السودانيون يريدون تغييرا حقيقيا يحقق آمالا وطموحات مشروعة طال الصبر عليها
يقال إن آخر كلمة قالها البشير عند تنحيه هي: «على بركة الله»، بعد أن رضخ لضغوط القادة العسكريين الذين فرضوا التغيير في محاولة للخروج من الأزمة السودانية، لكن هؤلاء القادة وربما لضيق الوقت أو قلة الحيلة والخيارات بحثوا عن نسخة من تجربة عبدالرحمن سوار الذهب، وكل ما فعلوه هو تبديل الأسماء، لكن الشعب السوداني وهو أكثر الشعوب العربية خبرة ونضالا في الثورات الشعبية لا يلدغ من جحر مرتين!
السودان الذي يملك تاريخا عريقا في النضال ضد المستعمر وضد الحكام الفاسدين يستحق بلا شك طبقة سياسية طيبة من طينة شعبه الطيب، يسخرون خصوبة أرضه لزراعة الأمل والفرح والخير، وليس صبارا يفترشون شوكه ويتجرعون مرارته!
فشراء الوقت وتمرير الأزمة ليس خيارا هذه المرة، والسودانيون يريدون تغييرا حقيقيا يحقق آمالا وطموحات مشروعة طال الصبر عليها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل حققت الديمقراطية آمال وطموحات السودانيين؟! فالسودان يعد من أكثر الشعوب الذي خاض تجارب الانتخابات الحرة، وفي كل مرة صعد فيها نجم قادة الأحزاب السياسية التقليدية انتهى الأمر بالمرارات نفسها التي مهدت الطريق للعسكر للانقلاب على الديمقراطية وتولي مقاليد السلطة!
تاريخ السودان الحديث ومنذ استقلاله شهد تبادل السياسيين والعسكر لمواقع السلطة، ومواقع الزنازين أيضا، بينما بقي المواطن السوداني متفرجا على مشهد يستثمر فيه غالبا الجنرال أحلام السلطة المطلقة ويتاجر فيه السياسي بالشعارات المؤدلجة، وليس له منه نصيب إلا مقعد في الشارع!
السودان الذي يملك تاريخا عريقا في النضال ضد المستعمر وضد الحكام الفاسدين يستحق بلا شك طبقة سياسية طيبة من طينة شعبه الطيب، يسخرون خصوبة أرضه لزراعة الأمل والفرح والخير، وليس صبارا يفترشون شوكه ويتجرعون مرارته!
نقلاً عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة