تريليون شجرة.. كيف يقلل التشجير من تداعيات تغير المناخ؟

مع نمو الغابات، تمتص أشجارها الكربون من الهواء وتخزنه في الخشب والمواد النباتية وتحت التربة.

لولا الغابات، فإن الكثير من هذا الكربون سيبقى في الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وهو أهم غازات الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى تغير المناخ.

ما هو التشجير؟

يعتبر التشجير أحد أكثر طرق إزالة ثاني أكسيد الكربون ممارسةً؛ ولكنه مُقيد بتوافر الأراضي المناسبة والموارد المائية الكافية، فهو يعتمد على إنشاء غابات، خاصة على الأراضي التي لم تكن غابات من قبل. فهو يُعّدُ إحدى أكثر الوسائل فعالية للتصدي لتغير المناخ، لا سيما عندما تكون مصممة للاعتماد على الطاقة الخضراء.

من ناحية أخرى، يُقلل التشجير من تأثير عوامل التصحر، ويدعم النظم البيئية، فهو يُعد إجراء مضادا ضد إزالة الغابات، الذي ساهم بشكل كبير في تغير المناخ على مدى القرون القليلة الماضية.

تبعاً لمنظمة الفاو للأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة، فيتم قطع 10 ملايين هكتار من الغابات كل عام. وعلى مدار العقد الماضي فقط منذ عام 2010، حتى الآن بلغ صافي الخسارة في الغابات على مستوى العالم 4.7 مليون هكتار سنويًا. والذي ساهم في رفع نسب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بنحو 8%.

 وتجدر الإشارة إلى أنه من المرجح أن يبطئ التشجير من تأثير تغير المناخ. فوفقًا لبحث من Crowther Lab أنه إذا تم زراعة تريليون شجرة جديدة، فمن المرجح أن يُسهم ذلك في احتجاز ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن البشر. في الواقع، يمكن أن تحتجز 25% إضافية من مساحة الغابات 25% من الكربون الجوي، مما يؤثر بشكل كبير إيجابي على درجات الحرارة على مستوى العالم.

علاوة على ذلك، يستخدم التشجير لتحقيق مكاسب اقتصادية، لذا، فمن المتوقع أن يتنافس التشجير مع السياسات الزراعية ويساهم في زيادة أسعار المواد الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد نمو الأشجار وبقاؤها وإنتاجيتها بشكل جوهري على إمدادات المياه الموثوقة.

كما لوحظ في موت الأشجار في مشاريع التشجير في الصين وتركيا؛ حيث حدت قيود المياه والأراضي المناسبة من الدور الذي يمكن أن يلعبه التشجير في المسارات نحو الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.

دور التشجير في العمل المناخي

في تقريرها الصادر في أغسطس/آب 2021، أوضحت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، أن إزالة الغابات هي سبب مباشر لزيادة وجود ثاني أكسيد الكربون في الهواء خلال العقد الماضي، وهو ارتفاع لا يضاهى بأي فترة أخرى في العقدين الماضيين؛ حيث إن الغابات تُعد أحواض اختزان الكربون، فهي تقوم بتدوير الكربون المدمر من الغلاف الجوي وتحويله إلى كتلة حيوية من خلال عملية التمثيل الضوئي.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى دراسة صادرة عن جامعة LUT في فنلندا في فبراير 2023، تحت عنوان"تشجير الأراضي القاحلة بالكهرباء وتحلية المياه للتخفيف من تغير المناخ"، والتي تناولت فكرة إمكانية عزل ثاني أكسيد الكربون الناتج عن التشجير؛ حيث يقترح الباحثون نظام تشجير جديدا يمكن أن يوفر 730 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون خلال الفترة (2030 – 2100). تُقدم الدراسة نتائج قيّمة تفيد بأن التشجير في المناطق غير المستخدمة والجافة أمر ممكن ويمكن أن يساهم بشكل كبير في التخفيف من تغير المناخ.

حاليًا، يتم تطوير العديد من مسارات إزالة الكربون المصممة هندسيًا نحو نطاق عالمي ولكن التشجير لا يزال أحد أفضل الحلول الطبيعية لإزالة الكربون.

وفي هذه الدراسة، تم بناء المفاهيم الحالية للكهرباء المتجددة منخفضة التكلفة (RE) وتحلية مياه البحر لتحديد إمكانات عزل ثاني أكسيد الكربون العالمية إذا تم استخدام محطات التحلية التي تعمل بالطاقة المتجددة لري الغابات خلال الفترة (2030 – 2100).

• باحثون يشككون في قدرة التشجير على مكافحة التغير المناخي
• شعاب مرجانية تتغلب على التغير المناخي وتنمو مجددا

الاستثمار في التشجير

تعمل الشركات من مختلف القطاعات معًا من خلال مبادرة 1t.org Corporate Alliance للمنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تخدم الحركة العالمية للحفاظ على تريليون شجرة واستعادتها وزراعتها بحلول عام 2030. وفي ضوء ذلك، تعهدت أكثر من 80 شركة بزراعة أكثر من 7 مليارات شجرة في أكثر من 65 دولة.

هذا، وتجدر الإشارة إلى أنه منذ انعقاد مؤتمر كوب 27 في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تم الترحيب بالتعهدات الجديدة من 9 شركات، بما في ذلك أول أربع شركات هندية - Vedanta و ReNew Power و CSC Group وMahindra.. ومن هذا المنطلق، التزمت ماهيندرا Mahindra، أيضًا بزراعة أكثر من مليون شجرة سنويًا من خلال مبادرة Project Hariyali ، وقد زرعت بالفعل أكثر من 20 مليون شجرة، والهدف هو إنشاء غابات وظيفية للمجتمعات المحلية لتعزيز سبل عيش أصحاب الحيازات الصغيرة والمزارعين الهامشيين مع استعادة النظم الإيكولوجية للغابات.

يتماشى هذا العمل مع جهود المنتدى الاقتصادي العالمي لتوجيه الشركات للحفاظ على المناظر الطبيعية واستعادتها.