تونسي يرد "عناق السماء" لوالده بعد 29 عاما.. ويروي لـ"العين الإخبارية" تفاصيل صورة "كما ربياني صغيرا"
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، مع صورة تجمع لحظتين، الفارق بينهما 29 عامًا.
يظهر في الصورتين أب ونجله، يحمل فيها الأول ابنه في لقطة، بينما يهمّ الأخير بحمل والده في اللقطة الأخرى، فيه مفارقة عمرية توقف أمامها مستخدمو مواقع التواصل، وتداولوها على نطاق واسع بتعليق، اقتبسوا فيه آية من سورة الإسراء القائلة: "وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا".
قبل أيام قليلة، شارك الشاب التونسي حسين كمال زرور هذه الصورة كما اعتاد عبر حسابه بـ"فيسبوك"، دون أن يتبادر إلى ذهنه بأن تحظى بانتشار واسع عربيًا، فيقول، لـ"العين الإخبارية"، إنه عاد قبل أشهر إلى مسقط رأسه في ولاية نابل شمال شرقي بلاده، متلهفًا لرؤية والده خلال عطلته.
ومنذ عودته من محل عمله بالمملكة العربية السعودية، حرص صاحب الـ30 عامًا على اصطحاب والده إلى عدد من الأماكن، كان من بينها منطقة الحمامات الساحلية، التي اعتاد الذهاب إليها رفقته في طفولته، بحيث يرد إليه جزءًا بسيطًا مما بذله الأب معه في سنواته الأولى.
هناك، همّ الابن، رفقة والده كمال حسين زرور، بالنزول إلى مياه المتوسط، وفيها تحدى الابن أباه بأن يحمله كما كان الأخير يحمله في صغره، وبعد شد وجذب نجح الشاب، صاحب الـ30 عامًا، في حمل أبيه، في موقف عابر وثقه بعدسة كاميرا المحمول صديق لـ"حسين" رافقهما خلال الرحلة.
بانتهاء النزهة، اطلع الشاب الثلاثيني على الصورة، وفور رؤيتها تذكر أخرى قديمة، كان فيها يحمله والده بنفس المنطقة، وهنا، جمع بينهما في لقطة واحدة، ونشرها على حسابه بـ"فيسبوك": "سبحان الله.. فوجئت بردود الفعل".
يوضح "حسين" أن علاقته بوالده قائمة في الأساس على صداقة، ازدادت وثاقًا عقب وفاة والدته منذ 6 أعوام ونصف العام: "من واجبي أكون معاه وأكتر، أنا يعتبر مقصر معاه مهما أسوي.. هو دايما كان مدلعني وصرف عليا وعلى دراستي، واهتم بيا ودي أقل حاجة إني أسويها معاه".
قبل 3 أعوام، خضع الأب لـ3 تدخلات جراحية للتخلص من ماء ظهر بعينيه، ولسوء الحظ، باءت الجهود الطبية بالفشل وفقد بصره، في لحظات صعبة أثرت على نفسية الشاب، الذي يحكي: "حاولت أعالجه لكن الإمكانيات لا تساعد، أكثر كلمة توجعني لما يقول لي نسيت شكلك إنت بقيت عامل إزاي، شيء يحز في نفسي".
يقول "حسين"، إن والده يقيم في منزل والدته خلال فترة عمله في المملكة العربية السعودية، ويرعاه عمه وبعض الأشخاص الذين أوصاهم به، فيما يتكفل هو بمصاريفه كافة، من مأكل ومشرب ودواء، فكل ما يسعى إليه حاليًا هو تحقيق أمنية واحدة: " أتمنى أقدر أعالج أبويا ويرجع يشوف تاني".
ردود الفعل الواسعة على لقطتي شاطئ الحمام، كان لها مردود إيجابي على الأب، فيحكي الابن: "هو فوجئ مثلي بالضبط، لما سمع تعليقات الناس ودعواتهم له بالشفاء سعد بها كثيرًا، وحتى الآن هو سعيد ودموعه انهمرت من الفرح.. لا أستطيع وصف فرحته كيف كانت".