أغرب سيناريوهات كوفيد.. "القوى الكبرى" تعيش كوابيس الظلام والفوضى
في واحد من السيناريوهات الغريبة التي رافقت جائحة كورونا، عانت 5 دول صناعية كبرى من أزمات لطالما عٌرفت بكونها حكرا على "النامية".
بين انقطاع التيار الكهربائي في الصين وفوضى محطات الوقود في بريطانيا والمصانع متوقفة عن العمل في ألمانيا واليابان وفرنسا بسبب نقص المحروقات والاضطرابات في سلاسل الخدمات اللوجستية، أضحى انتعاش الاقتصاد العالمي على شفا الهاوية رغم أنه كان حلما بعد الركود الناجم عن أزمة كوفيد-19.
أزمات "القوى الكبرى"
وشهد الأسبوع الماضي نماذج جديدة من الصعوبات التي تعيق الإمدادات في العالم: فالصين تعاني من نقص كبير في الفحم الحجري لتشغيل محطاتها الكهربائية.
أما المملكة المتحدة فليس لديها عدد كاف من السائقين لقيادة الشاحنات لتوصيل الوقود والمواد الغذائية وسلع أخرى.
- "لا وقود".. بريطانيا تتذوق مرارة أزمات العالم الثالث
- أزمة نقص الوقود في بريطانيا.. إعلان صادم يبدد الحل القريب
وفي كافة أنحاء أوروبا، تسجّل أسعار الغاز ارتفاعاً حاداً لأن العرض لا يكفي لتلبية الطلب.
ويقول الباحث في معهد "بروغل" Bruegel في بروكسل نيكلاس بواتييه لوكالة فرانس برس إن "الخطر هو أن يتباطأ النمو رغم إعادة فتح الاقتصادات، لأننا لن نتمكن من إنتاج ما يطلبه الناس".
وتبيّن الإحصاءات الصعوبات الاقتصادية الحالية.
فقد شهدت الصين انكماشاً في نشاطها الصناعي في سبتمبر أيلول للمرة الأولى منذ مطلع العام.
وفي فرنسا بمنطقة شيكاغو، سجّل النشاط الصناعي الشهر الماضي حدّه الأدنى منذ أوائل العام 2021 (يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط).
كما أن الإنتاج الصناعي تراجع في اليابان في أغسطس/ آب للشهر الثاني على التوالي.
ضربة للشركات العملاقة
وتلقي الصعوبات في التزود بالمواد الأولية بثقلها على القدرات الإنتاجية للشركات.
وقد تأثّرت صناعة السيارات بشكل خاص بسبب نقص بعض الرقائق.
وخفّضت شركة تويوتا توقعاتها للإنتاج الشهر الماضي كما أن مجموعة ستيلانتس (بيجو وفيات) ستغلق مصنعاً لها في ألمانيا لصناعة سيارات أوبل مطلع العام 2022 مشيرةً إلى وضع "استثنائي".
وقد يخسر القطاع 210 مليارات دولار من رقم أعماله هذا العام، أي قرابة ضعف توقعات مطلع العام، بحسب التوقعات الأخيرة لشركة "أليكسبارتنرز" Alixpartners.
وناقوس الخطر يدقّ أيضاً في قطاع الملابس، إذ تحدثت شركة "اتش آند أم" H&M السويدية العملاقة للملابس الجاهزة الخميس أثناء عرض نتائجها عن "اضطرابات وتأخيرات في توصيل المواد" في سبتمبر أيلول.
وتواجه مجموعة "إيكيا" السويدية العملاقة من جهتها، صعوبات بسبب نقص في عدد الموظفين في قطاع النقل وأسعار المواد الأولية.
معضلة تكلفة الشحن
ووسط ضغوط قوية مرتبطة بانتعاش الاقتصاد في مرحلة ما بعد كوفيد، ارتفعت تكلفة الشحن بمقدار 5 أضعاف خلال عام للسفر من الصين إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وفق مؤشر فريتوس في بورصة البلطيق.
ويوضح الباحث جايكوب كيركيغارد في معهد "بيترسون" في واشنطن أنه من الصعب بالنسبة لقطاع الحاويات التكيّف بسرعة مع الصدمات، إذ إن حاملات الحاويات تشهد أيضاً نقصاً خطيراً.
لكنّه يرى أنه ينبغي تحليل هذا الوضع "كخطر تأخر الانتعاش الاقتصادي، لا أعتقد أن الصدمة ستكون قوية بما فيه الكفاية لتؤدي إلى عودة إلى الركود".
ويؤكد نيكلاس بواتييه أن "معظم هذه المشاكل يجب أن تُحلّ على المدى المتوسط" متحدثاً عن احتمال أن نشهد بعد عدة فصول من الاضطرابات.