فاروق أبوعيسى.. رحيل "محامي" ضحايا إخوان السودان
أبوعيسى واحد من أبرز قيادات المعارضة صداما مع نظام الإخوان البائد وجرى اعتقاله لعشرات المرات خلال الثلاثين عاما الماضية.
بعد سنوات من الوقوف في وجه نظام الإخوان البائد، رحل السياسي السوداني البارز والقانوني فاروق أبوعيسى عن عمر يناهز 87 عاماً، إثر صراع طويل مع المرض.
وبحسب عائلته، فإن فاروق أبوعيسى سيوارى إلى مثواه الأخير بالعاصمة الخرطوم، مساء الأحد.
ويعتبر أبوعيسى، وهو رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني حاليا، من أبرز قيادات المعارضة صداماً مع نظام الإخوان البائد، وجرى اعتقاله لعشرات المرات خلال الثلاثين عاماً الماضية، كما ترافع عن المعارضين الذين قدمتهم حكومة الحركة الإسلامية السياسية لمحاكمات كيدية.
ويحمل الرجل الذي ولد في مدينة مدني وسط السودان عام 1933، سيرة حافلة بالنضال ضد الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة على حكم البلاد في تاريخها الحديث.
وكان له الدور الأبرز في انتفاضة أبريل/نيسان 1964، والتي أنهت حكم الجنرال إبراهيم عبود حتى اشتهر خلال أحداث ما باتت تُعرف في الأدب السياسي السوداني بـ(ليلة المتاريس)، حيث قاد الجماهير إلى إغلاق الشوارع أمام تحركات ضباط من الجيش للانقلاب على الثورة الوليدة.
ولم يقتصر نضاله على الأنظمة المحلية، بينما قاد نضالات مماثلة ضد المستعمر الإنجليزي، حيث تم فصله من المدرسة الإعدادية بسبب نشاطه المناهض للاستعمار.
وانضم أبوعيسى للحزب الشيوعي السوداني أثناء دراسته بمدرسة حنتوب الثانوية، وذلك عبر رابطة الطلاب الشيوعيين، وكان جزءا من مكتبها السياسي منذ عام 1950، وفي تلك الفترة كانت تسمى الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو).
وشارك أبوعيسى في "حكومة مايو"، التي جاءت بعد الانقلاب العسكري الذي قاده العقيد جعفر نميري في مايو/أيار من العام 1969، بالتحالف مع قوى اليسار المكونة من الحزب الشيوعي السودان والقوميين العرب، وتولى خلال تلك الفترة عدة مناصب وزارية منها وزارة الخارجية.
في العام 1970 تم فصله من الحزب الشيوعي السوداني عقب اتهامه وعدد من قيادات الحزب بالمشاركة في الانقسام الذي حدث في ذلك العام، وفي ديسمبر/كانون الأول من العام 1983، فاز أبوعيسى بمنصب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، بعد أن هاجر من السودان واستقر في مصر، وتكرر فوزه في دورات متتالية استمرت حتى العام 2003.
ظل أبوعيسى خارج السودان منذ استيلاء الإخوان على السلطة بالانقلاب العسكري الذي نفذته في العام 1989، وعاد للبلاد في العام 2005، عقب اتفاق السلام الذي أبرمته الحكومة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان.
وأصبح عضوا في البرلمان السوداني في ذلك العام ضمن المقاعد التي خُصصت للتجمع الوطني الديمقراطي، الذي كان يشغل فيه منصب مساعد الرئيس.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA=
جزيرة ام اند امز