دراسة دولية تنسف نظرية المؤامرة حول كورونا
الفيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية وهي عائلة كبيرة وتعد متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) عام 2003 أول مرض حاد معروف بسببها
استبعدت دراسة دولية شارك فيها باحثون من أمريكا وأستراليا وبريطانيا، سيناريو نظرية المؤامرة الذي يدور حول تخليق فيروس كورونا المستجد لاستهداف دول بعينها .
وخلال الدراسة، التي نشرت، الثلاثاء في دورية " نيتشر ميدسين"، تم تحليل بيانات تسلسل الجينوم الخاص بالفيروس الجديد والفيروسات ذات الصلة، وقال الباحثون إنهم لم يعثروا على أي دليل يشير إلى أن الفيروس تم صنعه في مختبر أو هندسته بأي شكل آخر.
وينتمي هذا الفيروس إلى عائلة الفيروسات التاجية، وهي عائلة كبيرة، وتعد متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) عام 2003 التي ظهرت في الصين، أول مرض حاد معروف بسببها، وبدأ انتشار المرض الثاني عام 2012، ويسمى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS).
ويقول كريستيان أندرسن، أستاذ علم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة بمعهد سكريبس للأبحاث بأمريكا، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره موقع المعهد الثلاثاء: "بمقارنة بيانات تسلسل الجينوم المتاحة لسلالات هذه الفيروسات التاجية المعروفة، ومقارنتها مع الفيروس الجديد، يمكننا أن نؤكد أن له أصل طبيعي".
ورصد الباحثون سمتين في الفيروس الجديد، وهما طفرات في الجزء الخاص بربط المستقبلات (RBD) في أحد البروتينات الفيروسية (بروتين السنبلة) والذي يساعده على الإمساك بالخلايا المضيفة، وكذلك في موقع الانقسام، وهو عبارة عن جزيء يسمح للفيروس بالدخول إلى الخلايا المضيفة.
ويقول أندرسون: "هاتان السمتان للفيروس، الطفرات في جزء الـ (RBD) من بروتين السنبلة، وموقع الانقسام، يستبعدان المعالجة المختبرية كأصل محتمل له".
ويقول جوزي جولدنج، استشاري الأوبئة في مؤسسة "ويلكم ترست"، ومقرها المملكة المتحدة، إن هذه النتائج ذات أهمية حاسمة لتقديم وجهة نظر تستند إلى الأدلة، مفادها أن الشائعات التي تم تداولها حول أصول الفيروس غير صحيحة.
ويضيف: "النتائج تنهي أي تكهنات بشأن الهندسة الوراثية المتعمدة".
واستناداً إلى تحليل التسلسل الجينومي، خلص الفريق البحثي إلى أن الأصول الأكثر احتمالاً للإصابة بالفيروس لا تخرج عن سيناريوهين:
الأول، تطور الفيروس إلى حالته المرضية الحالية من خلال الانتقاء الطبيعي في مضيف غير بشري ثم القفز إلى البشر، واقترحوا أن الخفافيش هي المستودع الأكثر ترجيحًا، لأن الفيروس يشبه إلى حد كبير فيروس الخفافيش التاجي.
وفي السيناريو الثاني، قفزت نسخة من الفيروس غير مسببة للمرض من مضيف حيواني إلى البشر ثم تطورت إلى حالتها المرضية الحالية بين السكان.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة أندرو رامبوت، من معهد علم الأحياء التطوري بجامعة إدنبرة ببريطانيا، إنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل في هذه المرحلة، معرفة أي من السيناريوهات هي الأرجح.
ويتمنى رامبوت ألا يكون السيناريو الأول هو الصحيح، لأنه إذا دخل الفيروس البشر في صورته المرضية الحالية من مصدر حيواني، فإن ذلك يثير احتمال تفشي المرض في المستقبل، حيث يمكن أن تنتقل سلالة الفيروس المسببة للأمراض بين الحيوانات وقد تقفز مرة أخرى إلى البشر.