سيول بشرية تُغرق مدن السودان في ذكرى عزل الإخوان
السودانيون أحيوا الذكرى الأولى لانطلاق شرارة ثورتهم من مدينة عطبرة شمالي البلاد يوم 19 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018
خرج الملايين في مختلف المدن السودانية، الخميس، إلى الطرقات والساحات العامة؛ إحياء للذكرى الأولى للثورة الشعبية التي أنهت حكم نظام الإخوان الإرهابي بقيادة المعزول عمر البشير.
وأحيا السودانيون، الذكرى الأولى لانطلاق شرارة ثورتهم من مدينة عطبرة شمالي البلاد، يوم 19 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018.
وفي العاصمة الخرطوم، امتلأت الشوارع القريبة من القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش بالمحتجين الذي تقاطروا من الأحياء السكنية المختلفة إيذانا بالتوجه إلى ساحة الحرية الشهيرة لإحياء ذكرى الثورة هناك.
ووصل قطار قادم من الخرطوم إلى "عطبرة" على متنه مئات المحتجين؛ وفاء للمدينة التي فجرت الثورة قبل عام، ودعمتهم أمام قيادة الجيش بـ"قطار الشوق" الذي شكل نقطة حاسمة في المسار الثوري.
وشملت مسيرات إحياء الثورة غالبية عواصم الولايات السودانية، وقرى ومدنا أخرى خرجت احتفالاً بذكرى عزل نظام الإخوان الإرهابي.
وردد المحتجون هتافات مؤيدة للحكومة الانتقالية بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك، مطالبة في الوقت نفسه بالاستمرار في عزل ومحاسبة عناصر نظام الإخوان، رافعين صور الضحايا الذين قتلتهم أجهزة أمن البشير.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، فإن مسيرات العاصمة اقتربت من مبنى القيادة العامة للجيش، لكنهم لم يصلوا إلى مقر الاعتصام الذي أقاموه قبل عام، لأن المداخل تم إغلاقها بواسطة القوات المسلحة من خلال نشر الجنود والمدرعات والأسلاك الشائكة.
وانطلقت مواكب المظاهرات في كل مدن السودان، عند الساعة الواحدة ظهر اليوم، وهو التوقيت نفسه الذي كان تجمع المهنيين السودانيين يحدده لخروج الاحتجاجات ضد حكومة البشير.
لكن الاحتفالات الأبرز بإحياء ذكرى الثورة السودانية في عامها الأول شهدتها مدينة عطبرة التي وصل إليها الآلاف من عدة مدن سودانية للاحتفال مع سكانها في هذا اليوم التاريخي لها.
ووصل في قطار الخرطوم إلى عطبرة عدد من قيادات تجمّع المهنيين، أبرزهم وزير الشباب والرياضة ولاء البوشي، ومحمد ناجي الأصم، والبراق النذير، وآخرون.
وخرجت حشود ضخمة في مدينة عطبرة لاستقبال قطار الخرطوم والاحتفال بمرور عامٍ على الثورة الشعبية ضد نظام تسبب في اندلاع الحرب الأهلية في إقليم دارفور، وتدمير الاقتصاد والبنية التحتية، وغيرها من الأزمات.
واندلعت المظاهرات في ديسمبر/كانون الأول 2018 بعطبرة، إضافة إلى بورتسودان الميناء الرئيسي الذي يقع على بعد ألف كيلومتر شرق العاصمة على البحر الأحمر، وفي النهود غرب الخرطوم.
وحدثت أعمال عنف واشتباكات بين الشرطة والمحتجين، وتوسعت إثر ذلك رقعة الاحتجاجات في كل البلاد، بما فيها العاصمة الخرطوم والمدينة التوأم لها أم درمان، ونتيجة لذلك أطاح الجيش بالبشير في شهر أبريل/نيسان.
ورحبت منظمة العفو الدولية في بيان، صباح الخميس، باحتفال السودانيين بثورتهم، قائلة: "الاحتفال يجسّد حقيقة انتهاء العنف ضد السودانيين ويفتح لهم الأمل بمستقبل أفضل".
aXA6IDMuMTQ3LjYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز