الجيش السوداني يغازل منتسبي "الدعم".. وحميدتي: حققنا انتصارات كاسحة
حرب بيانات تستعر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تشي بأن الصراع في الدولة الأفريقية سيتفاقم رغم الجهود الدولية لمحاولة وقف إطلاق النار والعودة للحلول السلمية.
وفي أحدث بيان للجيش السوداني، قدم اعتذاره للشعب عن "الظروف الصعبة التي يعايشها خلال هذه الأيام والتي خلقها تمرد قيادة الدعم السريع غير المبرر على الدولة".
الجيش يغازل "منتسبي الدعم"
وغازل الجيش السوداني منسوبي الدعم السريع، مؤكدا أنهم "قدموا لبلادهم خدمات جليلة سابقة لا تنكر"، ودعاهم للمسارعة بـ"الانضمام إلى القوات المسلحة لخدمة بلادهم بين صفوفها".
وأكد أن "الجيش لن يستغني عن خدمات منسوبي الدعم السريع بالتسريح لأن البلاد ما زالت في أشد الحاجة لسواعد أبنائها مجتمعة".
واختتم بيانه بالتأكيد على أن "قيادة القوات المسلحة ستظل على عهدها بألا تتراجع عن تنفيذ المسار السياسي الذي التزمت به".
"انتصارات" الدعم السريع
في المقابل، قالت قوات "الدعم السريع" إنها حققت "انتصارات كاسحة"، بعد يومين من اشتباكات دموية مع الجيش السوداني.
وبحسب بيان للناطق الرسمي لقوات الدعم السريع، في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، فإنها تمكنت من السيطرة على عدة مقار عسكرية ومدنية خلال معارك أمس الأحد.
وأشارت إلى أنها سيطرت على مقر القوات البرية، وبرج وزارة الدفاع، والقصر الجمهوري ومحيطه.
وتابعت: "جرى أيضا تحرير رئاسات الفرق العسكرية بولايات دارفور والاستيلاء على عتادها وآلياتها العسكرية، والاستيلاء على أكثر من 200 دبابة، وإسقاط 3 طائرات مقاتلة، وأسر وانضمام العشرات من كبار ضباط وضباط صف القوات الانقلابية، وأسر عدد من عناصر النظام البائد دفاع شعبي، أمن شعبي، مجاهدين، جار حصرهم".
وأضافت: "من خلال معركتنا المصيرية عازمون على وضع حد نهائي لهذه المجموعة الانقلابية التي اختطفت إرادة شعبنا وقواته المسلحة، نحن أمام خيار واحد هو النصر وإزاحة هذا الكابوس الذي يجثم على صدر شعبنا".
وأشارت إلى أنها تدعم "العملية السياسية وما يقود إلى تحول ديمقراطي حقيقي في البلاد".
دعوات للتهدئة
ومساء الأحد، أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اتصالا هاتفيا بأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتبادل وجهات النظر حول مستجدات الموقف الخطير في السودان.
ووفق بيان للجامعة العربية فإن "أبو الغيط أبلغ غوتيريش بموقف مجلس الجامعة الصادر الأحد من ضرورة وقف التصعيد ووقف إطلاق النار واستعادة الهدوء للسودان في أسرع وقت".
وأشار إلى أنه "عبر خلال الاتصال عن الاستعداد للعمل سويا مع الأمم المتحدة لتحقيق وقف فوري للاشتباكات المسلحة وحقن الدماء، والحيلولة دون المزيد من تدهور الأوضاع".
كما "استمع أبو الغيط لتقييم السكرتير العام للموقف، واتفقا علي ضرورة تكثيف الاتصالات مع القيادات المتقاتلة من أجل وضع حد للمواجهات"، بحسب البيان.
وصباح السبت، اندلعت الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في الخرطوم، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كل منهما.
واندلعت الاشتباكات قبل ساعات من لقاء كان مرتقبا بين قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه في المجلس وحليفه السابق قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وتوجت الاشتباكات شهورا من التوترات المتصاعدة بين الجيش وشريكه "قوات الدعم السريع" الذي تحول إلى خصم نتيجة الخلافات حول عملية دمج قوات الدعم بالجيش.
حصيلة القتلى والجرحى
وفي وقت سابق اليوم، قالت منظمة الصحة العالمية إن 83 شخصًا على الأقل قتلوا وأصيب 1126 آخرون في السودان جراء الأحداث الأخيرة.
فيما قالت نقابة الأطباء في بيان في وقت مبكر من يوم الإثنين إن 97 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 365 آخرون منذ اندلاع الاشتباكات.
aXA6IDE4LjIyMS4yMzguMjA0IA== جزيرة ام اند امز