شوارع فارغة ومحال مغلقة.. هدوء حذر في السودان (صور)
ليلة طويلة عاشها السودانيون على وقع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما زالت مستمرة، وسط تأكيد كل طرف تحقيقه الانتصار.
وما أن ألقت الشمس ضوء أشعتها الأولى على الأرض حتى ظهرت آثار الاشتباكات التي بدأت أمس ولم تنته بعد في شوارع المدن السودانية، مثل الخرطوم وأم درمان، إذ أغلقت المحال التجارية أبوابها وخلت الشوارع من المارة إلا ما ندر.
وشوهدت أعمدة الدخان في السماء في بعض المناطق جراء الاشتباكات بين الجانبين، وسط مناشدات محلية وعربية ودولية لوقفها حرصا على مصلحة السودان.
وما زالت الصورة على الأرض غير واضحة، وسط تأكيدات كل من قوات الجيش وقوات الدعم السريع تحقيق تقدم ميداني.
فقوات الجيش التي أكدت استمرار الاشتباكات في بعض المناطق، قالت إن الموقف يتجه نحو الاستقرار، وأعلنت سيطرتها على أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في كرري، والسيطرة على قواعد للدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي.
وفي الجهة الأخرى، قالت قوات الدعم السريع في السودان إنها أحكمت السيطرة على برج القوات البحرية بالقيادة العامة للقوات المسلحة، وهو ما نفته قيادة الجيش.
كما قالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت طائرة من نوع سوخوي صباح اليوم الأحد.
الاشتباكات الدائرة منذ أمس، خلفت حتى الآن 56 قتيلا على الأقل بحسب ما أعلنته لجنة أطباء السودان المركزية.
وقالت اللجنة في بيان لها إن 595 شخصا أصيبوا في المواجهات بين الجانبين، مشيرة إلى أنها سجلت وفيات في مطار الخرطوم وفي مدينة أم درمان القريبة، وأيضا في مدن نيالا والأبيض والفاشر غربي الخرطوم.
وأكد البيان أن "بعض حالات الإصابات والوفيات العسكرية تم تحويلها إلى المستشفيات النظامية وبعضها خارج نطاق الحصر".
الصراع دائر بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع، طرح سيناريوهات تقود جميعها إلى "مرحلة اللاعودة"، كون حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين ستؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي.
وأثرت خلافات الجيش وقوات الدعم السريع على توقيع الاتفاق النهائي للعملية السياسية في السودان، الذي كان مقررا في 5 أبريل/نيسان الجاري، قبل إرجائه "إلى أجل غير مسمى".
وانطلقت في 8 يناير/كانون الثاني 2023 عملية سياسية بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وهم مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"، بهدف التوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية.
وتهدف العملية لمعالجة أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
aXA6IDE4LjIxNy4xMTguNyA=
جزيرة ام اند امز