تحدٍ أممي للبرهان في يوم هدنة الـ24 ساعة في السودان
تمسكت الأمم المتحدة بمبعوثها الخاص إلى السودان رغم اعتباره شخصا غير مرغوب فيه من قبل قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان.
ويأتي الإعلان الأممي بالتزامن مع إعلان طرفي النزاع في السودان الجيش وقوات الدعم السريع التوصل إلى هدنة برعاية أمريكية سعودية لمدة 24 ساعة.
وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الجمعة، أن اعتبار الحكومة السودانية موفد المنظمة الدولية شخصا "غير مرغوب فيه" "يتنافى" ومبادئ الأمم المتحدة و"لا يمكن تطبيقه"، لافتا إلى أن صفة الألماني فولكر بيرتس "لم تتبدل".
وقال ستيفان دوجاريك، إن "صفة السيد بيرتس لم تتبدل راهنا، ويبقى موقف الأمين العام كما عبر عنه أمام مجلس الأمن الأسبوع الفائت"، في إشارة إلى "الثقة المطلقة" التي عبر عنها أنطونيو غوتيريش تكرارا حيال موفده إلى السودان.
وكان قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان قد اتهم بيرتس بالمساهمة "بسلوكه المنحاز وأسلوبه المضلل" في اندلاع النزاع الدامي بالسودان، في منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وقال وسطاء أمريكيون وسعوديون، إن طرفي الصراع في السودان اتفقا على وقف إطلاق نار على مستوى البلاد مدته 24 ساعة يبدأ صباح غد السبت، بعد أسبوع من القتال المكثف إثر انقضاء اتفاق هدنة سابق.
هدنة
يأتي ذلك في وقت قال فيه الوسطاء إن وقف إطلاق النار كان "محاولة لكسر دائرة العنف" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد نشوب القتال بينهما قبل ٨ أسابيع، ما تسبب في أزمة إنسانية كبيرة.
وأدى الصراع إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص، عبر منهم نحو 400 ألف الحدود إلى البلدان المجاورة. وتحولت المنطقة الحضرية المحيطة بالعاصمة السودانية الخرطوم، التي يقطنها ٥ ملايين على الأقل، إلى ساحة قتال، كما اندلعت اضطرابات في منطقة دارفور التي تركت صراعات السودان ندوبها عليها.
واستمر القتال اليوم الجمعة، وتحدث سكان عن نيران مدفعية واشتباكات في شمال أم درمان وغارات جوية في بحري.
وقالت سناء أحمد (24 عاما) إن هناك ضربات عنيفة بالقرب منها ورصاصا من كل اتجاه في حي الثورة بأم درمان. وأضافت أنها وباقي السكان في المنطقة يشعرون بالخوف الشديد ولا يعرفون ماذا يفعلون.
ومن المدن الأخرى التي وقعت فيها اشتباكات، مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان جنوب غربي الخرطوم على طريق رئيسي بين العاصمة وإقليم دارفور الذي يمثل قاعدة نفوذ قوات الدعم السريع.
ومن المقرر بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في السادسة من صباح السبت بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت غرينتش).
وقالت السعودية والولايات المتحدة، في بيان مشترك، إن الطرفين سيلتزمان "بموجب هذا الاتفاق بوقف الهجمات والقصف المدفعي والجوي وعدم استخدام الطائرات المسيرة وتحريك القوات وإعادة تمركزها وإمدادها، وعدم السعي للحصول على ميزة عسكرية في أثناء فترة وقف إطلاق النار".
وأضاف البيان أن الطرفين اتفقا أيضا على السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية.
وانتهك الطرفان سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار، بما في ذلك اتفاق هدنة مدته 12 يوما، انتهى في الثالث من يونيو/حزيران، وتوسطت فيه السعودية والولايات المتحدة في محادثات بجدة.
وانحسر القتال قليلا في فترة اتفاق الهدنة، وتمكنت وكالات الإغاثة من توصيل كميات محدودة من المساعدات الإنسانية. وقالت وكالات الإغاثة إن عملياتها تعرضت على الرغم من هذا لعراقيل شديدة بسبب الإجراءات البيروقراطية والقتال ونهب إمدادات المساعدات.
ونشب خلاف عميق بين الجيش وقوات الدعم السريع فيما يتعلق بتسلسل القيادة وخطط إعادة هيكلة الجيش بموجب خطة انتقال سياسي نحو الديمقراطية.
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4xMDcg جزيرة ام اند امز