كيف تواجه الأشجار المجهدة تغيرات المناخ بـ"الصداقة الميكروبية"؟ (حوار)
يؤدي تغير المناخ إلى تعريض النباتات لتحولات سريعة في درجات الحرارة وهطول الأمطار، غير أن باحثين من جامعة "ويسكونسن" الأمريكية، وجدوا في دراسة نُشرت بدورية "ساينس"، أنه قد يكون من السهل تكيف الأشجار في الحالتين عن طريق تكوين صداقات ميكروبية.
وتعيش النباتات عبر نطاقات واسعة من الحرارة والبرودة والمطر والجفاف، جنبا إلى جنب مع الحيوانات والحشرات، وتتدفق بين الحين والآخر للمساعدة في التلقيح أو مكافحة الآفات أو تشتت البذور.
وهناك عدد لا يحصى من الميكروبات في التربة (مثل الفطريات المختلفة التي تنمو جنبا إلى جنب مع جذور الأشجار)، ويمكن لهذه الميكروبات أن تخفف من ضغوط الحياة الطبيعية من خلال مساعدة الأشجار على جذب المزيد من العناصر الغذائية والماء أو التأثير على الوقت الذي تنبت فيه أو تزهر، لتتناسب بشكل أفضل مع الظروف الموسمية.
فكيف تساعد الصداقة الميكروبية النبات، وما هي الآلية التي استخدمها الباحثون للتحقق من أهمية هذه الصداقة؟ هذه الأسئلة وغيرها تجيب عليها إيزابيل جورجي من قسم أمراض النبات بجامعة ويسكونسن، والباحثة المشاركة بالدراسة لـ"العين الإخبارية".
بداية.. كيف جاءت فكرة بحث "الصداقة الميكروبية"؟
تغير المناخ يشكل ضغوطا جديدة أسرع مما اعتادت عليه معظم الأشجار، وكان هناك دراسات سابقة أكدت أن المجتمع الميكروبي يلعب دورا في مساعدتها على مواجهة تلك الضغوط، والدراسة الجديدة تختبر الطريقة التي أثرت بها مجتمعات الميكروبات من مناطق مختلفة على الأشجار المجهدة.
كيف اختبرتم ذلك؟
قمنا بزراعة الأشجار في الحواف البعيدة عن نطاقاتها الحالية، على بعد حوالي 450 ميلاً من موطنها، وذلك في شمال ويسكونسن ووسط إلينوي، وقبل نقل الأشجار إلى الأراضي البعيدة، تم إنباتها من البذور داخل صوبات في عينات تربة مختلفة جمعت من 12 موقعا في إلينوي وويسكونسن، ما أدى إلى تكوين علاقات ميكروبية متميزة، ولم يتم تنفيذ نفس الاستراتيجية مع أشجار أخرى، ما أدى إلى عدم تكوينها لتلك العلاقة مع الميكروبات، فوجدنا أن الشتلات المعرضة للميكروبات كانت أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة في الظروف القاسية.
هل كل الميكروبات تؤدي نفس الفوائد؟
تكون المرونة أكبر في مواجهة تداعيات تغير المناخ مع أنواع الأشجار التي تميل إلى الاقتران بأنواع معينة من الميكروبات، التي تسمى الفطريات الجذرية الشجرية، التي تخترق جدران الخلايا النباتية.
كيف يمكن الاستفادة من نتائج هذه الدراسة؟
زراعة الأشجار هي إحدى استراتيجيات التخفيف من آثار تغير المناخ، وتوجد خطط لزراعة مليارات وتريليونات الأشجار الجديدة، وإذا اقتربنا من أهداف غرس الأشجار واستعادة مساحات الغابات التي حددتها الحكومات، فقد يكون لأفكار مثل تلك التي ناقشتها دراستنا تأثير كبير على نجاح تلك المشاريع.
يمكن أن تساعد نتائج الدراسة "المشاتل" حول العالم على تنفيذ استراتيجية التلقيح بالميكروبات لضمان بقاء الأشجار، حتى تستطيع أداء مهامها على نحو أفضل، ففهم تحمل المناخ بوساطة ميكروبية يؤدي إلى تعزيز قدرتنا على التنبؤ وإدارة قابلية تكيف النظم الإيكولوجية للغابات مع المناخات المتغيرة.
aXA6IDE4LjIyMy4xMjUuMjM2IA== جزيرة ام اند امز