لعبة كراسي موسيقية في "مروي" السوداني.. لمن السيطرة اليوم؟
فيما يبدو عودة إلى ما قبل الاشتباكات، أعلن الجيش السوداني، مساء الأحد، استعادة السيطرة على مطار مروي وقيادة قطاع كردفان.
إذ كان مطار مروي ومحيطة محور التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أيام من اندلاع الاشتباكات الدامية فيها وفي العاصمة الخرطوم.
ومنذ ليل الأربعاء، عاش السودانيون ساعات عصيبة بعد تبادل كل من الجيش والدعم السريع تحريك تعزيزات عسكرية باتجاه منطقة مروي شمالا وحتى داخل العاصمة الخرطوم، قبل أن تنزلق التحركات المتبادلة إلى الاشتباكات.
وأمس، أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على مطار مروي العسكري بعد اشتباكات مع قوات الجيش السوداني، ونشرت مقاطع فيديو لعناصرها من داخل المطار.
لكن الجيش السوداني عاود الكرة واستمرت الاشتباكات في المطار ومحيطه، قبل أن تعلن قيادة القوات المسلحة، مساء الأحد، استعادة السيطرة على المنطقة.
ورغم لعبة الكراسي الموسيقية في المطار والمنطقة المحيطة به، إلا أنه لا يمكن التأكد من حقيقة الأوضاع الأمنية على الأرض ومن يملك السيطرة الفعلية، في غياب المصادر المستقلة.
وتمثل مروي ثقلا أمنيا واستراتيجيا بالغ الأهمية، حيث تضم المنطقة مطارا عسكريا وآخر مدنيا، كما توجد فيها قاعدة جوية، وبالتالي لا تقبل القوات المسلحة أي وجود لغيرها فيها.
ويغطي مطار المدينة شمال السودان وشرقه وغربه، ويعتبر قاعدة جوية مساندة بديلة للقواعد العسكرية الأخرى في السودان، ويستقبل الطائرات العسكرية المقاتلة وطائرات النقل الجوي.
كما تعتبر مروي أيضا منطقة تمركز بديلة للقوات الجوية، وتضم أكبر مشروعين زراعيين في الولاية الشمالية تم إنشاؤهما منذ عهد الاستعمار الإنجليزي، بالإضافة لوجود سد مروي، أكبر سد كهرومائي في السودان.
وللمدينة أيضا عبق أثري ينثره جبل البركل المقدس الذي يعد موقعا مهما في الحضارات النوبية أو الكوشية القديمة، بمعابده الـ31 التي جعلته مركزا دينيا مقدسا لفترات طيلة بحضارات السودان القديمة.
وقبل 20 عاما، وتحديدا في 2003، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) جبل البركل وأهرامات البركل كأحد مواقع التراث العالمي الإنساني.
aXA6IDMuMjEuMjQ2LjUzIA== جزيرة ام اند امز