تزامنا مع إفصاح شركة أرامكو، الأحد، عن أول نتائج أعمال مالية مجمعة لعام كامل، فإن السهم حقق مكاسب جيدة منذ الطرح حتى تعاملات اليوم.

سجل سهم شركة الزيت العربية السعودية – أرامكو منذ أول جلسات تداول السهم في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2019 ارتفاعا بلغ 10.63%، إذ انطلق من مستوى 32 ريالا إلى 35.4 بحلول الساعة 0952 بتوقيت جرينتش.

وتماسك السهم جيدا معظم فترات العام الماضي مقارنة بشركات النفط العالمية في الأسواق الناشئة والمتقدمة.

واليوم، انخفض سهم أرامكو 0.6% بعد إعلان الشركة نتائجها، وفي وقت لاحق عوض السهم خسائره المبكرة ليرتفع 0.1%. 

أداء مالي قوي

أعلنت أرامكو، الأحد، عن نتائجها المالية 2020، حيث أظهرت من خلالها مرونة استثنائية رغم الصعوبات الاقتصادية التي فرضتها الجائحة.

حققت أرامكو صافي دخل بلغ 184 مليار ريال سعودي (49 مليار دولار) في 2020، وهذا الرقم يعتبر أحد أعلى الأرباح لأي شركة مُدرجة على مستوى العالم.

فقد برهنت الشركة على مرونتها المالية القوية في أصعب فترة شهدها قطاع الطاقة، حيث تأثرت خلالها إيرادات القطاع بانخفاض شديد في أسعار النفط الخام وتراجع مبيعاته، وتدني هوامش الربح في أعمال التكرير والكيميائيات.

• "أرامكو" تفوز بجدارة في اختبار الجائحة.. 184 مليار دولار صافي الأرباح
• الاقتصاد السعودي يتماسك في مواجهة الجائحة.. 2.5% نموا
  

كما أعلنت الشركة عن توزيعات أرباح بقيمة 281 مليار ريال سعودي (75 مليار دولار أمريكي) عن 2020، وهو ما يعكس الأداء القوي للشركة.

وقال حسنين مالك، مدير أبحاث الأسهم في تليمر، "التوزيعات تتفق مع التوقعات، وهو أكثر ما يهم حملة أسهم أرامكو".

نظرة مستقبلية أفضل

قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين بن حسن الناصر، "بنظرة مستقبلية، تسير استراتيجيتنا طويلة الأجل على المسار الصحيح نحو تحسين محفظتنا في أعمال النفط والغاز".

وأكد الناصر في بيان نتائج الأعمال أنه في ظل التحسن الذي تشهده بيئة السوق، هناك زيادة في الطلب في آسيا مع وجود مؤشرات تحسن في أماكن أخرى.

وتابع: "نحن على ثقة تامة بأننا سنتجاوز هذه الجائحة ونحن في موقع قوي جدا وجاهزية عالية".

الطرح الأكبر في العالم

تربع طرح أرامكو على قمة أكبر طروحات الشركات في تاريخ البورصات العالمية، حيث بلغ 29.4 مليار دولار عبر طرح 1.5% من أسهم الشركة للاكتتاب العام، ثم ممارسة خيار بيع أسهم إضافية يبلغ عددها 450 مليون سهم.

وبحسب بيانات وكالة "بلومبرج الأمريكية" طرح أرامكو تجاوز الرقم القياسي المسجل في عام 2014 لشركة علي بابا الصينية، والذي بلغ حينها 25 مليار دولار.

ونوهت الوكالة بأن سوفت بنك جاء في الترتيب الثالث بقائمة أكبر الطروحات على مستوى العالم، حيث جمع أكثر من 20 مليار دولار في عام 2018.

طرح حصص إضافية مستقبلا

كشف ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، في يناير/ كانون الثان 2021، أنه سيكون هناك طروحات لأسهم أرامكو في السنوات القادمة.

وأوضح أن السيولة الناتجة عن الطرح سوف يتم ضخها في صندوق الاستثمارات العامة، ليعاد استثماره داخل وخارج المملكة لصالح الصندوق.

هذا، وأكد رئيس صندوق الاستثمارات العامة السعودي، رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، ياسر الرميان، في مارس/ آذار الحالي، أن الحكومة ستنظر طرح حصص إضافية من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام.

وأوضح الرميان، خلال كلمته في أسبوع سيرا للطاقة لعام 2021م، أن الحكومة السعودية بمجرد أن ترى ظروف السوق تتحسن وبمجرد أن ترى المزيد من الإقبال من مختلف المؤسسات الاستثمارية والمستثمرين ستنظر بالتأكيد في بيع المزيد من أسهم الحكومة في شركة أرامكو.

توسعات مستمرة

أجرت أرمكو خلال الفترة الأخيرة خطوات تنفيذية في تنمية أعمالها عبر الدخول في مشروعات جديدة أو إتمام استحواذات حيوية.

ومن أبرز هذه الخطوات، إتمام صفقة الاستحواذ على حصة نسبتها 70% في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) من صندوق الاستثمارات العامة، في يونيو/ حزيران الماضي، مقابل 259.125 مليار ريال سعودي (69.1 مليار دولار أمريكي)، أي ما يعادل 123.39 ريالًا سعوديًا للسهم الواحد.

كما وقعت أرامكو في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 مذكرات تفاهم مع عدة شركات عالمية، في إطار خطط الشركة لعقد شراكات دولية جديدة، وتأسيس شركات عبر برنامج الاستثمارات الصناعية المرتبط بتطوير أعمال الشركة.

وأوضحت الشركة أنه تم توقيع المذكرات مع كلٍّ من: شركة رويال شل و(أ م جي) الهولندية، وشركات صينية ضمّت: شركة سوجو (إكس دي إم)، وشركة شين قونق، وشركة زنفو، وشركة جيجيانغ سوبكون للتقنية المحدودة، بالإضافة إلى شركة بوسكو التي يقع مقرها في كوريا الجنوبية.

كما كشف عملاق النفط السعودي في نفس الشهر عن عن استراتيجية جديدة للمقاولات في مشاريع الشركة القائمة في قطاعي النفط والغاز ومشاريع تطوير المعامل.

وأوضحت الشركة، أن الاستراتيجية تركز على تأسيس أعمال جديدة وتطوير شراكات على أسس الاستدامة والتقنيات الجديدة، من خلال المشاريع العملاقة للشركة وترسية مقاولات طويلة الأجل على مقاولين ذوي خبرة لتحسين الكفاءة من حيث التكلفة وجودة المشاريع وسلامتها.

واختارت أرامكو عدد 8 شركات للقيام بالعمل بعد عملية تقييم شاملة لاسراتيجية المقاولات الجديدة.