الكنداكة آلاء صلاح.. الأميرة المتوجة بأكاليل الثورة والأمل في السودان
إحدى أيقونات الثورة على حكم عمر البشير استطاعت أن توجه الأنظار المحلية والعالمية لدور المرأة في الحراك الشعبي.
رغم صغر سنها، خطفت الأنظار بوقفتها الملهمة أعلى سيارة، متشحة بثوب أبيض براق، تغني وتحفز المحتجين السودانيين على استمرار الكفاح من أجل حقوقهم في الصحة والتعليم والحياة الكريمة.
"آلاء صلاح" إحدى أيقونات الثورة على حكم الرئيس المعزول عمر البشير، حيث استطاعت أن توجه الأنظار المحلية والعالمية لدور المرأة في الحراك الشعبي.
أطلق عليها ورفيقات لها في الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم لقب "كنداكة" الذي يستخدم لتمجيد السيدات حيث كان يطلق على ملكات "مملكة مروي" التاريخية في القرن الثالث قبل الميلاد.
وتقدمت المرأة السودانية صفوف الحراك الشعبي، وتعددت أدوارها من قيادة المظاهرات الحماسية وحتى تقديم الدعم الطبي على مدار الساعة.
"نحن اللي سقينا النيل.. من دمنا الفاير.. ما بننكتم نسكت.. في وش عميل جاير.. الطلقة ما بتحرق.. بيحرق سكات الزول .. أنا جدي ترهاقا .. وحبوبتي كنداكة".
كلمات من التراث الشعبي السوادني استخدمها سودانيون؛ رفضا لحكم عمر البشير في احتجاجات سابقة عام 2013.
لم تلق صدى إلا في 8 أبريل/نيسان الجاري عندما رددتها آلاء صلاح من فوق سقف إحدى السيارات وسط تجمع للمتظاهرين جرى تصويره في مقطع صغير انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في الداخل السوداني وخارجه كالنار في الهشيم.
ألهمت كلماتها حماس كثير من الفتيات والنساء في مختلف الدول عربيا وغربيا بل ودفعتهن لمتابعة الحراك وأخباره نصرة لها وللنساء بصفة عامة.
آلاء صلاح قالت في مقابلة مع "العين الإخبارية" إن هتافاتها قصيدة طويلة تصف الواقع السوداني وواقع الثورة بصورة دقيقة وحية.
وعن ثوبها الشهير في المقطع المصور، أوضحت أنه زي تقليدي في السودان والثوب الأبيض ترتديه النساء العاملات في القطاع العام.
وأشارت إلى أنه كانت هناك مبادرة سميت "مارس (آذار) الأبيض"، إذ لبست الفتيات الثوب الأبيض دعما للثورة والحراك، وهو رمز للسلام وتكريم للمرأة القوية الفعالة.
وقالت إن لقب "كنداكة" كان يطلق على الأميرة في الحضارة النوبية القديمة، وتعني المرأة القوية الشجاعة المقاتلة، وأطلق مؤخرا على أي امرأة تكون في الحراك والشارع السوداني دلالة على القوة.
ورحبت بإطلاق وسائل الإعلام عليها مصطلح "أيقونة الثورة"، قبل أن تستدرك: "أنا لا أدعي أنني أيقونة الثورة بل أقول إن كل مناضلي الشعب السوداني هم أيقونات، وإنما أنا جزء من الثورة".
وعن نزول المرأة للاحتجاجات، قالت صلاح: "عندما خرجنا إلى الشارع للمطالبة بالحرية وبالسلام وبالعدالة كنا نعرف أننا معرضون للاعتقال والضرب والتعذيب، ولكن عندنا قضية ندافع عنها حتى وإن كان الثمن غال، فهناك من فقد روحه ومتظاهرون فقدوا أطرافهم".
وأكدت على أن المرأة السودانية كانت مناضلة وشجاعة منذ القدم، وتمكنت من وضع بصمتها في كل الحقب السياسية، وكان دورها فعالا جدا في التظاهرات الأخيرة ووقفت جنبا إلى جنب الرجل وتعرضت النساء للاعتقال والضرب والتعذيب أيضًا.
وأوضحت أن أسرتها كان لها فضل كبير عليها ودعمتها ومنحتها القوة للمشاركة في الفعاليات الاحتجاجية دون خوف.
وحول ما تردد عن تعرضها لأي تهديدات، نفت ما اعتبرته شائعات لم تتفوه بها سواء ما أشيع حول تهديدها بالقتل أو الاعتقال، ولفتت إلى أن "هناك حسابا وهميا على تويتر باسمها ليس ملكا لها هو من روج لهذا الكلام".
كما نفت خبر زواجها من أحد الضباط ووصفته بأنه "شائعة مثل الحديث عن كسر اعتصام الجامعة وذهابي للامتحان، "أنا حتى الآن لم أذهب إلى الجامعة أو أي امتحان أو محاضرة لأننا كان لدينا قضية وعندما فرضت علينا الجامعة النزول اعتصمنا وقلنا لا تعليم في وضع أليم".
طالبة "الهندسة والعمارة" أكدت أنها لست سياسية ولا تنتمي لأي حزب وستستمر في الدفاع عن حقوق الإنسان بصورة عامة وحقوق المرأة والطفل بصفة خاصة.
وعن طموحها في المستقبل، قالت: "أن أكون مجندة لخدمة الوطن وهذا الشعب أينما حللت ووجدت".
واختتمت حديثها بـ"خرجنا من أجل الوطن والسودان فوق كل طائفة، خرجنا من أجل التغيير، وشعارنا كان حرية.. سلامة وعدالة"، مؤكدة "سنبني سودانا أفضل".