يتناول الحاج حمدي كوب الشاي في دكانه الصغير، مستغرقا في حوار عميق مع أحد العابرين، حيث يعرب عن بالغ امتنانه للدعم الإماراتي للاقتصاد المصري.
يذكر بتقدير "بفضل الله أولاً، ثم بفضل الدعم السخي من دولة الإمارات، استعاد الجنيه المصري عافيته، ولولا ذلك كان الجنيه ضاع ونحن ضعنا، الله يرحم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (مؤسس دولة الإمارات) اللي وصى أولاده على مصر".
ولم تتأخر الإمارات يوما عن دعم الاقتصاد المصري، حيث قدمت مساعدات مالية واستثمارات كبيرة له في أوقات حرجة، مما أسهمت في استقرار العملة وتعزيز النمو الاقتصادي.
ومؤخرا ضخت الإمارات مليارات الدولارات في مشروع رأس الحكمة، وهو مشروع استثماري ضخم يهدف إلى تعزيز البنية التحتية والتنمية السياحية في مصر.
هذه الاستثمارات جزء من جهود أوسع لدعم الاقتصاد المصري، في مواجهة تحديات نقص العملة الصعبة.
في غزة، وفي مشهد آخر يوجد صديقان في غزة يجلسان ينتظران -وهما يشاهدان السماء- المساعدات الإماراتية التي تسقط من الطائرات، فيقول أحدهما للآخر "الكل تركونا ولم تبق إلا الإمارات تطعمنا وإلا كنا راح نجوع".
وفي هذا المشهد يتفق الصديقان اللذان ينتظران أن تتزين السماء بظلل من المساعدات بتأكيدهما على أنه "في ظل غياب الدعم الدولي برزت الإمارات كالداعم الرئيسي لنا، فرغم الحصار والصعوبات لم تتوانَ عن إرسال المساعدات الغذائية والطبية، مانعةً بذلك كارثة إنسانية محتملة".
ولم تتوان الإمارات عن تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لغزة، مرسلة شحنات من الأدوية، المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، في استجابة سريعة للأزمات الإنسانية التي تتكرر في القطاع.
هذه المساعدات تأتي في إطار جهودها المستمرة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
من ناحية أخرى، يروي مسن سوداني لحظة فرحته الغامرة بوصوله بعد رحلة مضنية إلى مخيم للاجئين في تشاد، الذي أقيم بدعم من الإمارات في أعقاب الحرب المشتعلة في السودان، قائلا "الحمد لله أن وجدنا مكانا نلجأ إليه بعد الله، وسمعنا أن دولة الإمارات، مشكورة، قامت بإنشاء خيام للاجئين ومستشفى ميداني، ظللنا نمشي أياما حتى وصلنا، أردت أن أشكر دولة الإمارات ورئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أنه لم ينسنا".
وقدمت الإمارات مساعدات إنسانية شاملة للسودان، تضمنت إرسال مواد غذائية، مستلزمات طبية، وبناء مرافق إيواء للنازحين واللاجئين.
تعكس هذه المبادرات التزام الإمارات بدعم الشعب السوداني في أوقات الحاجة، موفرةً الدعم اللازم لتحسين ظروفهم المعيشية وصحتهم.
نذهب إلى مشهد آخر وهذه المرة عدن اليمنية، حيث كان هذا النقاش بين أطفال في أحد بيوت عدن: "الحمدلله، اليوم بنلعب حتى الليل يرد الأخ الأصغر شو السبب؟ يجيبه أخوه لأن الإمارات عملت كهرباء شمسية ودعمت شبكة الكهرباء وما بتنقطع عنا الكهرباء وبنلعب حتى بالليل، رد أخوه الصغير أنا أحب الإمارات حررتنا من الاحتلال الحوثي وما زالت تدعمنا عشان نلعب ونفرح وما نخاف".
وشملت الجهود الإماراتية في اليمن تطوير مشاريع للطاقة المتجددة، بما في ذلك تركيب محطات للطاقة الشمسية التي أسهمت في تحسين إمدادات الكهرباء، كما قامت بإعادة تأهيل البنية التحتية والمرافق الصحية، معززةً بذلك جودة الحياة ومساهمة في استقرار الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في عدد من المناطق اليمنية.
تظل قصص العطاء التي رصدتها من خلال معايشتي للكثير من أهل مصر واليمن وفلسطين والسودان، شهادة حية على الدور المحوري، الذي تلعبه الإمارات في تعزيز الجهود الإنسانية عالميا.
بالعودة إلى الأمثلة المذكورة، يمكننا رؤية كيف أن المساعدات الإماراتية لا تقتصر على الدعم المادي فحسب، بل تمتد لتشمل بناء البنية التحتية، الدعم الطبي، توفير المأوى، والمساهمة في مشاريع الطاقة المتجددة.
هذه الجهود تعبر عن رؤية الإمارات الشاملة للعمل الإنساني، القائمة على إيمان راسخ بأن العطاء جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي للبلاد.
في الختام تتجسد قصة الإمارات، بما تحمله من دروس في الوحدة والسلام والتسامح، في جهودها الإنسانية حول العالم، من خلال إرساء أسس الخير والمحبة، وتؤكد الإمارات مرارا وتكرارا أهمية العمل الجماعي والمسؤولية المشتركة تجاه الإنسانية.
اللهم اجعل هذا البلد سخاءً رخاءً واحفظ قادته وشعبه من كل شر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة