حلقة نقاشية عقدتها "العين الإخبارية" بعنوان "السودان.. إلى أين؟" في محاولة لتسليط الضوء على مآلات الوضع في السودان
سعيا لمواكبة تطورات الأوضاع في السودان، التي أضحت ذات وتيرة متسارعة لا سيما في أعقاب البيان الذي أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة في 11 أبريل/نيسان ٢٠١٩، عقدت "العين الإخبارية" حلقة نقاشية بعنوان "السودان.. إلى أين؟" في محاولة لتسليط الضوء على أبرز ملامح المشهد السياسي الراهن ومألات الوضع في السودان.
أدار الحلقة النقاشية الدكتور السيد فليفل، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب المصري والعميد السابق لكلية الدراسات الأفريقية العليا.
واستهل فليفل الحلقة النقاشية بالحديث عن أهمية تناول المسألة السودانية في ظل حالة الزخم والتطورات السياسية في السودان، الذي يعد من أكبر الدول الأفريقية والعربية، وأعمقها تأثيراً في قلب القارة الأفريقية، مضيفاً أن الهدف من الحلقة هو طرح تصورات للإجابة على تساؤلات باتت تطرح نفسها بقوة في اللحظة الفارقة التي يشهدها السودان الآن.
ولعل أبرز هذه التساؤلات يتعلق بسقوط نظام البشير، وهل كان سقوطه أمراً حتمياً، وهل له صلة وثيقة بحالة السقوط المتتابعة للتيارات الدينية المتشددة في العالم العربي. وطرح فليفل تساؤلات أخرى تتعلق بمدى قدرة التظاهرات السودانية التي باتت تضم أطيافاً عدة على إحداث التغيير المنشود، وانحياز الجيش السوداني لمطالب تلك التظاهرات، وهل هذا الانحياز لجانب مطالب المتظاهرين يمثِّل حالة مشابهة لما حدث في مصر في الثلاثين من يونيو لعام 2013؟
وأوضح فليفل أن هناك تساؤلات بشأن آليات استخدام القوة والعنف، سواء من جانب قوات الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني الحزب الحاكم للسودان منذ ثورة الإنقاذ الوطني أو كتائب الظل، مشيراً إلى أن هناك أسئلة حول ما إذا كان هذا الأمر سيفرض تحديات على إدارة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية بما يلبي مطالب وطموحات القوى السياسية المعارضة والمتظاهرين السودانيين، وهل الطبيعة السلمية للتظاهرات الشعبية السودانية التي اندلعت في 19 ديسمبر 2018 من الممكن القفز عليها، وهل يمكن للباب أنْ يُفْتَح مرة أخرى لعودة النظام السابق؟.
وفيما يتصل بعلاقات السودان بمحيطه الإقليمي، طرح فليفل جملة من التساؤلات المرتبطة بإمكانية التوافق حول مهلة أخرى للسودان لتسليم السلطة للمدنيين، أم أنَّ مهلة الثلاثة أشهر التي منحها الاتحاد الأفريقي للسودان هي مدة كافية خصوصاً في ظل التنوع الكبير بين الأطياف والقوى السياسية السودانية بما قد يعقِّد من الوصول إلى توافق بينها. وهل موقف الاتحاد الأفريقي الذي تمَّ التوصل إليه في اجتماع القاهرة سيصمد أم سيجري في اجتماع البرلمان الأفريقي مطلع الشهر المقبل؟ وكذلك اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي الارتكان إلى القول إنه ما جرى في السودان هو من قبيل التغييرات غير الدستورية لنظم الحكم، ومن ثم هل سيتم التعامل مع السودان من هذا المنطلق، أي تجميد عضويته بالاتحاد.
وقد وردت مداخلات عدة خلال الحلقة النقاشية حاولت الاتيان على ذكر العلاقة بين إسقاط نظام البشير ومستقبل مشروع تنظيم الإخوان الإرهابي، وطُرِح في هذا الصدد تساؤلات عدة جديرة بالبحث والنقاش، لعل أبرزها.. هل يُعَد سقوط نظام البشير الحلقة الثانية ضمن سلسلة السقوط المدوي لمشروع الإخوان في المنطقة العربية خصوصاً في أعقاب ما شهدته الدولة المصرية في 30 يونيو 2018؟ وهل باستطاعة تنظيم الإخوان الإرهابي بالسودان القفز على الحراك الشعبي، والعودة مرة أخرى لمقاليد السلطة؟ لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار سيطرة التنظيم الإرهابي على مفاصل السودان السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن محاولة اختراق صفوف المعارضة وشق وحدة الصف السوداني.
