نزاع السودان.. سباق الوساطة يواكب زخم الإجلاء
دفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع بالسودان الدول نحو سباق محتدم لإجلاء رعاياها أو التوسط لإنهاء النزاع.
وبرا وبحرا وجوا، تلاحقت جهود الدول لإجلاء رعاياها وأفراد بعثاتها الدبلوماسية، وأغلقت العديد من السفارات والقنصليات.
- طرفا نزاع السودان.. دعم لهدنة الـ72 ساعة وتحذير من الخروقات
- مغامرة ألمانية تتحول إلى كابوس في السودان.. معاناة قبل الإجلاء
وتزامنا مع جهود الإجلاء، ألقت عدة دول بثقلها الدبلوماسي في خضم الأزمة في محاولة لإيجاد حل يصل بالسودان إلى بر الأمان، والتوصل لاتفاق سلام شامل يعيد السودان إلى طريق الديمقراطية.
سباق الوساطة
جهود الوساطة تقوم بها عدة دول، بينها الولايات المتحدة الأمريكية، والسعودية، ودولة الإمارات، إضافة إلى تركيا، ودول جوار السودان، وغيرها.
وكانت آخر ثمار هذه الوساطات، إعلان هدنة لمدة 72 ساعة، بوساطة أمريكية سعودية، وافق عليها طرفا النزاع في السودان "الجيش وقوات الدعم السريع".
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة تعمل أيضًا مع شركاء لتشكيل لجنة تتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في السودان.
وحول الشركاء الذين تحدث عنهم بلينكن، أكدت مصادر مطلعة أن "جهودا إماراتية سعودية مصرية أمريكية جارية لإطلاق وساطة في السودان".
وأشارت المصادر إلى أن "جهود الوساطة تسعى لجمع قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو قائد قوت الدعم السريع في لقاء في الرياض خلال أسابيع.
ومنذ اندلاع النزاع في السودان، ودولة الإمارات لم تتوقف عن جهودها الحثيثة للدفع نحو العودة للإطار السياسي والحوار وحل جميع الخلافات والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية وصولا إلى الاستقرار المنشود في السودان.
وعبر اتصالات مكثفة مع أطراف دولية وسودانية، أثمرت تلك الوساطة في تأمين سلامة الجنود المصريين الموجودين لدى قوات الدعم السريع، وتسليمهم إلى سفارة القاهرة بالخرطوم، بالتنسيق والتعاون مع مصر وحتى وصولهم للقاهرة.
وكثفت دولة الإمارات من اتصالاتها مع أطراف دولية عدة للوصول إلى حل نهائي للأزمة.
وفي سياق متصل، كشف مسؤول دبلوماسي رفيع المستوي، عن تقديم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عرضاً للقادة العسكريين في السودان للتفاوض ببلاده.
وقال مسؤول دبلوماسي، في تصريحات صحفية، إن الرئيس التركي "نقل للبرهان وحميدتي في اتصالين هاتفيين خلال اليومين الماضيين رغبة تركيا في التوسط بينهما لإنهاء النزاع".
وأكد أردوغان أنه "قدم عرضا بالاستضافة في أنقرة لخوض مفاوضات مباشرة، مع تقديم كل الضمانات لقائد الدعم السريع.
وفي ذات السياق، عرضت إسرائيل، كذلك استضافة قمة تفاوضية لإنهاء العنف، بحسب وزارة الخارجية.
وقال وزير الخارجية إيلي كوهين: "إذا كانت هناك طريقة يمكن لإسرائيل من خلالها المساعدة في إنهاء العنف في البلاد، سنكون سعداء جدا للقيام بذلك".
وأكدت إسرائيل أنها على اتصال بالفعل بكبار المسؤولين من كلا الجانبين وتبذل جهودا لإجراء مفاوضات.
وقالت الوزارة إن التقدم في المحادثات في الأيام الأخيرة كان "واعدا".
دعم المهاجرين
وتزامنا مع جهود الوساطة والإجلاء، أكدت الحكومة الكندية أنها تعتزم وضع إجراءات جديدة متعلقة بالهجرة لدعم السودانيين حاملي الإقامة المؤقتة والموجودين حاليا في كندا وربما لا يمكنهم العودة إلى السودان بسبب الموقف سريع التدهور هناك.
وقالت الحكومة الكندية، في بيان، الإثنين، إنه بمجرد دخول الإجراءات الجديدة التي أعلنها وزير الهجرة الكندي شون فريزر حيز التنفيذ سيتمكن السودانيون من طلب تمديد إقاماتهم في كندا مما سيتيح لهم الاستمرار في الدراسة أو العمل أو زيارة أسرهم بالبلاد دون أي مصاريف.
وأضافت الحكومة إنها ستعطي الأولوية لمراجعة طلبات الإقامة الدائمة والمؤقتة المكتملة بالفعل على نظام الهجرة لمن لا يزالون في السودان وذلك لتسهيل الإجراءات عليهم.
وقالت كندا إنها ستعفي أيضا المواطنين الكنديين والمقيمين الدائمين الموجودين في السودان والذين يرغبون في مغادرته من رسوم جواز السفر ووثيقة سفر المقيم الدائم.
وكانت أكدت، في وقت سابق، أنها علقت بصفة مؤقتة العمل بسفارتها في السودان وإن الدبلوماسيين الكنديين سيعملون مؤقتا من موقع آمن خارج البلاد.
ومنذ 15 نيسان/أبريل الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز