تغييرات "هيكلية" بجيش روسيا.. تصحيح المسار بأوكرانيا وصد الناتو
أعلنت وزارة الدفاع الروسية إجراء تغييرات واسعة النطاق داخل الجيش خلال الفترة من 2023 وحتى عام 2026.
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال زيارته لمقر مجموعة قوات "فوستوك" خلال عملها في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، كشف عن أبرز التغييرات التي ستجري في الجيش خلال السنوات الثلاث المقبلة.
التغييرات التي شملت زيادة عدد القوات لمليون ونصف مليون جندي، وإنشاء منطقتين عسكريتين جديتين، وتشكيل فرق عسكرية جديدة في مختلف أفرع الجيش، اعتبرها خبراء محاولة لإصلاح الخلل الذي كشفته العملية العسكرية في أوكرانيا، ولمواجهة تمدد حلف شمال الأطلسي على حدود روسيا، وبخاصة باتجاه فنلندا والسويد.
وأفادت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية بأن شويغو أعلن خلال اجتماع مع نوابه وقادة أركان القوات المسلحة، تغييرات واسعة النطاق في الجيش الروسي، تشمل زيادة عدد القوات إلى 1.5 مليون شخص.
وذكرت وكالة "تاس" الروسية أن شويغو قال إنه سيتم إنشاء منطقتين عسكريتين، موسكو، ولينينغراد كجزء من خطوات لضمان أمن البلاد، وسيتم كذلك نشر "مجموعات مكتفية ذاتياً من القوات على أراضي المناطق المنضمة حديثاً إلى روسيا"، في الإشارة إلى 4 أقاليم أعلنت موسكو ضمها مؤخراً إلى روسيا الاتحادية.
وخلال الاجتماع، أشار شويغو إلى ضرورة إيلاء اهتمام خاص لتجنيد القوات بعسكريين متعاقدين، إلى جانب ضمان نقل الأسلحة للوحدات العسكرية في الوقت المحدد، وزيادة عدد ساحات التدريب، وزيادة حجم تدريب المتخصصين.
وأوعز وزير الدفاع الروسي بتعزيز العنصر القتالي لدى القوات البحرية والجوية - الفضائية والصاروخية الاستراتيجية.
صد الناتو
الخبير العسكري سيرغي شاشكوف، قال إن تلك التغييرات تهدف بصفة خاصة مواجهة تمدد حلف شمال الأطلسي على الحدود الروسية، خاصة مع سعي فنلندا والسويد للناتو.
وقال في تصريحات صحفية، بناءً على ما يستعد له حلف الناتو في أوكرانيا وفي محيط بيلاروسيا، كان لا بد لروسيا أن تأخذ بعين الاعتبار إمكانية الصدام مع حلف الناتو لاحقًا.
ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، قال إن عدد القوات يثبت بلا ريب أن حسابات موسكو مع انطلاق العملية العسكرية في فبراير/ شباط الماضي كانت غير صائبة إلى حد ما
وأضاف في تصريحات لـ "سكاي نيوز" عربية، أن الوضع أصبح عكس التوقعات بالأخص خلال الأشهر الخمسة الماضية، والانتكاسات التي حدثت للجيش خلال العملية العسكرية في أوكرانيا، جعلت الموقف الروسي داخل البلاد غير مقبول، وطالت قيادات الجيش انتقادات واسعة، مما جعل الكرملين يبحث في تغيير نظرته وحساباته.
الدكتور مسلم شعيتو، رئيس المركز الثقافي الروسي العربي، قال إن التغييرات التي طرأت على قادة القوات الروسية التي أقرها الرئيس بوتين مؤخرًا ليست إرباكًا في صفوف القوات المسلحة الروسية، لكنها ترجع إلى طبيعة الحالة الجيوسياسية الدولية وسلوك حلف الناتو الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء.
أوضح "شعيتو" أن القوات الروسية تقدر بمليون فرد، وهذا العدد لا يستطيع حماية المساحة الواسعة لروسيا التي تتجاوز 17 مليون كيلومتر مربع، ومحيطها الذي يقدر بآلاف الكيلومترات، وبالتالي تقرر استدعاء كل الاحتياط الروسي لمجابهة المخاطر التي تحيط بالأراضي الروسية.
وتابع أن هناك استراتيجية جديدة للجيش الروسي في الحرب ضد أوكرانيا، وهناك احتمالية إلى انتقال العمليات من عملية محدودة إلى حرب مفتوحة تعتمد على أساليب جديدة، وكان لزامًا على الجانب الروسي اختيار قادة جدد للقيام بتلك الاستراتيجية الجديدة التي يحتمل أن يستخدم فيها أسلحة جديدة وتقنيات مختلفة.
القوات الروسية
ويحتل الجيش الروسي المرتبة الثانية خلف نظيره الأمريكي عالميا ضمن قائمة أقوى جيوش العالم في 2023.
ويمثل التحرك الروسي زيادة ملحوظة في أفراد الجيش منذ آخر مرة وسعت فيها موسكو حجم جيشها عام 2017، عندما أضافت 13 ألفًا و698 فردا عسكريا و5357 غير مقاتلين.
وروسيا تلك الدولة النووية تملك أكثر من مليون و350 ألف جندي، بينهم 850 ألف جندي من القوات العامة، و250 ألفا من جنود الاحتياط، و250 ألفا من القوات شبه العسكرية، وفقا لموقع "جلوبال فاير باور".
ولدى الجيش الروسي أكثر من 4173 طائرة حربية، بينها 772 مقاتلة، و739 طائرة هجومية، كما يمتلك 1543 مروحية عسكرية، منها 538 مروحية هجومية.
ويحتفظ الجيش الروسي أيضا بموقع متميز عالمي كونه يمتلك 12420 ألف دبابة، وأكثر من 30 ألف مدرّعة وأكثر من 6574 مدفعًا ذاتي الحركة، وقرابة 7571 مدفعًا ميدانيًا، و3991 راجمة صواريخ.
ومن حيث القوة البحرية، يتكون الأسطول الروسي من 605 قطع بحرية، منها حاملة طائرات وحيدة، كما يمتلك 70 غواصة و15 مدمّرة، و11 فرقاطة و48 كاسحة ألغام.
aXA6IDE4LjExOS4xMTMuNzkg جزيرة ام اند امز