أزمة الحرب.. الجوع يفتك بأطفال السودان
تمضي تداعيات الحرب في السودان؛ سيء إلى أسوأ، وأسفرت جوع وموت آلاف الأطفال جراء سوء التغذية وتفشي الأوبئة؛ في موجة نزوح من مناطق الصراع.
وقال المتحدث الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور غربي السودان، آدم رجال، إن آلاف الأطفال وقعوا في براثن سوء التغذية الحاد في مخيمات النزوح في دارفور.
وأشار في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى تزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال والحوامل والأمهات في مخيمات دارفور.
وأوضح أن إجمالي عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بلغ 546 طفلا، بسبب ندرة الغذاء والدواء ومياه الشرب النظيفة في مخيمات وقرى محلية نيرتتي بولاية وسط دارفور.
وتوقع ارتفاع أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، نظرا لصعوبة الوصول إلى كل مخيمات النزوح.
وأدت الاشتباكات المسلحة المستمرة التي تغطي مساحات واسعة من البلاد، إلى مقتل آلاف الأشخاص، من بينهم 10 آلاف إلى 15 ألفا في مدينة واحدة في إقليم دارفور بغرب البلاد، وفق الأمم المتحدة.
سوء التغذية
وفي 15 أبريل/نيسان الجاري، توقعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن يعاني نحو 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما في ذلك 730 ألف طفل سيعانون من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد حياتهم.
ودمرت الحرب سبل عيش ملايين السودانيين، بما في ذلك العاملين في قطاع الزراعة والرعي التي يعمل فيها 80% من القوى العاملة في البلاد، نتيجة لتوسع نطاقها مصحوبا بالهجمات العشوائية على المدنيين.
الوفاة بسبب الجوع
ومع تصاعد وتيرة العنف والاقتتال، بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، أعلن متطوعون في السودان، وفاة 3 أطفال بمحلية "أم بدة" غربي العاصمة الخرطوم بسبب الجوع الحاد.
وتسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من محلية "أم بدة" الواقعة غربي أم درمان، ويعاني عدد من مناطق المحلية نقصا حادا في المواد الغذائية بسبب انتهاء مخزون المواد الغذائية، كما أن كل الأسواق الرئيسية في المنطقة تعرضت للنهب والتخريب.
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء. وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا.
وقال بيان صادر عن غرفة طوارئ محلية أم بدة، اطلعت عليه "العين الإخبارية" إن "الغرفة سجلت 3 حالات وفاة لأطفال بسبب الجوع في مربع 40 الخيمة."
وأعلنت الغرفة توقف نحو 25 مطبخا يقدم الوجبات لسكان المحلية بجهود ذاتية لغياب الدعم الكافي.
وأوضح البيان؛ أن غرفة طوارئ "أم بدة" ظلت منذ انطلاق الحرب تقدم خدماتها بشكل متفاوت للمواطنين في ظل الغياب التام للدولة، وأن المبادرات التي كانت تقوم بها غرفة طوارئ المنطقة لا تغطي سوى 10 % من جملة الاحتياجات.
وأشار البيان إلى أن مواطني منطقة أم بدة يعيشون أسوأ كارثة إنسانية، بسبب انعدام الدواء والغذاء ومياه الشرب النقية.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، كشف "محامو الطوارئ" (هيئة قانونية) عن تلقيهم معلومات تشير إلى أن الجيش السوداني ينوي فرض حصار على محلية أم بدة بوضع قيود على التجار الذين يعملون في نقل المواد الغذائية إلى المحلية من مناطق خاضعة لسيطرة القوات المسلحة في شمال دارفور.
وتعد منطقة "كرري" شمالي مدينة أم درمان، الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة، المنفذ الوحيد الذي يغذي كل مناطق أم درمان حيث تصل إلى سوق "صابرين" أكبر أسواق كرري بضائع ومواد غذائية من ولايات نهر النيل والشمالية وغيرها.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 14 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.