مقاتلات الواقع الافتراضي تدخل معارك السودان.. حرب أخرى على "تويتر"
في وقت كانت فيه مقاتلات سودانية تجوب سماء الخرطوم مع تفجر الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وجد ناشطون على تويتر فرصة للمشاركة في المعارك.
ومنذ صباح السبت الماضي، تفجر القتال بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح برهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، واستخدمت القوات المسلحة قدراتها الجوية في الاشتباكات التي لا تزال متواصلة وخلفت نحو 100 قتيل.
وفي ظلّ المعارك الدائرة في السودان، وعقب شنّ القوات الجويّة السودانيّة غارات على مواقع قوات الدعم السّريع شبه العسكريّة، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر غارات جويّة في الولاية الشمالية، شمال السودان. لكن هذه المشاهد في الحقيقة هي من لعبة إلكترونية وليست مشاهد حقيقية، بحسب موقع "في ميزان فرانس برس".
ويظهر في الفيديو ما يبدو أنّهما طائرتان حربيّتان تُغيران على شارع عريض.
وكتب ناشرو الفيديو على مواقع التواصل "القوات الجويّة تواصل عمليّاتها النوعيّة وتقوم بمطاردة الهاربين من الولاية الشمالية".
ومع أن التحديق في الفيديو يُظهر أن هذه المشاهد ليست واقعية، إلا أن الفيديو جمع مئات المشاركات من مواقع التواصل في ساعات عدّة على أنّه حقيقيّ.
وتحول التوتر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع إلى أعمال عنف منذ السبت، بعدما كانت الخلافات السياسية بينهما تتصاعد في الأسابيع الأخيرة، ويلقي الجانبان بالمسؤولية على الآخر في تفجرالاشتباكات.
وتُستخدم كلّ أنواع الأسلحة، من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، في هذه المعارك التي تشهدها العاصمة وعدد من المدن الأخرى في الدولة البالغ عدد سكانها 45 مليون نسمة، والتي تعدّ من بين أفقر دول العالم.
وأعلن الجيش مساء السبت عبر فيسبوك أنّ القوات الجويّة السودانية ستقوم بعملية مسح كامل لمناطق تواجد قوات الدعم السريع، موضحاً أنّه يطلب من "المواطنين الالتزام بالبقاء في المنازل وعدم الخروج".
وأصدر البرهان قرارا بحل قوات الدعم السريع الأحد الماضي، فيما لم تنجح بعد الوساطات الإقليمية في دفع الطرفين إلى التهدئة، رغم التوافق على هدنة إنسانية لفتح ممر آمن لإجلاء الحالات الإنسانية، وموافقة طرفي الأزمة على الالتزام بها.
ولا تزال الأزمة في البلد الأفريقي مفتوحة على كل الاحتمالات فيما يأمل مراقبون أن يحمل عيد الفطر المبارك بارقة لتخفيف حدة التوتر والتوصل لوقف لإطلاق النار والعودة إلى مائدة الحوار، ما قد يخمد حربا أخرى على شبكات التواصل الاجتماعي.
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg
جزيرة ام اند امز