المظاهرات الشعبية محاولة للدفاع عن الهوية السودانية
أوضحت الدكتورة أماني الطويل، مساعد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام، أن المظاهرات السودانية تُعَد ثاني ثورة شعبية ضد التيارات الدينية المتشددة في المنطقة العربية بعد ثورة 30 يونيو المصرية.
وأضافت الطويل أن الثورة السودانية تعد ثورة شعبية دفاعاً عن الهوية، فالشعب السوداني ثار بعد 31 عاماً من حكم التيارات الدينية المتشددة، وأثبتت هذه العقود فساد محاولات الدمج بين الدين والسياسة، واحتكار الدين وممارسة السياسة باسمه، مشيرة إلى أن المتابعين للشأن السودان يتبينون بشكل جليّ أن المشهد السياسي بالسودان كان محتقناً منذ عام 2015، وثمة محاولات وجهود عدة بُذلت لإسداء النصح للبشير بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية، ولكنها قوبلت بإصرار من البشير.
وقالت الطويل إن البشير كان يمتلك خبرات شخصية مكَّنته من المراوغة والمراوحة بين أكثر من تحالف، وشهدت فترة حكمه ديكتاتورية محضة، مشيرة إلى أنه كان هناك جهود إقليمية لاحتواء حالة الاحتقان ضد نظام البشير، ونصحه بعدم الترشح في انتخابات 2020.
وعبرت الطويل عن دهشتها إزاء طول فترة حكم تنظيم الإخوان الإرهابي، ممثلا في البشير وزمرته، والتي كانت فترة كافية لأي فصيل سياسي مهما كانت توجهاته، كي يتعلَّم من أخطائه ويصوب ذاته لكن هذا لم يحدث طوال فترة حكم البشير، وأكدت فساد نظرية الإخوان ومحاولاتهم الحثيثة في الجمع بين السلطتيْن الزمنية والدينية.
وأوضحت أن هذا الحراك الشعبي يمثل تجربة مختلفة للسودان، صحيح أن السودان لديه تاريخ طويل في الانتفاضات الشعبية. بيْدَ أنَّ الانتفاضات التي شهدها السودان في الفترات التاريخية السابقة كانت تندلع ضد حكم عسكري ديكتاتوري كانت تستجيب لضغوط الاحتجاجات وتتنحى عن السلطة.
وقالت الطويل إن السؤال اليوم هو كيفية التعامل مع "فلول" الإخوان الإرهابية ومع الباقين من هذا التيار الإرهابي والمتعاطفين معه؟
وارتأت الطويل أنه ثمة تحديات عدة مرتبطة بإدارة المرحلة الانتقالية، وعلى رأسها القوى الاجتماعية التي ارتبطت بالنظام السابق، والتي قد يكون لدى البعض منها تحفظات وانتقادات لأداء نظام البشير، بيْدَ أن السؤال المطروح في هذا الصدد حول كيفية التعامل مع هؤلاء، خصوصاً أنَّ بعض هذه القوى لديه مليشيات مسلحة، أخذاً في الاعتبار استمرار سيطرة قوى التيارات الدينية المتشددة على مفاصل الحياة الاقتصادية في السودان، وقد يشكِّل التعامل مع المتعقِّلين والمعتدلين من قوى الإسلام السياسي أمثال الطيب زين العابدين، وحسن مكي وغازي صلاح الدين وغيرهم بأسلوب "الصفقات" محاولة للتعامل مع نفاذ القوى المتشددة سياسياً واقتصادياً وتسليحياً في السودان لدرء أية محاولات يُتَوقع أن تضطلع بها الدولة العميقة لعرقلة ترتيبات المرحلة الانتقالية.
وفيما يتعلق بالهوية السودانية الأفريقية التي جرى العمل على طمسها طوال العقود الثلاثة المنصرمة، أكدت أسماء الحسيني، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية، أن الحراك الشعبي السوداني أظهر قدرات فكرية وتنظيمية على قدر كبير من الثقل، في ظل سياقات غاية في التعقيد، إذ كان هناك قمع أمني وتعتيم إعلامي وتجاهل إقليمي ودولي لما يحدث على الساحة السودانية، لكن هذا لم يمنع المظاهرات ضد نظام البشير.
وتضيف الحسيني أن سقوط البشير كان أمراً حتمياً، بل إن استمراره لمدة عقود ثلاثة كان مناقضاً لطبائع الأشياء وضد الطبيعة السمحة للشعب السوداني، إذ أضحى النظام عبئاً على الشعب وعلى الدين الإسلامي، الذي لطالما كان نظام البشير يتحدث باسمه، فنظام البشير اعتاد على ارتكاب أية ممارسات ضد الشعب السوداني ووحدة أراضي السودان وسلامته الإقليمية باسم الإسلام.
وأكدت الحسيني أن نظام البشير قدم أسوأ أنموذج لحكم التيارات الدينية، وعلى الرغم من أنه جاء بشعار "الإنقاذ الوطني"، لكنه حمَّل الدولة على مدار حكمه أعباء لا طاقة لها على حملها، وسيصبح من الصعوبة بمكان التعامل معها في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن نظام البشير تلاعب وتأرجح في تحالفاته الدولية والإقليمية، واتسم بقدرة عالية على المناورة، واستنزف مقدرات الدولة السودانية على مدار عقود، إذ نجح النظام في بسط سيطرته على جُلّ مفاصل الدولة، وتوجد مليشياته المسلحة الآن على الساحة السودانية متربصة بأية محاولات لتغيير الوضع القائم وتتحين الفرصة للعودة، وتبذل جهوداً مضنية بغية اختراق قوى المعارضة السياسية وشق وحدة الصف السوداني.
الإخوان وترتيبات العودة من جديد
استهل الدكتور ثروت الخرباوي، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، مداخلته بالحديث ما شهدته إيران في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وتم الزج بالدين الإسلامي وجعله شريكاً وملازماً لتصرفات البشر، ومن بينها الاحتجاجات الشعبية، على الرغم من أنه لا علاقة للأديان بأي حراك اجتماعي، ولا أدل على ذلك من كون الفقه أو الاجتهادات الفكرية لأئمة الفقه الإسلامي كانت تُعْرف بأسماء أصحابها، فهذا فقه "أبي حنيفة" أو فقه "مالك" أو فقه "ابن حنبل" أو غيرهم، ثم إذا به بعد ذلك فقهاً إسلامياً مع أنه كان يعبِّر بشكل خاص عن اجتهادات وتصورات الذين أبدعوه، ولا ينبغي أبداً أنْ يُنسب للإسلام.
وقال الخرباوي إن ما حدث في إيران في يناير 1979 كان ثورة حرَّكتها المخابرات الأمريكية بالتوازي مع المخابرات الفرنسية، وأُرْسِل الخميني كي يقوم بدور زعيم هذه الثورة، على الرغم من أن بداية الثورة كانت ليبرالية، وأولئك الليبراليون تم إعدامهم فيما بعد، مضيفاً أنه بالرجوع إلى عام 1974 كانت ثمة مجلدات وُضِعت في الولايات المتحدة حول الرؤية الأمريكية للمستقبل، إذ كانت الولايات المتحدة تخطط في هذا الوقت لإنهاء الوجود القوي للاتحاد السوفيتي وتفتيته، وهي رؤية عكف على صياغتها شخصيات بارزة أمثال بريجنسكي وهنري كيسنجر وغيرهما، ووضعوا للمنطقة مخططاً يبدأ بزرع دولة دينية في المنطقة.
وأضاف الخرباوي أنه باندلاع ثورة الخميني نهاية السبعينيات بشكلها "الديني-الشيعي" حدث التحول في المنطقة، مشيراً إلى العبارة التي رددها الإمبراطور الإيراني رضا شاه بهلوي حينما هبط في مطار القاهرة، وقابل الرئيس الراحل محمد أنور السادات وقال وقتها "كانوا يطلقون عليّ أنبوبة الاختبار الأولى".
وأوضح الخرباوي أنه بعد أحداث إيران حصل الخميني على لقب لم يكن موجوداً في الأدبيات الشيعية، وهو المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وعبر الخميني عن السبب الذي دفعه لاختيار هذا اللقب إبان زيارة قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي له في مارس 1979، بقوله "لقد تأثرت بحسن البنا، لذلك أطلقت على نفسي لقب المرشد تيمناً به". وكان السودان هو المحطة أو أنبوبة الاختبار الثانية لدفع تنظيم الإخوان أو بالأحرى الجبهة القومية الإسلامية للحكم.
وكشفت مداخلة الخرباوي عن ملاحظات عدة تتعلق بالحراك الشعبي السوداني، أولى هذه الملاحظات أن أحداث ما يسمى بالربيع العربي وما يشهده السودان في اللحظة الراهنة لم يكن لها قائد أو زعيم، على الرغم من كل الثورات العالم في الفترات الزمنية السابقة كالثورة البلشفية في عام 1917 وثورة 1919 المصرية وغيرهما كان لديها زعماء قادوا الثورة واضطلعوا بإدارة وتنظيم حركة الجماهير الغاضبة، وعدم وجود قائد أو رأس يوجِّه الجماهير السودانية ويوحِّد كلمتهم تحت راية واحدة تحقيقاً للمصلحة الوطنية، لا لأجل مشروع شخصي، هو إشكالية كبرى تواجه الحراك الشعبي في السودان.
