ماذا فعل الطلب القوي بفوائض النفط؟.. قراءة في أرقام "أوبك+"
تراجعت فوائض النفط عالميا خلال العام الجاري لأدنى مستوياتها منذ نحو 8 سنوات على الأقل، بفعل زيادة الطلب على مشتقات الطاقة التقليدية.
يأتي ذلك بفعل التعافي شبه الكامل من جائحة كورونا من جانب الاقتصادات المتقدمة والناشئة، وفي ظل توترات جيوسياسية أعادت وهج الطاقة التقليدية، كأكثر مصدر للطاقة طلبا واستهلاكا.
والأربعاء، أظهر تقرير للجنة الفنية المشتركة لأوبك+ أن فائض سوق النفط هذا العام سيصل إلى 900 ألف برميل يوميا، بزيادة 100 ألف عن توقعاتها السابقة.
وتتوقع اللجنة أن تحقق سوق النفط فائضا لا يقل عن 3.1 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول على أن ينخفض إلى 0.6 مليون في أكتوبر/تشرين الأول قبل أن يرتفع إلى 1.4 مليون برميل يوميا في نوفمبر تشرين الثاني.
وتقدم اللجنة، التي تجتمع اليوم الأربعاء، المشورة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بقيادة روسيا، والمعروفين باسم أوبك+، بشأن أساسيات السوق. وأظهر تقرير اللجنة أن أوبك+ تتوقع أيضا فائضا قدره 900 ألف برميل يوميا العام المقبل.
هذه الفوائض الحالية، كانت قد تجاوزت 5 ملايين برميل يوميا العام الماضي، ونحو 10 ملايين برميل كمتوسط خلال العام 2020، وهو العام الأول لتفشي جائحة كورونا على مستوى العالم.
وإحدى أسباب تراجع فوائض النفط الخام عالميا، على الرغم من زيادة الإنتاج، تعود إلى اعتماد دول عدة، النفط الخام، كمصدر رئيس لتوليد الطاقة الكهربائية، بعد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي لمستويات قياسية.
وفي 2022، تشير تقدير منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أن الطلب اليومي على النفط الخام، سيبلغ 100.3 مليون برميل يوميا، صعودا من 98.1 مليون برميل يوميا في 2021.
بينما في 2023، تشير تقديرات أوبك إلى أن الطلب اليومي على النفط الخام، سيتجاوز 102 مليون برميل يوميا، على أن يتجاوز 105 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2025.
وأمام هذه المعطيات، من المتوقع أن تشهد إمدادات النفط العالمية كفاحا كبيرا لتلبية الطلب المتزايد العام المقبل، على الرغم من المؤشرات المبكرة على أن الأسعار القياسية بدأت تلقي بثقلها على الاستهلاك.
في أول توقعاته لعام 2023، توقع مركز أبحاث الطاقة التابع لوكالة الطاقة الدولية، والذي يقدم المشورة للدول الرئيسية المستهلكة للنفط بشأن سياسة الطاقة، أن الطلب في العام المقبل سينمو بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا إلى 102.6 مليون برميل في اليوم.
وبينما توقعت وكالة الطاقة الدولية أن تزيد الولايات المتحدة بشكل كبير الإنتاج المحلي في عامي 2022 و 2023، فإن أعضاء مجموعة منتجي أوبك وحلفائها، بما في ذلك روسيا، سيجدون صعوبة في الحفاظ على زيادة الإنتاج لمواجهة الاستهلاك المتزايد.
فإمدادات النفط العالمية قد تكافح لمواكبة الطلب العام المقبل مع اختفاء الفائض كليا بحلول العام الجاري، حيث تجبر العقوبات المشددة روسيا على إغلاق المزيد من الآبار ويصطدم عدد من المنتجين بالقيود على الطاقة الإنتاجية.
لكن النفط الخام، سيكون كما الغاز، سيجد طريقه للاستهلاك بعيدا عن الدول الغربية، وأقرب إلى دول شرق آسيا وجنوب شرق آسيا، حيث أسواق استهلاك ضخمة هناك (الصين، الهند، كوريا الجنوبية، اليابان، سنغافورة، باكستان).
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز