بداية قوية «متجددة» لعام 2024.. هل يودع الاتحاد الأوروبي حقبة الوقود الأحفوري؟
تراجع الحصة بتوليد الكهرباء إلى 23%
في أبريل/نيسان 2024، انخفض توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي من الوقود الأحفوري إلى مستوى قياسي بلغ 23%.
كما انخفض توليد الطاقة الأحفورية بشكل حاد مقارنة بأبريل/نيسان 2023، حتى مع زيادة الطلب على الكهرباء. وأدى ذلك إلى انخفاض بنسبة 22% على أساس سنوي في انبعاثات قطاع الطاقة.
وقد أدى نمو طاقة الرياح والطاقة الشمسية وانتعاش الطاقة الكهرومائية إلى انخفاض توليد الوقود الأحفوري، مما ساهم في أكبر حصة من مصادر الطاقة المتجددة على الإطلاق بنسبة 54%. وصلت طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى مستوى قياسي في أبريل/نيسان 2024؛ حيث ولدت أكثر من ثلث الكهرباء في الاتحاد الأوروبي لأول مرة.
وعلى الرغم من أن شهر النتائج القياسية البارزة المحققة خلال أبريل/نيسان، إلا أن ذلك يعد جزءاً من تحول راسخ مع استمرار التحول في مجال الكهرباء في أوروبا، مع انخفاض انبعاثات قطاع الطاقة بنسبة 18% في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
الوقود الأحفوري يوفر ربع احتياجات الاتحاد الأوروبي من الكهرباء
في أبريل/نيسان 2024، انخفضت حصة توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي باستخدام الوقود الأحفوري إلى أدنى مستوى لها في شهر واحد؛ حيث أنتج الفحم والغاز وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى أقل من ربع الكهرباء في الاتحاد الأوروبي (23%). وكان أدنى مستوى قياسي سابق بلغ 27% في مايو/آيار 2023.
في العام الماضي، ولّد الوقود الأحفوري أقل من ثلث الكهرباء في الاتحاد الأوروبي (33%) لأول مرة، وفقاً لمراجعة الكهرباء الأوروبية التي أجرتها المؤسسة الفكرية الرائدة بأبحاث ودراسات الطاقة النظيفة والمناخ «إمبر - Ember» في مايو/أيار الجاري. وسيستمر الانخفاض في الوقود الأحفوري في التسارع في عام 2024.
وتراجع توليد الوقود الأحفوري في أبريل/نيسان 2024 بمقدار 14.8 تيراواط في الساعة (-24%) مقارنة بأبريل/نيسان 2023. ونتيجة لذلك، وصل توليد الوقود الأحفوري في الاتحاد الأوروبي إلى أدنى مستوى شهري له، عند 46 تيراواط في الساعة.
وتقلص كل من الفحم والغاز بشكل حاد؛ حيث قدّم توليد الفحم 8.6% فقط من مزيج الكهرباء في الاتحاد الأوروبي في أبريل/نيسان 2024، وهي أدنى حصة على الإطلاق. وانخفضت بمقدار 7.3 تيراواط في الساعة (-30%) مقارنة بأبريل/نيسان 2023، عندما كان الفحم يوفر 12.3% من كهرباء الاتحاد الأوروبي.
وشكل توليد الغاز 12.1% من مزيج الكهرباء في الاتحاد الأوروبي في أبريل 2024، وهي أدنى حصة له منذ ثماني سنوات على الأقل. وانخفض بمقدار 6.8 تيراواط ساعة (-22%) مقارنة بأبريل/نيسان 2023، عندما كان الغاز يوفر 15.6% من كهرباء الاتحاد الأوروبي.
ويعني انخفاض توليد الطاقة الأحفورية أيضًا انخفاضًا قياسيًا في انبعاثات قطاع الطاقة الشهرية في أبريل/نيسان 2024، عند 38 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. ويمثل هذا انخفاضًا بنسبة 10% عن الرقم القياسي السابق المسجل في مايو/أيار 2023 والذي بلغ 42 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
تراجع حصة الوقود الأحفوري عبر دول الاتحاد الأوروبي
وقد سجل الاتحاد الأوروبي، بكامل محيط نطاق أعضائه، انخفاضاً في توليد الأنواع المختلفة من الوقود الأحفوري. وشهدت ألمانيا أكبر انخفاض مقارنة بشهر أبريل/نيسان من العام الماضي، حيث بلغ 4.8 تيراواط في الساعة (-26%)، وهو ما يمثل 32% من إجمالي الانخفاض في الاتحاد الأوروبي. وقد تم إغلاق سبع وحدات لتوليد الطاقة تعمل بالليجنيت (الفحم البني) بقدرة مجمعة تبلغ 3.1 غيغاواط في ألمانيا في نهاية مارس/آذار 2024.
وجاءت إيطاليا بعد ذلك، بانخفاض قدره 2.2 تيراواط في الساعة (-24%)، مما ساهم بنسبة 15% أخرى في إجمالي الانخفاض في الاتحاد الأوروبي.
الرياح والشمس.. ركيزتا التحول إلى «كهرباء أوروبية نظيفة»
وصلت طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى مستوى قياسي في أبريل/نيسان 2024؛ حيث ولّدت أكثر من ثلث (34%) من الكهرباء في الاتحاد الأوروبي لأول مرة. وتم تسجيل الرقم القياسي السابق البالغ 31% في مايو/أيار 2023.
في العام الماضي، أنتجت طاقة الرياح والطاقة الشمسية 27% من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الكهرباء، وهو ما يتجاوز الربع لأول مرة، وفقاً لمراجعة الكهرباء الأوروبية التي أعدتها مؤسسة "إمبر". ومن المتوقع استمرار تسارع النمو في طاقة الرياح والطاقة الشمسية خلال عام 2024.
لم تحقق طاقة الرياح والطاقة الشمسية أكبر حصة من التوليد على الإطلاق في أبريل/نيسان 2024 فحسب، بل حققت أيضًا أعلى إجمالي إنتاج شهري بلغ 68 تيراواط في الساعة، أي أكثر من إجمالي الطلب السنوي على الكهرباء في التشيك أو النمسا.
وكان هذا أكثر من ضعف الكهرباء المولدة من الطاقة الكهرومائية في الاتحاد الأوروبي، والتي أنتجت 32 تيراواط في الساعة.
ونتيجة لذلك، شكّلت طاقة الرياح والطاقة الشمسية 62% من إجمالي توليد الطاقة المتجددة في أبريل/نيسان 2024.
وبشكل عام، أنتجت مصادر الطاقة المتجددة أكثر من نصف احتياجات الاتحاد الأوروبي من الكهرباء في أبريل/نيسان للمرة الثانية فقط على الإطلاق، وحققت حصة قياسية بلغت 54%. وفي أعقاب موجات الحر والجفاف في السنوات السابقة، ارتفع إنتاج الطاقة الكهرومائية بنسبة 28% (+6.9 تيراواط في الساعة) مقارنة بأبريل/نيسان 2023، مما زاد حصتها من 12.3% في أبريل/نيسان 2023 إلى 15.7% في أبريل/نيسان 2024.
انخفاض الانبعاثات
الأرقام القياسية التي تم تسجيلها في أبريل/نيسان هي أحدث دليل على الاتجاه طويل المدى لزيادة التوليد النظيف وانخفاض الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي. خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، انخفض توليد الوقود الأحفوري في الاتحاد الأوروبي بنسبة 18% على أساس سنوي.
وجاء الانخفاض في توليد الوقود الأحفوري على الرغم من استمرار انتعاش الطلب على الكهرباء، والذي شهد انتعاشًا طفيفًا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وزاد بنسبة 0.4% على أساس سنوي خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان 2023. وفي الوقت نفسه، ارتفع توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنسبة 14%. مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مع زيادة توليد الطاقة الكهرومائية بنسبة 25%.
تعد هذه البداية القوية لمصادر الطاقة المتجددة على حساب الوقود الأحفوري بالربع الأول من عام 2024 دليلاً آخر على أن التحول في مجال الكهرباء في الاتحاد الأوروبي يسير على قدم وساق.