غرائب الحرب العالمية.. حيوان في غرفة القبطان ومرحاض يتسبب بكارثة
رغم قسوة الحرب ووحشيتها، تقع بين الحين والآخر أحداث غريبة تمامًا على هامش القتال، والحرب العالمية الثانية لم تكن استثناء.
ففي أبريل/ نيسان 1945، أكمل طاقم الغواصة الألمانية يو-1206 تدريبه، وتحت قيادة قائدهم الذي تمت ترقيته حديثًا، كارل أدولف شليت، شرعوا في أول مهمة.
كان مسار الحرب يسير لصالح الحلفاء وألمانيا في طريقها إلى الخسارة، لكن برلين كانت لا تزال تفتخر بأسطول الغواصات الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية في العالم، والتي ضمت مرافق ومراحيض خاصة.
وفيما كانت الغواصات البريطانية تخزن النفايات البشرية في خزانات ليتم التخلص منها عند عودتها إلى الأرصفة، تم تجهيز الغواصة "يو-1206" الألمانية بمراحيض عالية التقنية تستخدم الهواء المضغوط لإطلاق النفايات في البحر حتى عندما تكون تحت الماء.
برغم ذلك، فقد كان نظامًا معقدًا، وفي 14 أبريل/ نيسان 1945 تعطل هذا النظام، مما تسبب في تدفق مياه البحر والصرف إلى الغواصة. وتدهور الوضع بسرعة شديدة إلى حادث قاتل عندما تسرب الخليط إلى بطاريات الغواصة، الأمر الذي أدى إلى تفريغ غاز الكلور.
لم يكن أمام كارل-أدولف شليت أي خيار سوى إعطاء الأمر بالخروج من المياه قبالة سواحل اسكتلندا، حيث تم رصد الغواصة على الفور وتعرضت للهجوم من قبل القوات الجوية الملكية البريطانية.
أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة من أفراد الطاقم وتدمير الغواصة، كل ذلك حدث بسبب وجود عطل في المرحاض.
رنة تعيش في غواصة بريطانية
في يونيو/ حزيران 1941، هاجمت ألمانيا النازية الاتحاد السوفياتي في أكبر هجوم خلال الحرب العالمية الثانية.
عندما كان الاتحاد السوفياتي يترنح تحت الهجوم، حاولت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية حث السوفياتيين على الاستمرار في القتال.
قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بإرسال أسلحة ومعدات وإمدادات. وكان لابد من توصيلها كلها تقريبًا عبر المياه التي تنتشر فيها الغواصات في الدائرة القطبية الشمالية.
كانت الغواصة البريطانية "إتش إم إس ترايدنت" مجرد واحدة من الوحدات البحرية المكلفة بالحفاظ على طرق الإمداد الحيوية هذه مفتوحة.
وكان السوفيات ممتنين للغاية. وتعبيرا عن امتنانهم قدموا لقبطان الغواصة، هدية كانت عبارة عن حيوان الرنة.
لم يكن حيوان الرنة الذي يبلغ ارتفاعه ستة أقدام ويزن أكثر من 200 رطل، هدية يمكنها العيش في غواصة ضيقة أثناء الحرب العالمية الثانية.
مع ذلك، لم يرغب البريطانيون في رد الهدية وقبلوها على مضض، وأطلقوا عليها اسم بوليانا، وقاموا بإدخالها إلى الغواصة عبر أنبوب طوربيد.
بقيت بوليانا في الغواصة لمدة ستة أسابيع، وكانت تتغذى على فضلات المطبخ وتنام في غرفة القبطان.
عندما عادت الغواصة ترايدنت إلى الميناء في بريطانيا، تم إعفاء بوليانا من الخدمة والتبرع بها لحديقة حيوان ريجينتس بارك.
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز