صاحب الدراسة يحسم الجدل: لا انهيار قريب لمقبرة توت عنخ آمون (خاص)
نفى الدكتور سيد حميدة، بكلية الآثار جامعة القاهرة، ما تم تداوله بشأن احتمالية انهيار مقبرة الملك توت عنخ آمون في وقت قريب.
وشدد حميدة رئيس قسم الترميم بالكلية في تصريحات للعين الإخبارية، أن هذه المزاعم بنيت على فهم غير صحيح لبحثه العلمي المنشور في المجلة الدولية المحكمة "علوم التراث"، التابعة لدار "نيتشر" العريقة.

وأوضح د. حميدة أن الدراسة التي أُجريت على المقبرة تأتي في إطار تحليل استباقي للمخاطر وتهدف إلى التحذير المبكر من التهديدات الإنشائية المستقبلية المحتملة التي قد تواجه المقبرة عبر الزمن، لافتا إلى أن البحث لا يشير إطلاقا إلى وجود شروخ حالية أو انهيار وشيك.
وأشار إلى أن الدراسة تتناول الضغوط والإجهادات الناتجة عن الحمل الصخري فوق المقبرة، إلى جانب تأثير انتفاش طبقة الطفلة أسفلها نتيجة لمياه السيول التي ضربت المنطقة قديما وحديثا، وكان آخرها سيول عام 1994 التي غمرت عددا من مقابر وادي الملوك الملكية، ووصل منسوب مياهها إلى نحو 6 أمتار مكعبة داخل مقبرة الملك سيتي الأول. وأسهمت هذه العوامل في حدوث تحركات طبقية وصدوع صخرية في المنطقة.
وأضاف أن نتائج الدراسة تتوافق مع أبحاث علمية موثقة لعدد من العلماء الدوليين، مشيرًا إلى أنه كشف في أغسطس / آب الماضي في حوار مع بوابة العين الأخبارية، وكذلك في مقالا صحفيا بجريدة "الأخبار" الرسمية أبعاد الموضوع بشكل علمي.
وفي تعليقه على المقال المنشور في صحيفة “إندبندنت عربية” وتناقلته منصات عالمية، أكد د. حميدة أن الصحفي لم يتواصل معه نهائيا، واعتمد على تصريحات من غير المتخصصين في الترميم المعماري والإنشائي، وسعى إلى إثارة ضجة إعلامية دون تناول علمي مهني. وأكد عزمه اتخاذ إجراءات قانونية ضده لنشره تصريحات منسوبة إليه دون الرجوع لمصدرها الصحيح.

وشدد د. حميدة على أن إثارة مثل هذه الأخبار في هذا التوقيت غير مبررة، خاصة وأن مصر تستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير في حدث تاريخي عالمي، معتبرا أن مثل هذه الشائعات تهدف إلى تشويه الصورة الذهنية وإثارة البلبلة.
واختتم رسالته بالتأكيد على أن مقبرة توت عنخ آمون تخضع لمتابعة علمية دقيقة من المتخصصين، وأن الدراسات الجيولوجية والإنشائية الجارية تهدف فقط إلى ضمان الحفاظ على هذا الأثر الفريد للأجيال القادمة، داعيا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة ونقل المعلومات من مصادرها العلمية الموثوقة.