"كتائب الإخوان" بالسودان.. "العين الإخبارية" تكشف أسباب إشعالهم الحرب
تحت لهيب صراع النزاع تتراءى أشباح الإخوان ترسم بمداد الدم لوحة فوضى تنشد عبرها تعبيد الطريق نحو العودة للسلطة، الهوس الأبدي للتنظيم.
فمنذ الوهلة الأولى، شاركت "كتائب الظل" التابعة لتنظيم الإخوان في الحرب المستمرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ما أدى إلى تعقيد الأزمة، ومقتل الآلاف ونزوح الملايين.
و"كتائب الظل"، هي مليشيات "إخوانية" كانت تقاتل إلى جانب الجيش السوداني في حروبه بجنوب السودان، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان، كما نشطت في تصفية المتظاهرين السلميين إبان ثورة ديسمبر/ كانون الأول 2019.
وعلى الرغم من نفي قيادة الجيش مرارا وتكرارا، فإن تقارير إعلامية ما زالت تردد أن تنظيم الإخوان ظل يسيطر على مفاصل الجيش.
وبعد سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وقع الاختيار على الإخواني البارز، علي كرتي، لتولي منصب الأمين العام للحركة الإسلامية، حيث بقي متواريا عن الأنظار.
رهان الدم
يرى فائز الشيخ، وهو مستشار رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، أن ثورة 2019 أخرجت الإخوان من المعادلة السياسية، وعلى وجه التحديد حزب المؤتمر الوطني المنحل.
ويقول الشيخ، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن الإخوان "يسعون للعودة إلى ما قبل 2019، بترسيم المشهد بالدم، وتطبيق شعارهم فلترق كل الدماء".
وأشار إلى أن "الحرب تعتبر آخر كروت (أوراق) عودة الإخوان للسلطة، باعتبار أن العملية السياسية لن تستوعبهم، بل وتبعد الجيش عن السياسة، الذي يُعتبر طوق نجاتهم الوحيد".
من جهته، يقول الكاتب السياسي السوداني أشرف عبد العزيز، إن الإخوان "يصرون على استمرار الحرب باعتبارها خلاصهم في الإفلات من المحاسبة عن قضايا الفساد التي ارتكبوها، وكذلك تمثل آخر نقاط وهْم العودة إلى السلطة عبر بوابة العنف السياسي الذي يجيدونه".
وأوضح عبد العزيز، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الإخوان "لديهم قناعة تامة بأن الرهان على المزايدة بالوطنية يشكل أكبر ضامن لتعبئة الشعب للالتفاف حول مشروع الحرب خاصة في ظل العجز البائن للقوى المدنية وفشلها في توحيد صفها رغم وحدة هدفها بوقف الحرب".
ولفت عبد العزيز إلى أن "الولايات المتحدة أرسلت رسالة عن طريق العقوبات التي وقعتها الإدارة الأمريكية على الأمين العام للإخوان، علي كرتي، مفادها إثبات تورط التنظيم في إشعال الحرب وبالتالي ضاقت الأرض عليهم ولم يتبق لهم أي خيار غير مواصلة الحرب".
أما الكاتب والمحلل السياسي محمد الأسباط فيقول إن الإخوان يعتبرون أن هذه الحرب آخر ورقة يلعبون بها ورافعة تعيدهم إلى السلطة بعد أن فشلت كل محاولاتهم طوال السنوات التي أعقبت ثورة ديسمبر/ كانون الأول 2019.
ويضيف الأسباط لـ"العين الإخبارية"، أن الإخوان "يعتبرون أن هذه الحرب بمثابة الحل والجسر الوحيد الذي يعيدهم إلى السلطة".
وأشار إلى أنهم جميعا، بمختلف تياراتهم سواء في المؤتمر الوطني أو المؤتمر الشعبي أو الذين تواروا عن العمل السياسي طوال السنوات الأربع الماضية أو السنوات الأخيرة من عمر حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، كل هؤلاء من دعاة الحرب وحسم المعركة عسكريا".
وتابع: "ليس هناك شخص واحد منهم (الإخوان) تحدث عن الحل السلمي أو التفاوض، مع العلم أن كل الحروب في العالم تنتهي إلى طاولة التفاوض".
وأوضح أن رهان الإخوان على هذه الحرب "هو رهان حافة الهاوية، وليس لديهم أي خيار آخر ، ويعتقدون أنهم بانتصارهم في هذه الحرب سيعودون إلى حكم السودان مرة أخرى.
كتائب إخوانية
أثناء الحرب الحالية، ظهرت إلى السطح كتائب إخوانية في معارك "سلاح المدرعات" جنوبي الخرطوم، وقتل خلال الاشتباكات محمد الفضل عبد الواحد، وهو ابن أخ وزير الخارجية الأسبق، مصطفى عثمان إسماعيل.
ويرتبط محمد الفضل بتنظيم "داعش"، ويشغل منصب أمين الفكر في "الحركة الإسلامية" السودانية، ونعاه أصدقاؤه على منصات التواصل الاجتماعي.
كما أصيب في معارك "سلاح المدرعات"، أمير كتيبة "البراء بن مالك"، المصباح أبو زيد طلحة، وزاره البرهان بعد خروجه من الحصار في القيادة العامة، بمستشفى "عطبرة" شمالي السودان، أثناء تلقيه العلاج.
ويزعم أمير كتيبة "البراء بن مالك" خلال تسجيلات صوتية، أن عددها يتجاوز 20 ألفا يشاركون في القتال إلى جانب الجيش السوداني كتفا بكتف، والعمل على استقطاب المقاتلين للمشاركة في القتال ضد قوات الدعم السريع.
كما تلاحق الكتيبة اتهامات بالقمع، إذ لعبت دورا بارزا في قمع المظاهرات التي اندلعت عقب قرارات 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، من خلال زرع عناصرها داخل شرطة الاحتياطي المركزي المتهمة بقتل العشرات من المتظاهرين، وفق تقارير.