جولة المحطات السبع.. واشنطن تسرع خطاها لوقف حرب السودان
تحركات ماراثونية يقوم بها المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيريليو، تشمل 7 محطات دولية، بهدف وضع حد للصراع المتفاقم في البلد الأفريقي المشتعل.
ويواصل بيرييلو، الذي عين في 26 فبراير/شباط الماضي مبعوثا خاصا للسودان، جولته التي بدأها يوم 11 مارس/آذار الجاري، بهدف تعزيز الجهود الرامية إلى إنهاء الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق ودعم الشعب السوداني.
وتشمل جولة المبعوث الأمريكي كلا من الإمارات وأوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا ومصر والسعودية، وهي الدول صاحبة التأثير والفاعلية في المشهد السوداني سواء على المستوى الأفريقي أو الشرق أوسطي.
جهود إحلال السلام
واجتمع المبعوث الأمريكي في العاصمة المصرية القاهرة مع وفد سوداني ضم رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر يوسف الدقير، ونائبة رئيس حزب الأمة القومي، مريم الصادق المهدي، والكاتب والناشط السياسي، الشفيع خضر.
وتناول الاجتماع وفق بيان صادر عن حزب المؤتمر السوداني، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، الأوضاع في السودان وكيفية تنسيق الجهود لإيقاف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية والدور الذي يجب أن تضطلع به القوى السياسية المدنية في إحلال السلام المستدام بالسودان.
وأكد المبعوث الأمريكي حرص واشنطن على إسراع الخطى من أجل الوصول لسلام مستدام في السودان، وأنه سيواصل المساعي خلال جولته الإقليمية الحالية من أجل استئناف المباحثات الساعية للوصول لوقف لإطلاق النار ولحل سلمى ينهي الكارثة الإنسانية.
وقف إطلاق النار
وفي إطار زيارته إلى القاهرة أيضا، التقى المبعوث الأمريكي وزير الخارجية المصري سامح شكري، وبحثا سبل وقف إطلاق نار دائم بين الأطراف السودانية.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان، مساء أمس الإثنين، أن شكري، استعرض موقف مصر القائم على أهمية التعامل مع النزاع في السودان باعتباره شأنا سودانيا خالصا، وضرورة عدم تدخل أية أطراف خارجية في الأزمة بشكل يعيق جهود احتوائها.
وشكر شكري خلال اللقاء بيرييلو، على زيارته القاهرة في أول جولة خارجية له بعد توليه منصبه، وقدم له إحاطة بالاتصالات المصرية مع كافة الأطراف "لنقل رسائل أساسية مفادها ضرورة وقف التصعيد والتوصل لاتفاق مستدام لوقف إطلاق النار".
زيارة استكشافية
تعليقا على هذه الزيارات، يقول مستشار رئيس الوزراء السوداني السابق، فائز الشيخ، إن زيارة توم بيريليو استكشافية وتعبر عن وضع ثقل السياسة الأمريكية الجديدة تجاه السودان.
وأوضح الشيخ، لـ"العين الإخبارية"، أن السياسة الأمريكية مبنية على 4 مسارات يكمل بعضها بعضا، تبدأ بوقف إطلاق النار، ثم تأمين وصول العون الإنساني، ووضع حزمة تدابير عقابية قد تصل إلى محكمة الجنايات الدولية، ثم أخيرا المسار السياسي بتشكيل حكم مدني عبر تفاوض تشارك فيه القوى السياسية.
وقال المسؤول السوداني السابق إن سياسة المبعوث الخاص تنطلق من أساسين اثنين في العمل الدبلوماسي؛ هما دبلوماسية المواجهة إضافة إلى عصا العقوبات، والمشاركة عبر المصالح الاقتصادية.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية حددت لمبعوثها الخاص إشراك دول الإقليم في عملية إنهاء الحرب، لذلك تبدأ مهامه بالتواصل مع دول مثل الإمارات والسعودية ومصر وإثيوبيا، للحصول على دعمها للسلام في السودان.
وأعرب الشيخ، عن توقعاته أن تنجح مهمة المبعوث في مسألة تعزيز التوافق الإقليمي والدولي حول قضية الحرب والسلام في السودان، معتبرا أن نتيجة ذلك لن تكون سهلة، بل ستواجه "طريقا شاقة وطويلة ومليئة بالمطبات لضعف رغبة الأطراف المتصارعة في إنهاء الحرب".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت حوالي 14 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
معالجة الكارثة الإنسانية
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي عباس عبد الرحمن، إن جولة المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان في الشرق الأوسط وأفريقيا، تأتي في إطار تنسيق تعزيز الموقف الإقليمي والدولي الذي يدعو لإنهاء الحرب، واستعادة المسار المدني الديمقراطي.
وأوضح عبد الرحمن، لـ"العين الإخبارية"، أن الحرب في السودان تحتاج إلى الضغط الدولي، خاصة وأن البلاد على حافة الهاوية، على حد قوله، وأن المجتمع الدولي يتخوف من تفكك البلاد وتحول الصراع إلى حرب أهلية، وخلق مزيد من النازحين واللاجئين.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول الوصول إلى حل للأزمة السودانية، في مدة لا تتجاوز 3 أشهر قبل الدخول في النفق المظلم للأزمة الشائكة والمعقدة، لافتا إلى أن الأولوية تتمثل في وقف إطلاق النار ومعالجة الكارثة الإنسانية.
ولم تشهد الأزمة السودانية التي شارفت على دخول عامها الثاني اهتماما دوليا متصلا، يرجع مراقبون أسبابه إلى انشغال الفاعلين الدوليين بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ثم الملف الأخطر والأهم وهو الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA=
جزيرة ام اند امز