وسلَّط الخرباوي الضوء على أبرز القوى والحركات السياسية السودانية، لعل من بينها الحركة الصوفية، مؤكداً ضرورة إيلاء القدر الكافي من الاهتمام لهذه الحركة وطرقها، كالقادرية والتيجانية وغيرهما، إذ إن هذه الحركة لديها القدرة على التأثير على الجماهير السودانية، مشيرا إلى تأثير شيوخ الطرق الصوفية أمثال الشيخ عبدالرحيم البرعي، الذي نجح في أنْ يؤثِّر من خلال الابتهالات وتنظيمه الصفوف وتصوره حول الصوفية في شرائح اجتماعية عديدة، ومن هنا.. لا ينبغي بأية حال إهمال قدرة الحركة الصوفية على التأثير في المشهد السياسي السوداني.
وحول طبيعة تنظيم الإخوان الإرهابي في السودان، أكد الخرباوي أنها حركة متشرذمة ومنقسمة على نفسها، وكان من بين صفوفها شخصيات مؤثرة أمثال حسن الترابي، والذي كان المراقب العام للتنظيم بالسودان وغيره، بيْدَ أن هذه الشخصيات البارزة في الحركة انشقت عنها إما لتأسيس مشاريع خاصة بها، أو اعتراضاً على النهج الحركي أو السياسي.
وأشار الخرباوي إلى الحركة الشيوعية في السودان، والتي بدأت إرهاصتها منذ عام 1936، وهي حركة أكثر تماسكاً وصلابة إذا قورنت بتنظيم الإخوان الإرهابي بالسودان، والذي شهد انقسامات وانشقاقات عدة لكن هذا الأمر لا ينفي على الإطلاق نجاح تنظيم الإخوان في أن يحقق تأثيراً كبيراً في السودان، واستطاع من خلاله الوصول لمقاليد الحكم، والسيطرة على القيادة العليا في المنظومتيْن الدفاعية الأمنية وغيرهما، ولكنها فشلت في التأثير على القيادات الوسيطة.
وانتهى الخرباوي إلى القول إن تنظيم الإخوان الإرهابي سيسعى بكل قوة إلى التسلل للحكم في السودان عن طريق الانتخابات، كونهم يمتلكون قدرة تنظيمية عالية تمكِّنهم من الحشد وتوجيه الشعارات الدينية التي تجتذب البسطاء.
وأضاف الخرباوي أنه صحيح أن الثورة قامت ضد مشروع الإخوان في السودان، إلا أن التفتت والتشرذم الذي قد يصيب قوى المعارضة في مقابل توحد الإخوان قد يفضي إلى أن تكون الغلبة لجماعة الإخوان الإرهابية.
رسالة إلى الشعب السوداني: لا تسمحوا للإخوان بالقفز على ثورتكم
وحذر الدكتور السيد فليفل الشعب السوداني من محاولات تنظيم الإخوان الإرهابي الهائلة على الالتفاف على مطالب الحراك الشعبي. وقال إن الإخوان يحاولون العودة للمشهد السياسي السوداني عبر بث الفرقة بين صفوف الحراك الشعبي، وبين المتظاهرين والقوات المسلحة السودانية "الوطنية" من ناحية أخرى.
وأوضح فليفل أن الإخوان الإرهابية تدرك أن السودان بموقعه الجيوسياسي المتميز له دور في الاستراتيجية الأمريكية الراهنة، ألا وهو تفجير السودان من الداخل ودفعه للفوضى لإشغال مصر بما يحدث في حدودها الجنوبية، كي تنفرد إسرائيل بالهيمنة في الشرق الأوسط.
وأضاف أن الخروج من المأزق الحالي يحتاج إلى التأني والتدبر لما سلف ذكره، وتشكيل لجنة خبراء دستوريين لإعادة النظر في الدستور السوداني، وإجراء تعديل سريع يحظى بتوافق القوى السياسية والمجلس العسكري الانتقالي، ويتبع ذلك تشكيل حكومة تكنوقراط في ضوء الدستور المعدَّل تتولى مهام إدارة المرحلة الانتقالية والتمهيد لإجراء انتخابات رئاسية.
وأكَّد فليفل ضرورة الاهتمام ببناء مجتمع مدني سوداني حقيقي قادر على النهوض بأعباء مسؤوليته الاجتماعية، عندئذ.. سيحتاج السودان لفترة انتقالية لن تمتد لأكثر من عاميْن، ولن تكون هناك أية فرصة لعودة الإخوان المسلمين أو القفز على الحراك الشعبي.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTkuNjcg
جزيرة ام اند امز