كيف يكافح "الفحم الحيوي" تغير المناخ؟ (حوار)
هل سمعتم عن الفحم الحيوي؟.. إذا كنتم من المهتمين بالقطاع الزراعي، فقد تكونوا سمعتم عن استخداماته في تسميد الأراضي الزراعية.
ولكن الجديد، هو أن مراجعة بحثية تقدمه كحل لأزمة تغير المناخ، بل وترى تلك المراجعة البحثية التي نشرت في دورية "جورنال أوف إينفيرومينتال كواليتي"، إن إقناع المزارعين بالتحول من الطرق التقليدية في التسميد إلى الفحم الحيوي، يمكن أن يحقق نتائج بيئية ملموسة.
فكيف يمكن إنتاج هذا الفحم؟ ولماذا لم يتم تسويقه بشكل جيد؟ وما هي الفوائد المتوقعة من استخدامه، وكيف يكون استخدامه مفيدا للبيئة ؟ وهل يحقق استخدمه مفردا هذه الفوائد، أم يحتاج إلى الدمج مع أدوات أخرى.. هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها راج شريسثا، زميل باحث في علم البستنة والمحاصيل في جامعة ولاية أوهايو، الباحث الرئيسي في تلك المراجعة البحثية، خلال مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية".
بداية.. ما هو الفحم الحيوي؟
هو مادة مسامية شبيهة بالفحم، غنية بالكربون، ويمكن استخدامها في الزراعة للمساعدة في التخفيف من تغير المناخ.
وكيف يتم إنتاجها؟
يتم إنتاجها عن طريق الانحلال الحراري، وهي عملية تتضمن تسخين المواد العضوية في بيئة منخفضة الأكسجين، وقد تم استخدام هذا الفحم منذ فترة طويلة في الإنتاج الزراعي، عن طريق توظيفها لأداء عدة مهام، منها تعديل التربة، وفي السنوات الأخيرة، شهد الباحثون عودة ظهور الاهتمام المتزايد بهذا المنتج بسبب هيكله المادي الفريد ومزاياها الزراعية والبيئية المختلفة.
وما هي علاقة الفوائد التي يقدمها هذا المنتج بتغير المناخ؟
عندما يزرع المزارعون محاصيلهم، فإنهم يستخدمون الأسمدة الصناعية أو السماد الطبيعي ويستخدمون أنواعا مختلفة من الآلات لحراثة التربة، وفي هذه العملية، يتم إنتاج غازات الدفيئة وإطلاقها في الغلاف الجوي، ويقلل استخدام الفحم الحيوي من هذه التدخلات الملوثة للبيئة، لذلك فإن قدرته على إزالة كميات كبيرة من غازات الدفيئة من الغلاف الجوي تستحق إعادة التقييم.
وكيف قمتم بتقييم الفوائد التي يحققها الفحم الحيوي؟
راجعنا أكثر من 200 دراسة ميدانية أجريت في جميع أنحاء العالم، والتي درست تأثير تطبيق الفحم الحيوي في الزراعة على انبعاثات أكسيد النيتروز والميثان وثاني أكسيد الكربون، وهي الغازات التي تحبس الحرارة والتي تسبب ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض.
ووجدنا أن كمية الفحم الحيوي في التربة قللت من كمية أكسيد النيتروز في الهواء بنحو 18٪ والميثان بنسبة 3٪.
وهل استخدام الفحم الحيوي مع أشياء أخرى، يمكن أن يعظم من الفوائد؟
بالقطع، فالفحم الحيوي عند دمجه مع سماد النيتروجين التجاري أو المواد العضوية الأخرى، مثل السماد الطبيعي أو السماد العضوي، يمكن أن يساعد في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتعزيز بالوعة الكربون، وزيادة القدرة على امتصاص المزيد من الكربون أكثر مما يتم إطلاقه في الغلاف الجوي.
كنت أتوقع الإشارة أيضا إلى أن استخدام النفايات العضوية في إنتاجه، ربما يكون له آثار بيئية إيجابية؟
هذه ميزة مهمة، ففي الوقت الحالي، عندما يترك المزارعون بقايا المحاصيل في الحقل، تتم إعادة تدوير حوالي 10 إلى 20 في المائة فقط من بقايا الكربون في التربة أثناء عملية التحلل ، ولكن عن طريق تحويل نفس الكمية من المخلفات إلى الفحم الحيوي ثم تطبيقها على الحقل، يمكننا تخزين حوالي 50٪ من هذا الكربون في أشكال كربون مستقرة.
ونظرا لأن الفحم الحيوي الذي يتم وضعه في التربة يمكن أن يستمر أيضا في أي مكان من بضع مئات إلى آلاف السنين، فهو حاليًا إحدى أفضل ممارسات الإدارة المقترحة لتحقيق الانبعاثات السلبية ومنع متوسط درجة حرارة الأرض من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
أخشى أن أي إنجاز يتم تحقيقه في المجال الزراعي، لا نشعر به بسبب تجاوزات القطاع الصناعي؟
علينا أن نعمل في كل المسارات، فوفقا للدراسات بين عامي 2011 و2020 ، ارتفعت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية من ثاني أكسيد الكربون بحوالي 5.6٪، والميثان بنسبة 4.2٪، وأكسيد النيتروز بنسبة 2.7٪، وتشكل الزراعة حوالي 16٪ من هذه الانبعاثات، وفي حين أدت هذه المستويات بالفعل إلى تغييرات لا رجعة فيها في نظام المناخ العالمي، فإن الأضرار المستقبلية يمكن إبطائها من خلال المساعدة في الحد من مدى الانبعاثات من قطاعي الزراعة والغابات.
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg جزيرة ام اند امز