صور توثق اللحظات الأخيرة لضحايا "تيتان".. وهكذا نجت الزوجة من الموت
أُسدل الستار على الغواصة "تيتان" حين باتت في عداد المنكوبين، لكن قصص ضحاياها لا تزال تنبض بروح الذكريات التي تطفو على سطح المحيط.
كان يوم الأب، 18 يونيو/حزيران، حين كانت كريستين تشاهد للمرة الأخيرة زوجها رجل الأعمال الباكستاني البريطاني شاه زاده داود وابنهما سليمان، أحياء من سفينة الدعم وهما يصعدان إلى غواصة "تيتان" التي يبلغ طولها 22 قدما.
لكنها اليوم تمسك بذكريات أليمة تركها الزوج والابن وهما يوثقان لحظاتهما الأخيرة قبل صعود رحلة الموت.
اللحظات الأخيرة
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في وسائل إعلام غربية بينها "ديلي ميل" البريطانية، ونيويورك تايمز الأمريكية، فقد تم تصوير شاه زاده داود، 58 عاما، وابنه سليمان البالغ من العمر 19 عاما ، وهما يبتسمان، قبل أن يصعدا الغواصة على متن رحلة بقيمة 250 ألف دولار، حيث لقيا مصرعهما مع ثلاثة آخرين.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه الزوجة الثكلى كيف أمضى ركاب الغواصة لحظاتهم الأخيرة قبل أن تنفجر "تيتان"، والموسيقى المفضلة التي كانوا يستمعون لها في ظلام دامس للحفاظ على الطاقة أثناء مشاهدة المخلوقات البحرية في الأعماق.
تقول الزوجة، لقد سافرا إلى تورونتو في 14 يونيو/حزيران، ولكن تم إلغاء الرحلة إلى سانت جون للانضمام إلى البعثة، وكان لديهما يوما إضافيا لاستكشاف المدينة.
مضيفة "ثم تأخرت الرحلة في اليوم التالي، وخشيا ألا يصلا إلى تيتان على الإطلاق".
"لقد كنا في الواقع قلقين للغاية، يا إلهي، ماذا لو ألغوا تلك الرحلة أيضا؟ تتحسر زوجة داود بعد فوات الأوان.
وتروي "لقد وصل الركاب إلى السفينة الأم في الميناء في سانت جونز، نيوفاوندلاند، بكندا، في منتصف ليلة 15 يونيو/حزيران، وأبحروا إلى موقع الغوص".
ولفتت إلى أن الشركة طلبت من الركاب ارتداء جوارب سميكة وقبعة لتجنب الإصابة بالبرد في الأعماق، والالتزام بنظام غذائي منخفض البقايا في اليوم السابق للغوص، بما في ذلك عدم شرب أي قهوة في الصباح السابق.
كذلك طُلب من الركاب تحميل الموسيقى المفضلة لديهم على هواتفهم، لتشغيلها عبر مكبر صوت "بلوتوث".
وتم تنبيههم من أن الهبوط سيكون بالظلام الدامس، لأن المصابيح الأمامية مطفأة لتوفير طاقة البطارية عندما يصلون إلى قاع البحر.
ومع ذلك، قيل لهم إنهم من المحتمل أن يروا كائنات ذات إضاءة حيوية.
ووفق الزوجة، لم يكن هناك مرحاض على متن الطائرة، بل زجاجة ومرحاض على طراز المخيم خلف ستارة.
القدر أنقذها
وتتحدث كريستين أن زوجها كان متحمسا للغاية لدرجة أنه كان "مثل طفل صغير مهتز" في الفترة التي سبقت الرحلة.
وقالت إنهم انبهروا بسفينة تيتانيك بعد زيارة معرض في سنغافورة عام 2012، الذكرى المئوية لغرق السفينة.
وفي عام 2019، زارت العائلة جرينلاند وأذهلتهم الأنهار الجليدية التي غطت الجبال الجليدية.
ولاحقا، وجدت العائلة إعلانا لـOceanGate، حيث كانت تنوي في الأصل القيام بالرحلة مع زوجها.
لكن الرحلة تأخرت بسبب وباء كورونا، ومع ذلك وبحلول الوقت الذي تمكنوا فيه من تحقيق ذلك كان سليمان قد كبُر بما يكفي للذهاب بدلا منها.
أخذ المراهق معه مكعب روبيك ثلاثي الأبعاد، على أمل تحطيم الرقم القياسي العالمي لإكماله تحت الماء.
لكن ابن الـ19 عاما كان عمره أقصر من أن يكسر ذلك الرقم، ليحطم المحيط أحلام "تيتانيك" الراقدة في الأعماق.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA= جزيرة ام اند امز