فتاة النابالم.. قصة صورة جعلت كيم فوك رمزا عالميا للسلام
كيم فوك حصدت جائزة دريسدن الألمانية للسلام؛ تكريما لدعمها منظمة اليونسكو وجرحى الحروب من الأطفال.
لم تتخيل كيم فوك المعروفة إعلاميا بـ"فتاة النابالم" أن تصبح رمزا للسلام؛ بسبب صورة التقطها أحد مصوري شبكة أسوشيتد برس قبل نحو 47 عاما.
فوك، التي تبلغ حاليا 55 عاما، حصدت، الإثنين الماضي، جائزة دريسدن الألمانية للسلام، تكريما لدعمها منظمة اليونسكو وجرحى الحروب من الأطفال، ورفض العنف والكراهية.
حين كانت "فوك" في التاسعة من عمرها ألقت طائرة فيتنامية جنوبية قنابل نابالم على قريتها في عام 1972، لاعتقادها أنها تؤوي قوات تابعة لفيتنام الشمالية.
وأصيبت فوك، جراء الهجوم بإصابات بالغة، وثقها المصور الصحفي نيك أوت، في مشهد وهي تجري في الطريق عارية ومصابة بحروق شديدة ودموعها منهمرة.
الصورة حازت اهتمام الملايين حول العالم، وحصل أوت من خلالها على جائزة بوليتزر في عام 1973.
وبعد التقاط المصور الصحفي، البالغ من العمر 21 عاما آنذاك، صورته اصطحب "فوك" إلى المستشفى؛ حيث طلب من الأطباء معالجتها.
وعن الحادث، تقول فوك: «لم يكن لديّ أدنى فكرة عما حدث لي.. استيقظت وكنت في المستشفى وأشعر بألم كبير، ثم التفّت الممرضات حولي.. استيقظت وأنا في خوف شديد». مشيرة إلى أن الحادث أسفر عن إصابة جسدها بحروق من الدرجة الثالثة وصلت نسبتها إلى 30%.
وتبلغ قيمة جائزة دريسدن الألمانية للسلام 10 آلاف يورو، وتُمنح سنويا منذ عام 2010 في دار أوبرا «زيمبروبر» الشهيرة في المدينة.
وستذهب قيمة الجائزة لصالح مؤسسة كيم فوك التي تدعم المدارس ودور الأيتام والمرافق الطبية في أنحاء مختلفة من العالم.
ومن أبرز الحاصلين على جائزة دريسدن: الزعيم السوفيتي الأسبق، ميخائيل غورباتشوف، والناشط الحقوقي الأمريكي، تومي سميث.
وفي عام 2012، تحدث أوت عن الصورة قائلا: "بكيت عندما شاهدت الفتاة تجري.. إذا لم أساعدها وحدث لها شيء وماتت، أعتقد أنني كنت سأقتل نفسي بعد ذلك".
فيما ناضل كريستوفر وين، وهو صحفي تلفزيوني بريطاني، من أجل نقل "فوك" إلى وحدة تديرها الولايات المتحدة ومجهزة لعلاج جروحها الشديدة.
أما السيدة الفيتنامية فتتحدث بنفسها عن الصورة الشهيرة، قائلة: "عندما أكون بمفردي أتجنب الصورة.. لكنني أعلم أنها أتاحت لي العمل من أجل السلام، وهذه هي رؤيتي".
وأضافت: "أنا ممتنة للغاية لبقائي على قيد الحياة ولتعلمي مما عايشته من أنه يمكن إيجاد طريق للتعامل بشكل مختلف مع الإصابات والآلام والقسوة"، موضحة أنها قررت ألا تصبح ضحية حرب.
فوك التي تعيش في كندا حاليا قررت في عام 2015 إجراء العديد من عمليات الليزر لإزالة آثار الحروق والآلام.
تعود تفاصيل الحرب الأمريكية الفيتنامية إلى خلاف بين شمال وجنوب فيتنام؛ حيث كانت واشنطن تدعم الأخيرة منذ عام 1955، قبل اندلاع أول مواجهة مباشرة في نوفمبر/تشرين الثاني 1964.
انتهت الحرب رسميا في يناير/كانون الثاني 1973 لكنها خلفت 58 ألفا و220 قتيلا من الأمريكان في الحرب مقابل مليون و100 ألف قتيل من الفيتناميين.