"ذباب ومليشيات".. صراع الإخوان يفضح "كتائب الإرهاب" الإلكترونية
"ذباب" و"مليشيات" إلكترونية تمثل القشة االأخيرة التي يتمسك بها الإخوان في ظل صدع يضرب جبهتي التنظيم ويهدد باندثاره.
ورغم حربهما العلنية، تعقد جبهتا التنظيم آمالاً واسعة على الكتائب الإلكترونية مدفوعة الأجر للتأثير على عقول الشباب واستقطاب عناصر جديدة لتنظيم بات يفقد يوماً تلو الآخر مئات المخدوعين بشعاراته.
كتائب منظمة
الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أحمد سلطان، يرى أن تنظيم الإخوان أسس منذ عام 2015 شبكات لجان إلكترونية منظمة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي وليس فقط عبر موقع فيسبوك الأشهر في مصر والعالم.
وتعمل تلك الشبكات بشكل رئيسي على محورين؛ الأول: يكمن في الهجوم المتواصل على الحكومة المصرية والدول الداعمة لها والمختلفة مع التنظيم، فيما يسعى المحور الثاني لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الشباب لتعويض خسائره المتلاحقة بسبب ارتكاب جرائم جعلتهم إما في السجون أو هربوا خارج البلاد.
وتم تأسيس تلك الشبكات الواسعة بعد الاتفاق بين قيادات الخارج والقائم بأعمال المرشد العام للإخوان وقتها المحبوس حالياً محمودعزت، الذي أوكل مهام إدارة تلك الكتائب والإنفاق السخي عليها إلى قائد جناح جبهة إسطنبول في تركيا محمود حسين.
بدوره، استعان محمود حسين بإخواني متخصص في مجال التكنولوجيا، يدعى أحمد ريدي ويقيم في هولندا، وكان من أحد أهم مؤسسي الكتائب الإلكترونية للتنظيم ونجح في عمل صفحات كبرى تهدف إلى بث سموم الشائعات ضد مصر وحلفائها من جهة، واللعب والتأثير على مشاعر الشباب ومحاولة استقطابهم من جهة أخرى.
انتشار سرطاني
عملت الكتائب الإلكترونية للإخوان على الانتشار بشكل سرطاني لتخترق كافة اهتمامات الشارع المصري، وبثت صفحات رياضية كما أطلقت صفحات اجتماعية وسياسية واقتصادية ممولة وغير ممولة، ونجحت نتيجة دعمها المتواصل من أعضاء التنظيم، ومن خلال تلك الصفحات يتم دس السم في العسل عبر المنشورات منها المهاجم للدولة أو من خلال إرسال رسائل سياسية أو استعطاف الجماهير بمشاهد معينة.
ويقول سلطان، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنه في بداية تشكيل الكتائب الإلكترونية، كانت الأهداف الرئيسية للتنظيم محددة في استهداف الدولة والاستقطاب، إلا أن هذه الأهداف تغيرت بشكل كبير بعد مرور سنوات من التصادم مع ليس فقط الحكومة المصرية، ولكن بعد التصادم الفعلي مع المجتمع والشارع المصري على خلفية وقوع الكثير من العمليات الإرهابية.
ولهذا، يضيف الخبير، فإن تغيراً ملاحظاً تم في أساليب التنظيم، حيث بات يهدف من خلال صفحاته التي انتشرت في كافة مناحي اهتمامات الإنسان العربي والمصري، إلى محاولة استرضاء الشعب المصري والمحافظة على بقائه بأي صورة في المجتمع وبأي شكل.
ويعتقد سلطان أن الجماعة من خلال صفحاتها المسمومة لا تزال تهدف إلى استقطاب كافة الفئات العمرية، أسوة بمنهجها حين كانت تتحرك على الأرض، ولهذا فإن الصفحات والمواقع التي تخدم أفكارها تخاطب الأطفال بدءاً من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الشباب في الجامعة، من خلال منشورات وطرق استقطاب مدروسة.
الإنترنت والتمويل
من جهتها، تعتبر الباحثة في شؤون الجماعات الإسلامية، ناهد إمام، أن الإخوان "كانوا سباقين للولوج إلى الفضاء الإلكتروني منذ انتشاره في مصر مع بداية الألفية الجديدة"، حيث شكلوا بشكل جمعي عددا من المدونات التي تدعم وتستقطب مريديهم من خلال مدونات ومواقع إلكترونية قبل انتشار مواقع السويشال ميديا محليا وعبر العالم.
ولسلاح العاطفة، تضيف إمام لـ"العين الإخبارية"، أهمية قصوى لدى جماعة الإخوان الإرهابية، ذلك بأنهم و"منذ القدم، يستخدم التنظيم السيدات للدعوة إلى الدخول إلى عضويتها، وهو الأمر الذي عادت إليه الجماعة حالياً من خلال كتائب إلكترونية منظمة تعمل بأسلوب خبيث للغاية يسعون من خلاله لاستعطاف الجماهير".
ويتم استخدام هذا السلاح بشكل مدروس من خلال اللعب على مشاعر المشاهدين، عبر بث صور لخطيبة مسجون وهي تشير إلى تمسكها به رغم وجوده في السجن، أو أن ترفع إحداهن ابنتها لتريها لأبيها في مشهد مصور بشكل يثير المشاعر، بحسب الخبيرة.
واختتمت إمام بالقول إن التنظيم يدفع أموالاً طائلة للكتائب الإلكترونية التي يحركها، والتي توظف لها في الغالب سيدات ورجال يقومون بنشر المنشورات التي تدعم الجماعة أو تسيء للدولة، وبأجر مالي جيد سواء من داخل مصر أو خارجها، في محاولة للاستمرار عقب خسارة وزنه بالشارع.
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA=
جزيرة ام اند امز