ثاني أيام اشتباكات السودان.. غنائم الجيش والدعم السريع
لا تزال المواجهات العسكرية والسباق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قائمة وسط محاولات متبادلة لبسط النفوذ.
وفي ثاني أيام المواجهات العسكرية أعلن الجيش السوداني استمرار الاشتباكات في بعض المناطق، مؤكدا اتجاه الموقف نحو الاستقرار.
كما أعلن الجيش السوداني سيطرته على أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في كرري، في ظل المعارك القائمة بينهما في مناطق مختلفة.
ومن بين المكاسب التي أعلن الجيش السوداني عن تحقيقها سيطرته على قواعد للدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي.
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع في السودان إنها أحكمت السيطرة على برج القوات البحرية بالقيادة العامة للقوات المسلحة.
وأشارت قوات الدعم السريع إلى نجاحها في إسقاط طائرة من نوع سوخوي صباح اليوم الأحد.
لكن الجيش السوداني نفى صحة ما أعلنت عنه قوات الدعم السريع من سيطرتها على مقر القيادة العامة.
ومن بين خريطة النفوذ، قالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش ومطارات في الخرطوم ومدينة مروي في الشمال وفي الفاشر وولاية غرب دارفور، لكنها كلها مواقع نفى الجيش سقوطها.
محاولات لم تتوقف بين الطرفين لإظهار بسط النفوذ بين شن الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ضربات جوية على معسكر لقوات الدعم السريع لإعادة تأكيد السيطرة على البلاد، إلى زعم قوات الدعم السريع برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) سيطرتها على القصر الرئاسي ومقرات أخرى.
صراع دائر بين البرهان وحميدتي طرح سيناريوهات تقود جميعها إلى "مرحلة اللاعودة"، كون حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين ستؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق، في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي.
وبإشهار السلاح يكون السودان قد دخل مرحلة جديدة أنهت علاقة تعاون وصداقة قديمة نشأت بين الفريق أول البرهان، والفريق أول حميدتي، والتي بدأت مع النزاع في إقليم دارفور في عام 2003 إبان حكم الرئيس السابق عمر البشير.
وما بين ضربات البرهان ومكاسب حميدتي أكدت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل 56 شخصا على الأقل، خلال مواجهات اليوم الأول بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وبحسب بيان مركزية أطباء السودان فإن 595 شخصا أصيبوا في المواجهات بين الجانبين، مشيرًا إلى أنها سجلت وفيات في مطار الخرطوم وفي مدينة أم درمان القريبة، وأيضا في مدن نيالا والأبيض والفاشر غربي الخرطوم.
وأكد البيان أن "بعض حالات الإصابات والوفيات العسكرية تم تحويلها إلى المستشفيات النظامية وبعضها خارج نطاق الحصر".
والسبت، شهدت الخرطوم اشتباكات مسلحة بين قوات من الجيش السوداني و"الدعم السريع".
وأثرت خلافات الجيش وقوات الدعم السريع على توقيع الاتفاق النهائي للعملية السياسية في السودان، الذي كان مقررا في 5 أبريل/نيسان الجاري، قبل إرجائه "إلى أجل غير مسمى".
وانطلقت في 8 يناير/كانون الثاني 2023 عملية سياسية بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وهم مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"، بهدف التوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية.
وتهدف العملية لمعالجة أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.