الإقصاء والوصمة الاجتماعية يطاردان مرضى الجذام في فيتنام
مصاب بالجذام في فيتنام يؤكد أنه فكر في الانتحار بعد تشخيص إصابته بالمرض عام 1958 ظنا منه أنه لن يستطيع يوما الزواج أو العمل في البلاد
على الرغم من تسجيل إصابات الجذام تراجعا كبيرا في فيتنام بفضل تحسين الظروف الصحية وتنظيم حملات وقاية، فإن المصابين بالمرض ما زالوا يعانون حالة من الإقصاء والوصمة الاجتماعية.
ويقول تران هوو هوا، أحد المصابين، إنه فكر في الانتحار بعد تشخيص إصابته بالجذام عام 1958 ظنا منه أنه لن يستطيع يوما الزواج أو العمل في فيتنام التي لطالما نبذ مجتمعها المصابين بالمرض.
ويعيش هوا منذ أكثر من 6 عقود في مستشفى فان مون بمقاطعة ثاي بينه في شمال البلاد حيث التقى زوجته ثوا المصابة مثله بالجذام.
ويضيف الرجل البالغ حاليا 79 عاما: "عندما وصلت إلى هنا، كان هناك نحو 2000 شخص أكثريتهم من الشباب".
وفي 2017، كان 248 شخصا فقط لا يزالون يعالجون جراء إصابتهم بهذا المرض وفق أرقام منظمة الصحة العالمية، وفي مستشفى فان مون الذي أسس سنة 1900 واستقبل ما يصل إلى 4 آلاف شخص، لم يتبق سوى 190 مريضا يعانون جميعا إعاقة متصلة بهذا المرض.
وفقد هوا أصابع من يديه فيما يستعين آخرون بأطراف صناعية ويعاني البعض أيضا من إعاقات قوية لدرجة تجعلهم طريحي الفراش باستمرار، كما أن الضجر والرتابة جزء من يوميات هؤلاء المرضى، ويمضي البعض وقته في الصلاة فيما يشاهد آخرون التلفزيون أو يسمعون الموسيقى حين لا يكونون نائمين.
ويقول فام فان باك، الموجود في المستشفى منذ سنة 1960، ويبلغ 83 عاما: "ليس لديّ من اعتمد عليه، أعاني وحدة قاتلة"، وذلك بعد أن توقفت ابنته عن زيارته، كما أن أحفاده يزورونه مرة واحدة سنويا، غير أنه لا يرغب في الخروج خشية تحوّله لعالة على عائلته وفقدانه العناية السليمة التي يتلقاها حاليا والمخصصات المالية الهزيلة التي يدفعها المستشفى الخاضع لإدارة الحكومة.
وعلى الرغم من أن الوصمة التي يعانيها مرضى الجذام تراجعت على نطاق كبير خارج أسوار المستشفى، فإن كثيرين يفضّلون البقاء في فان مون حيث يشعرون بأمان أكبر.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjUwIA== جزيرة ام اند امز