرت عن المركز القومي للترجمة في مصر قبل عدة سنوات، كما ترجمت للمؤلف أعمال أخرى.
aXA6IDMuMTQ1LjguMiA=
جزيرة ام اند امز