"الطائرة الشاردة".. عبرت 3 دول وتثير مخاوف "الناتو"
أثارت تحطم طائرة مسيرة في العاصمة الكرواتية الأسبوع الماضي، أسئلة محرجة حول استعداد الناتو لحماية المجال الجوي الأوروبي.
ووفقا لوكالة بلومبيرج، فقد أثار سقوط الطائرة التي تزن ستة أطنان وعبرت ثلاثا من دول حلف الناتو – رومانيا والمجر وكرواتيا -- دهشة مسؤولي حلف الناتو، عن سبب غياب أيّ ردّ فعل من الدول الثلاث عندما اجتازت الطائرة، وهي من طراز "توبوليف-141" تعود إلى الحقبة السوفياتية، مجالها الجوي بسرعة 700 كيلومتر.
وذكر التقرير أن الطائرة التي يبلغ طولها 14 متراً، والتي جرى تفعيل مظلّتها جزئياً أثناء السقوط، وألحقت أضراراً بعدد من السيارات، حلّقت على ارتفاع 1300 متر وعبرت لفترة وجيزة فوق رومانيا. ثم أمضت 40 دقيقة فوق المجر وسبع دقائق في المجال الجوي الكرواتي، قبل سقوطها.
وأعلنت السلطات الكرواتية أن الطائرة غير المسلحة، التي استخدمها الجيش الأحمر السوفيتي في سبعينات القرن العشرين، وكذلك الجيش الأوكراني في حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، انطلقت من الأراضي الأوكرانية، لكن ملابسات عملية الإطلاق لا تزال مجهولة. ولم يتضح ما إذا كان ذلك "خطأً أم عملا تخريبياً".
ونقلت الوكالة عن مسؤول في حلف الناتو أن أنظمة الدفاع الجوي بين الدول الثلاث عجزت عن ترجمة إشارات الرادار المتقطعة، إلى مسار طيران موحّد. وأشار إلى أن حدوث ذلك ممكن، معتبراً أنه سيساهم في تحسين أنظمة الدفاع الجوي مستقبلاً.
كما ذكرت وزارة الدفاع الرومانية أن الطائرة كانت تحلّق بسرعة كبيرة وعلى ارتفاع منخفض، خلال رحلتها الوجيزة فوق رومانيا، مشيرة إلى أن هذه العوامل "لم تسمح باتخاذ إجراءات إضافية، لتحديد هوية الطائرة."
لكن المجر سعت جاهدة لتفسير الحادث، بعدما اجتازت الطائرة البلاد على امتدادها تقريباً. وأعلن أوربان، المدافع السابق عن بوتين، والمرشّح في الانتخابات العامة المرتقبة الشهر المقبل، عن سياسة "هدوء استراتيجي" بشأن أوكرانيا، فرض حظرا على شحن أسلحة فتاكة إليها.
وقالت وزارة الدفاع المجرية، في بيان، إنه: "يتمثل هدف المجر في البقاء خارج هذه الحرب وتجنّبها، حتى وإن كان الهدف من وراء هذه الأعمال هو الاستفزاز"، مشددة على "أهمية التعامل مع هذا الأمر، بطريقة حذرة وهادئة".
وكان الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرج، كتب على "تويتر" إنه تحدث مع بلينكوفيتش بشأن الطائرة، مضيفاً: "اتفقنا على البقاء على اتصال وثيق، والعمل معاً لإثبات الحقائق".
وأدى تحطّم طائرة الاستطلاع في دول بالناتو، إلى تفاقم توترات نتيجة الحرب في أوكرانيا. ودفعت المجر بمقاتلات مرتين الجمعة الماضي، رغم أن جنوداً قرب الحدود الأوكرانية لم يعترضوا أي شيء، بحسب "بلومبرغ".
وتحطّمت يوم الأحد طائرة استطلاع أخرى صغيرة، يُحتمل أن تكون سوفيتية الصنع من طراز "أورلان-10"، قرب منزل في رومانيا على بعد 160 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية. وقال وزير الدفاع الروماني، فاسيلي دينكو، إن التحقيق جار في الأمر، موضحا أن الحادث "ليس ضخما بما يكفي ليعتبره الناتو حادثاً أمنياً".