مخاطر قاتلة تهدد المولودين بـ«التلقيح الاصطناعي».. والتوائم الأكثر ضررا
أكدت بعض الدراسات أن الأطفال المولودون من خلال التلقيح الاصطناعي أكثر عرضة بمرتين للإصابة بعيوب قلبية خطيرة مقارنةً بالأطفال المولودين بشكل طبيعي.
أظهرت دراسة شملت أكثر من 7.7 مليون شخص أن الأطفال المولودين من خلال التلقيح الاصطناعي أكثر عرضة بمرتين للإصابة بعيوب قلبية قد تكون قاتلة، حيث وُجد أن الأطفال الذين تم الحمل بهم باستخدام تقنيات التلقيح الصناعي (IVF) لديهم فرصة أكبر بكثير للإصابة بمشاكل خلقية في القلب. ويزداد هذا الخطر في حالة التوأم.
أهمية اكتشاف العيوب الخلقية المرتبطة بالتلقيح الاصطناعي
قال الخبراء إن هذا الاكتشاف يمكن أن يساعد الأطباء في إجراء تشخيصات أسرع، حيث يمكن أن يحتاج الأطفال إلى جراحة فورية.
قالت الأستاذة "بريت فينرهولم" من جامعة غوتنبرغ في السويد: "يمكن أن تكون العيوب الخلقية في القلب خطيرة، مما يتطلب جراحة متخصصة عندما يكون الأطفال صغارًا جدًا، لذا فإن معرفة أي الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر يمكن أن يساعدنا في تشخيص هذه العيوب مبكرًا وضمان تقديم الرعاية والعلاج المناسبين."
وأضافت: "نظرًا لأن المزيد من الأشخاص يستخدمون تقنيات الإنجاب المساعد، قد نتوقع زيادة في حالات العيوب الخلقية في القلب على مستوى العالم."
تفاصيل دراسة حالة القلب لأطفال التلقيح الاصطناعي
قام الباحثون بدراسة السجلات الصحية لجميع الأطفال المولودين في الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد على مدى فترة تراوحت بين 20 و31 عامًا.
وقارن الباحثون البيانات المتعلقة بالأطفال الذين وُلدوا باستخدام تقنيات الإنجاب المساعد، مثل التلقيح الصناعي (IVF)، وحقن الحيوانات المنوية داخل السيتوبلازم (ICSI)، وتجميد الأجنة، مع بيانات الأطفال الذين وُلدوا بشكل طبيعي.
قاموا بتقييم عدد الأطفال المولودين في كل مجموعة الذين تم تشخيصهم بعيب قلبي كبير أو بعيب قلبي خطير سواءً في الرحم أو خلال السنة الأولى من حياتهم.
تم أخذ عدة عوامل في الاعتبار، مثل سنة ميلاد الطفل، بلد الميلاد، عمر الأم عند الولادة، إذا كانت الأم تدخن أثناء الحمل، أو إذا كانت تعاني من مرض السكري أو عيوب قلبية.
نتائج دراسة الحالة الصحية لأطفال التلقيح الصناعي
كانت العيوب القلبية أكثر شيوعًا بنسبة 36% تقريبًا في الأطفال الذين وُلدوا بعد الإنجاب المساعد مقارنةً بالأطفال المولودين بشكل طبيعي، وكانت المخاطر متشابهة بغض النظر عن نوع التقنية المستخدمة.
كان الأطفال التوأم أكثر عرضة للإصابة بعيب قلبي كبير بأكثر من ضعف النسبة مقارنةً ببقية الأطفال، بنسبة 2.47% للتوائم و1.15% للأطفال الآخرين. وأشار العلماء إلى أن هذه النتائج، التي نُشرت في المجلة العلمية Heart، تشير إلى وجود عامل مشترك وراء العقم في الآباء ومرض القلب الخلقي في أطفالهم.
وفقًا لهيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة، وُلد حوالي 400,000 طفل في المملكة المتحدة باستخدام التلقيح الصناعي منذ عام 1991.
وأوضح العلماء أن من المهم أن يكون الأزواج الذين يخضعون للإجراءات الإنجابية المساعدة على دراية بالمخاطر المحتملة، مثل عيوب الولادة الأخرى أو انخفاض الوزن عند الولادة.
وقالت الدكتورة "ناتالي أوغر" من مركز أبحاث مستشفى جامعة مونتريال في كندا: "بينما يولد معظم المواليد بعد تقنيات الإنجاب المساعد بصحة جيدة، فإن هذه الإجراءات ليست خالية من المخاطر."
وأضافت: "يميل المرضى الذين يستخدمون تقنيات الإنجاب المساعد إلى الاختلاف، وقد تكون لديهم أمراض كامنة تؤثر على كل من الخصوبة وخطر العيوب القلبية."