رحلة نجاح "ميلاني بيركنز".. وراء مليارات أغنى سيدة في أستراليا رجل طموح
فقط في الثلاثينات من عمرها، نجحت الأسترالية الشابة ميلاني بيركينز في تحقيق إنجازات استثنائية، حتى أصبحت ثالث أغنى سيدة في بلدها.
تحظى ميلاني التي تمتلك ثروة حالية تقدر بـ1.3 مليار دولار، قصة ملهمة للشابات من سنها، تعكس ما تمكنت من تحقيقه في سن صغيرة من خلال الابداع والمثابرة.
- إنزو فيراري.. سائق سباقات يصنع أسطورته في "ورشة متواضعة"
- لويس شيفروليه.. ميكانيكي وابن ساعاتي مفلس يبني إمبراطوريته من الصفر
وتحصلت ميلاني على ثروتها من خلال مساهمتها في تأسيس واحد من أشهر مواقع التصميمات في العالم حاليا، هو موقع Canava الذي تعمل كمديرة تنفيذية له.
طفولتها
ميلاني بيركنز من مواليد مدينة "بيرث"، التابعة لولاية غرب أستراليا، ولدت في عام 1988، وتمتعت ببداية ذات خلفية ثقافية متنوعة، كون والديها ذا أصول مختلفة عن بعضهما البعض، فتنتمي ميلاني لأب ماليزي ذي أصول متشعبة تجمع بين الفلبين وسريلانكا.
في حين والدتها، من أصول أسترالية خالصة، وقد عمل والدها بمهنة الهندسة، ووالدتها عملت بمهنة التدريس.
ومنذ سنواتها الأولى، أبدت ميلاني حماسة تجاه حياة إدار الأعمال، حيث افتتحت أول عمل خاص بها منذ سن الـ14، حين أسست خط بيع خاصا بها لبيع الأوشحة بأنحاء مدينتها الأم "بيرث".
وبجانب شغفها تجاه إدارة الأعمال، كانت تتمتع أيضا بشغف تجاه الرياضة، فكانت محترفة منذ سن صغيرة في رياضة التزلج.
دراستها
التحقت ميلاني بجامعة Western Australia، الجامعة الرسمية لمحيطها السكني، وتفوقت ميلاني في دراستها في مجالات الاتصالات والسيكولوجيا، والاقتصاد.
كما تفوقت في مجال التصميمات، حتى دشنت فصلها الخاص لتعليم الطلبة مهارات التصميم على الكومبيوتر، وهو ما ألهمها لاحقا لتدشين موقع إلكتروني يتيح عملية التصميم وتعديل الصور والفيديوهات بطريقة مبسطة تخدم الجميع.
وهذا المشروع الطموح، كان السبب وراء ترك ميلاني للجامعة في سن الـ19، لتبدأ السعي وراء تحقيق مشروعها.
بدايات حياتها المهنية
كانت بداية عهد ميلاني في تأسيس مواقع التصميمات الإلكترنية بتأسيسها لموقع Fusion Books عام 2007.
هذا الموقع الذي أسسته مع زوجها "كليف أوبيركت"، يسمح لطلبة المدارس الثانوية بصياغة تصميمات لما يعرف في المدارس الغربية باسم "كتاب العام"، ليحصل كل طالب على تصميم لهذا الكتاب يعبر عن هويته.
وفي ظل ما حققه هذا الموقع من نجاح، لضعف موارد التمويل اضطرت ميلاني لتحويل اهتمامها لمشروع جديد.
بدأت ميلاني في تدعيم موقعها الإلكتروني بقيامها بتصميمات لـ "كتاب العام" بيديها في منزلها وبمساعدة من والديها، حتى أصبح موقع Fusion Books أضخم موقع إلكتروني لتصنيع كتب العام في أستراليا، ومن ثم توسع نشاطه ليشمل فرنسا ونيوزيلندا.
تأسيس Canva
لم تكتف ميلاني بما حققه موقعها الأول للتصميمات Fusion Books من نجاح، وبالنظر لما كان يواجهه من تراجع في التمويل، كان هناك دافع لدى ميلاني وزوجها للحصول على دعم رأس مال لتمويل Fusion Books، وليكون لاحقا سببا في تأسيس شركة Canva Inc.
في البداية واجهت ميلاني صعوبة في إيجاد تمويل مناسب، وقوبل مقترحها بالرفض من عدة جهات داخل مدينة "بيرث".
حتى عثرت ميلاني على الفرصة، حين قرر المستثمر الأسترالي "بيل تاي" تدشين مسابقة لإبراز أفضل الأفكار للشركات الناشئة في عام 2011.
وقتها تقدمت ميلاني وزوجها بفكرة موقع Canva المبتكرة، خلال لقاء خاص جمع بينهما وبين "بيل تاي"، ومن خلاله التقى الثنائي بمستثمرين آخرين في مجالات التقنيات، كان بعض هذه الاجتماعت قد عقدت في وادي السيلكون بالولايات المتحدة.
واستمر تعرض الزوجين لعراقيل عدة بالرغم من تشعب علاقاتهما برجال المال في مجال الاستثمار بالتقنيات، حتى ظهر مدير تنفيذي سابق في موقع جوجل هو كاميرون آدمز، الذي عرض انضمامه لفريق عمل بيركنز وزوجها، لتمويل مشروعهما الطموح.
وبالفعل تأسست شركة Canva عام 2013، وأصبحت ميلاني بيركنز المديرة التنفيذية، وحققت نموا استثنائيا، وتم تسجيل 600,000 ألف مستخدم في الموقع في أقل من عام بعد تدشينه مباشرة.
وشمل توسع ونجاح الموقع، افتتاح مكاتب تابعة له خارج أستراليا في بكين ومانيلا، وأصبح الموقع يتعامل في تصميماته مع كبرى الشركات بما في ذلك مكادونالدز الصين.
وفي عام 2016، ضمت مجلة فوربس اسم ميلاني بيركنز لأبرز 30 رائد أعمال في العالم تحت سن الـ30.
وفي عام 2020، وصلت قيمة شركة Canva السوقية لـ6 مليارات دولار، ووصلت ثروة ميلاني بيركنز لـ1.3 مليار دولار، لتكون ثالث أغنى سيدة في أستراليا، بعد "جينا رينهارت" و "فيكي تيوه".
aXA6IDE4LjIyMi4xMjEuMjQg جزيرة ام اند امز