رواية "شرلوك هولمز يقابل سيجموند فرويد".. لقاء المتشابهين
مؤخراً صدرت عن دار المحروسة في القاهرة طبعة جديدة من الترجمة العربية للرواية للدكتور لطفي فطيم، وهو أستاذ بارز في علم النفس.
رتّب الكاتب الأمريكي نيكولاس ماير لقاءً يجمع المفتش الشهير شرلوك هولمز وعالم النفس البارز سيجموند فرويد في روايته الشهيرة "شرلوك هولمز يقابل سيجموند فرويد"، التي نُشِرت للمرة الأولى في بريطانيا عام 1975.
ومؤخراً صدرت عن دار "المحروسة" في العاصمة المصرية القاهرة طبعة جديدة من الترجمة العربية للرواية للدكتور لطفي فطيم وهو أستاذ بارز في علم النفس.
شخصية هولمز ابتدعها الكاتب الإنجليزي الكبير السير آرثر كونان دويل، وظلت مرجعاً للروايات البوليسية التي ظهرت بعدها في جميع دول العالم، واتسمت الشخصية دائماً في سلوكياتها باستعمال العقل والمنطق في التحري عن دوافع ارتكاب الجرائم، وبسبب نجاحها امتد تأثيرها في سلسلة من الأفلام السينمائية.
ظهر هولمز لأول مرة عام 1887، عبر 4 كتب ألفها سير آرثر كونان دويل، و56 قصة قصيرة من بطولته، ابتدأها برواية بعنوان "دراسة في اللون القرمزي"، تلتها رواية "علامة الأربعة".
أما القصص القصيرة فقد بدأ إصدارها عام 1891، بقصة تحمل عنوان "فضيحة في بوهيميا"، وقد تتابع نشر هذه الروايات والقصص القصيرة حتى عام 1914.
وتروي جميع روايات هولمز وقصصه القصيرة من قبل صديقه الحميم وكاتب سيرته دكتور جون واطسون، باستثناء قصتين رواهما هولمز بنفسه "مغامرة الجندي الشاحب" و"مغامرة عرف الأسد"، إلى جانب اثنتين أخريين رويتا بضمير الغائب "مغامرة حجر مازارين" و"قوسه الأخير".
وأشار فطيم إلى ظهور تيار من الأدب البوليسي خلال ثلاثينيات القرن الماضي ينتسب إلى "شرلوك هولمز"، مما أدى إلى ظهور نحو 30 رواية تتناول شخصية المفتش أو عدوه اللدود "مورياتي".
ونال الدكتور كيت أوتلي، أستاذ علم النفس التطبيقي في كندا، عام 1994 جائزة الكومنولث البريطاني عن رواية كتبها بعنوان "قضية إميلي" تدور حول لقاء بين هولمز وعالم النفس النمساوي الشهير فرويد بغرض التحري عن إميلي التي قتلت زوج أمها، ما يشير إلى أن هاجس اللقاء بين فرويد وهولمز فرض نفسه على مبدعين آخرين غير المؤلف الأمريكي نيكولاس ماير، الذي نشرت روايته لأول مرة في العام 1975.
وتظهر الرواية ببراعة حياة فرويد وطريقته العلاجية من خلال مغامرة شيقة من مغامرات شرلوك هولمز، وتعتمد الرواية على مئات الكتب والمقالات التي دارت حول الشخصيتين.
ولفت المترجم إلى أنَّ مقارنات كثيرة عقدت بين بطلي الرواية، فقد ولد فرويد عام 1856، بينما ولد هولمز عام 1854، وابتكر كلاهما مهنته وحصلا على الشهرة رغم ما عانا منه الاثنان في البداية من طرق مختلفة للنبذ والتهميش، وقال لطفي فطيم إن فرويد كان يعلم بوجود هولمز وأشار إليه في خطاباته مع كارل يونج.
والاسم الأصلي للرواية كان هو "المحلول الذي يبلغ تركيزه 7 بالمائة من ذكريات الدكتور جون واطسون التي حررها نيكولاس ماير"، إذ جرت العادة في الأعمال التي دارت حول هولمز أن يروي هولمز لواطسون أغلب أحداث القصة من ذاكرته، بينما يروي واطسون أجزاءً هامشيةً من القصة.
وعمل مترجم الرواية الدكتور لطفي فطيم أستاذا لعلم النفس في جامعات عربية عدة وله العديد من المؤلفات والترجمات منها: المدخل إلى علم النفس الاجتماعي، مراجعة ترجمة الإنسان بين الجوهر والمظهر لإريك فروم، ترجمة كتاب فن العلاج النفسي لأنطوني ستور، ترجمة لكتاب علم النفس التدعيمي صدرت عن المركز القومي للترجمة في مصر، وكتاب عقول المستقبل تأليف جوروج تايلور.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA==
جزيرة ام اند امز