الإمارات تسابق الزمن لوقف التصعيد بالسودان.. اتصالات ودعوات للتهدئة
حراك إماراتي متسارع على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه لوقف التصعيد في السودان والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار.
ويتواصل في السودان اليوم الأحد لليوم الثاني على التوالي، قتال اندلع، السبت، بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، فيما تبادل الجانبان الاتهامات ببدء كل منهما الهجوم على مقار تابعة للجانب الآخر، بالإضافة إلى ادعاء كل منهما السيطرة على مواقع ومقار تخص الآخر بعد اندلاع الاشتباكات.
وسارعت الإمارات بإصدار بيان أعربت فيه عن قلقها من التطورات الحادثة في السودان ودعت إلى التهدئة وضبط النفس.
وأعقب البيان تحركات متواصلة لرأس الدبلوماسية الإماراتية عبر مباحثات هاتفية أجراها الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي مع نظيريه السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله والأمريكي أنتوني بلينكن، أعقبتها مباحثات هاتفية أخرى مع جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بشأن تطورات الأوضاع في السودان وسبل وقف التصعيد.
وعلى الصعيد الدولي، أعرب مجلس الأمن الدولي، (الذي تعد الإمارات عضوا به لعامي ٢٠٢٢/٢٠٢٣) عن قلقه العميق إزاء الاشتباكات الجارية في السودان، وحث الأطراف المعنية على وقف الأعمال القتالية وإعادة الهدوء والعودة إلى الحوار لحل الأزمة.
وشاركت الإمارات اليوم الأحد في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تطورات الأوضاع بالسودان.
وقبيل التحركات الرسمية، كان الدكتور. أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات قد وجه دعوة فور اندلاع القتال في السودان لضبط النفس والحوار بين المتحاربين.
حراك دبلوماسي
على صعيد جهودها الدبلوماسية لدعم جهود وقف التصعيد، بحث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي خلال اتصال هاتفي مشترك، مساء السبت، مع نظيريه السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله والأمريكي أنتوني بلينكن الأوضاع الراهنة في جمهورية السودان.
وأكد الوزراء الثلاثة أهمية وقف التصعيد والعودة إلى الاتفاق الإطاري بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه.
وأشار الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلال الاتصال الهاتفي المشترك إلى أهمية التعاون المشترك من أجل احتواء الأوضاع الجارية ووقف التصعيد وضمان حماية المدنيين والدفع باتجاه المسارات السلمية الكفيلة بحفظ أمن واستقرار السودان وشعبه.
وعقب الاتصال المشترك، تلقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان اتصالا هاتفيا من جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جرى خلاله مناقشة تطورات الأوضاع في السودان.
واستعرض الجانبان السبل الكفيلة بوقف التصعيد الجاري والعمل من أجل صون أمن واستقرار السودان وشعبه.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان دعم دولة الإمارات لكل الجهود التي تقود إلى وقف التصعيد في السودان، وبدء حوار سياسي لحل الأزمة الحالية، مشيرا إلى أهمية العمل من أجل أن ينعم الشعب السوداني الشقيق بالأمن والاستقرار والازدهار.
بيان ودعوة
الحراك الدبلوماسي سبقه إصدار بيان ودعوة لوقف التصعيد.
ودعت دولة الإمارات جميع أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار.
وقالت سفارة دولة الإمارات في الخرطوم إنها تتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان الشقيق، وتؤكد على موقف دولة الإمارات الثابت المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية، وضرورة دعم الجهود الرامية إلى دعم العملية السياسية وتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة.
بدوره دعا الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات إلى ضبط النفس والعودة للحوار.
وقال في تغريدة معبرة عبر حسابه في موقع "تويتر":" قلوبنا مع أهل السودان الشقيق، فالعنف لا يولد إلا العنف ولا بديل عن ضبط النفس والحوار بين المتحاربين، ولا خيار إلا الانتقال السلمي وفتح صفحة جديدة تليق بهذا البلد العريق بعد طول معاناة، فرفقا بالسودان وشعبه".
حراك عربي ودولي
على صعيد جهودها الدولية، أعرب مجلس الأمن الدولي، التي تعد الإمارات عضوا غير دائم به، عن قلقه العميق إزاء الاشتباكات الجارية في السودان، وحث الأطراف المعنية على وقف الأعمال القتالية وإعادة الهدوء والعودة إلى الحوار لحل الأزمة.
وقال بيان لمجلس الأمن "إن أعضاء المجلس أعربوا عن أسفهم للخسائر في الأرواح وللإصابات في صفوف المدنيين، وحثوا الأطراف السودانية على الوقف الفوري للأعمال القتالية والعودة إلى الحوار".
وشدد أعضاء مجلس الأمن على أهمية الحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية وضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة، وأكدوا من جديد التزامهم القوي بوحدة وسيادة واستقلال السودان وسلامة أراضيه.
وشاركت الإمارات اليوم الأحد في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تطورات الأوضاع بالسودان.
ومنذ أمس السبت، اندلعت اشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن سقوط 56 قتيلا و595 مصابا.
واندلعت الاشتباكات قبل ساعات من لقاء كان مرتقبا بين قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات "الدعم السريع"، حليفه السابق الذي بات ألد أعدائه، محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وتأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات في الجيش، فيما أدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوى السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.
وأثرت خلافات الجيش وقوات الدعم السريع على توقيع الاتفاق النهائي للعملية السياسية في السودان، الذي كان مقررا في 5 أبريل/نيسان الجاري، قبل إرجائه "إلى أجل غير مسمى".
وانطلقت في 8 يناير/كانون الثاني 2023 عملية سياسية بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وهم مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"، بهدف التوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية.
وتهدف العملية لمعالجة أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
وما زالت الاشتباكات مستمرة بين الجانبين، فيما يقول كل منهما إنه يحقق تقدما على الآخر.
aXA6IDMuMTYuMjAzLjI3IA== جزيرة ام اند امز