غداة هدنة اليوم الواحد.. الخرطوم تستيقظ على قصف واشتباكات عنيفة
لم تكد هدنة اليوم الواحد تنتهي بالسودان حتى عادت الاشتباكات العنيفة تعصف بالهدوء الذي شهدته العاصمة السودانية الخرطوم لمدة 24 ساعة.
فمع انتهاء هدنة الـ24 ساعة التي اقترحتها الوساطة السعودية الأمريكية، استيقظت العاصمة الخرطوم على اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بالإضافة إلى قصف مدفعي ثقيل وتصاعد لألسنة اللهب والدخان.
وأبلغ شهود عيان "العين الإخبارية" أن الاشتباكات العنيفة تجددت بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في محيط جسر "الحلفايا" بمدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم.
كما أفاد شهود العيان بسماع دوي المدافع وتصاعد ألسنة اللهب والدخان، وتحليق للطيران العسكري في سماء المدينة.
وبحسب الشهود، فإن الاشتباكات اندلعت أيضا في أحياء "دردوق" و"نبتة" و"الحاج يوسف" شرقي العاصمة الخرطوم.
ويوم الجمعة الماضي، اتفق الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" على وقف لإطلاق النار في كافة أنحاء البلاد لمدة 24 ساعة يبدأ السبت، بحسب ما أعلنته الرياض وواشنطن اللتان ترعيان محادثات مباشرة بين طرفي النزاع في السودان، بمدينة جدة منذ الشهر الماضي، وفق بيان لوزارة الخارجية السعودية.
وإثر البيان السعودي أعلن الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" الموافقة على مبادرة الوساطة السعودية الأمريكية بهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة، "تقديرا لجهود السعودية والولايات المتحدة".
هدنة ناجحة
الهدنة التي انتهت صباح اليوم الأحد كانت ناجحة وفعالة، مع اختفاء واضح لأصوات المدافع والأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وساد الهدوء مدينة الخرطوم ميدانيا، واستطاع مواطنون الخروج إلى المناطق البعيدة نسبيا والذهاب إلى الأسواق لتلبية احتياجاتهم اليومية.
وقال المواطن السوداني عباس محجوب "استطعت خلال الهدنة القصيرة الذهاب إلى منطقة الكلاكلة جنوبي العاصمة الخرطوم لإحضار والدتي العالقة هناك منذ بداية الحرب إلى منطقة شرق النيل".
وأضاف محجوب لـ"العين الإخبارية" "نتمنى تمديد الهدنة لأيام إضافية وصولا إلى وقف دائم لإطلاق النار في البلاد".
كما استطاع المواطن السوداني حسام ساتي الاستفادة من الهدنة والذهاب إلى أقاربه في منطقة أم درمان وتفقد أحوالهم بعد انقطاع دام لفترة طويلة.
وقال ساتي لـ"العين الإخبارية": "استطعت الوصول إلى أقاربي بمدينة أم درمان (غربي العاصمة الخرطوم) وتفقد أحوالهم".
وأضاف أنه "نتمنى إيقاف القتال فورا لتعود الحياة إلى طبيعتها.. الكل خاسر من اندلاع الاشتباكات في بلادنا".
إثيوبيا تدخل على خط الوساطة
ومع استمرار الأزمة وانسداد الأفق السياسي أعلنت إثيوبيا، الجارة الشرقية للسودان، استعدادها للوساطة بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
وقال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، مساء السبت، إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أبدى استعداده لزيارة الخرطوم من أجل الوساطة بين طرفي النزاع.
والتقى عقار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في القصر الرئاسي بأديس أبابا، وبحثا الأوضاع السياسية والإنسانية في السودان في ظل الأزمة الحالية.
وبحسب بيان صدر عقب اللقاء فإن آبي أحمد أبدى تأثره البالغ بالوضع الإنساني الكارثي الذي يمر به السودانيون، واهتمامه البالغ بتفاصيل ومجريات الحرب الدائرة في العاصمة وبعض المدن السودانية.
وخلال لقائه نائب رئيس مجلس السيادة أبدى آبي أحمد رغبته في المساعدة أيا كان نوعها، واستعداده الكامل لزيارة الخرطوم "مهما كلف الأمر"، بغرض الجلوس مع الطرفين للوصول إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين.
ومنذ مايو/أيار الماضي ترعى السعودية والولايات المتحدة بمدينة جدة مفاوضات بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، نجحت في الوصول لعدة هدن بين الجانبين أملا في الوصول إلى "وقف دائم لإطلاق النار".
ويتبادل طرفا النزاع في السودان اتهامات ببدء القتال أولا وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في واحدة من أفقر دول العالم.