في ذكرى ثورة السودان.. مظاهرات وحملة اعتقالات بمناطق سيطرة الجيش
قالت مصادر سودانية إن مجموعات أمنية، بعضها يتبع استخبارات الجيش، نفذت حملة اعتقالات بمناطق سيطرتها.
وأوضحت المصادر، التي تحدثت إلى "العين الإخبارية" شريطة عدم ذكر اسمها، أن "الخلايا الأمنية" التابعة لجهاز الأمن والمخابرات والكتائب العسكرية الإخوانية، استهدفت الناشطين في لجان المقاومة السودانية، الرافضين للحرب والمطالبين بضرورة تصنيف التنظيم الإخواني كمنظومة إرهابية، بينما عادت المظاهرات إلى بعض مناطق السودان في ذكرى الثورة.
وتأتي حملة الاعتقالات تزامنًا مع الذكرى السنوية لثورة ديسمبر/كانون الأول 2018، التي كانت نقطة انطلاق المظاهرات الشعبية ضد نظام الرئيس السابق عمر البشير، قبل أن تتوج في أبريل/نيسان 2019 بالنجاح في اقتلاع النظام الإخواني الذي حكم السودان لأكثر من 30 عامًا.
تنظيم الإخوان إرهابيًا
ويأتي التحرك ضد النشطاء الرافضين استمرار الحرب في البلاد، بعد أيام من توقيع إعلان مبادئ في العاصمة الكينية نيروبي، لوقف الحرب في السودان، وضرورة تصنيف حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية (الذراع السياسية للإخوان) وواجهاتها منظمات إرهابية.
ووقّع على البيان "تحالف صمود" برئاسة رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك، وحركة "جيش تحرير السودان" بقيادة عبدالواحد النور، وحزب "البعث العربي الاشتراكي".
وعقب توقيع وثيقة "إعلان المبادئ"، أبدى نشطاء في السودان تأييدهم لها، وعدّوها تعبر بالدرجة الأولى عن تطلعات الملايين من شعب السودان في بناء جبهة مدنية عريضة رافضة للحرب، ورافضة كذلك لوجود أي دور للتنظيم الإخواني في المستقبل.
وأشارت المصادر إلى أن حملة الاعتقالات التي شهدتها بعض المدن السودانية، الجمعة، مثل القضارف شرقي السودان، وأم درمان غربي العاصمة الخرطوم، جاءت "انتقامًا" من الناشطين الذين تفاعلوا مع الدعوة المطالبة بتصنيف التنظيم الإخواني منظومة إرهابية.
عودة المواكب السلمية
وشهدت عدد من المدن السودانية عودة المواكب السلمية، الجمعة، إحياءً للذكرى السابعة لثورة 19 ديسمبر/كانون الأول، في مشهد أعاد إلى الواجهة زخم الحراك الشعبي في السودان، رغم الحرب والقبضة الأمنية.
وفي مدينة أم درمان العريقة، خرجت مواكب لناشطين يرفعون أعلام السودان وشعار لجان المقاومة، وهم يرددون هتافات الثورة السودانية المتمثلة في المطالبة بالحرية والسلام والعدالة.
وقابلت السلطات الأمنية المواكب السلمية بالعنف لتفريقها، وشهدت مواكب المتظاهرين عودة الشرطة السودانية بغرض تفريق التظاهرات، بعد غياب تام للشرطة السودانية عن أرض الواقع منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2019.
اعتقالات في القضارف
وبحسب مصادر من لجان مقاومة القضارف شرقي السودان، قامت الخلايا الأمنية بحملة اعتقالات واسعة في المدينة استباقًا لمواكب إحياء الثورة السودانية في 19 ديسمبر.
وكشفت مصادر محلية في القضارف لـ"العين الإخبارية" عن قيام الأجهزة الأمنية، أو ما يُعرف محليًا بـ"الخلايا الأمنية"، باعتقال الناشط وجدي خليفة محمد الحسن من أمام منزله، واقتياده إلى جهة مجهولة.
وكذلك قامت الخلايا الأمنية نفسها باعتقال الناشط عمر عمارة، السكرتير العام لمنتدى شروق بالقضارف.
وطالبت لجان مقاومة القضارف بإطلاق سراح المعتقلين، واعتبرت ذلك بمثابة عودة حقيقية لممارسات الأجهزة الأمنية في حقبة نظام المؤتمر الوطني، الذراع السياسي للتنظيم الإخواني في السودان، الذي أسقطته ثورة شعبية عبر تضحيات ونضالات كبيرة، بحسب لجان المقاومة في القضارف.
شعارات الثورة تعود مجددًا
في المقابل، شهدت منصات التواصل الاجتماعي في السودان عودة واسعة لشعارات الثورة السودانية في ذكرى 19 ديسمبر. وجددت عدد من صفحات الناشطين السودانيين تأكيدها رفض الحرب، ورفض عودة النظام الإخواني السابق.
ولقيت المواكب السلمية التي انتظمت في عدد من مدن السودان ترحيبًا كبيرًا في أوساط السودانيين في المهاجر ومناطق النزوح.
وجاءت غالبية التعبيرات التي رصدتها "العين الإخبارية" على منصات التواصل الاجتماعي على شاكلة: "جذوة ثورة ديسمبر لن تنطفئ"، و"الحركة الإسلامية السودانية تنظيم إرهابي"، و"العسكر للثكنات".