السيسي في واشنطن.. علاقات تتنامى و5 ملفات تتصدر المباحثات
الزيارة تتناول 5 ملفات أبرزها الصراع العربي الإسرائيلي ومستجدات الأوضاع بسوريا وليبيا واليمن وتشكيل "ناتو عربي" لمواجهة تدخلات إيران.
بدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارة إلى أمريكا هي الثانية له منذ توليه الحكم في 2014 تعد فيها القضايا الإقليمية أولوية كبيرة خاصة في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة.
ووفق خبراء سياسيين فإن الزيارة تتناول 5 ملفات أبرزها الصراع العربي الإسرائيلي ومستجدات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، وقضايا مكافحة الإرهاب واستقرار المنطقة، وأمن الخليج العربي، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتعد هذه هي الزيارة الثانية للرئيس السيسي إلى واشنطن، منذ توليه الحكم عام 2014، كما سيكون لقاؤه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو السادس بينهما.
5 قمم
وجمعت 5 قمم الرئيسين، بدأت بالاجتماع الأول بنيويورك حينما كان ترامب مرشحا للرئاسة، في حين كان اللقاء الثاني في واشنطن خلال زيارة السيسي الأولى لواشنطن في أبريل/نيسان 2017.
القمة الأمريكية المصرية الثالثة كانت على هامش مشاركة السيسي وترامب في القمة الإسلامية-الأمريكية بالرياض في مايو/أيار 2017، فيما كان اللقاءان الرابع والخامس على هامش مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في سبتمبر/أيلول 2017 وسبتمبر 2018 على التوالي.
بومبيو وكوشنر
واستهل الرئيس المصري اليوم الأول من زيارته إلى واشنطن باستقبال مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي.
وأكد السيسي حرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة، والتي تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وأعرب عن التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الأمريكي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك.
وتناول اللقاء عددًا من الملفات الإقليمية، لا سيما تطورات الأوضاع في كلٍّ من ليبيا وسوريا واليمن، حيث أكد السيسي أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الحلول السياسية.
كما استعرض الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أعرب بومبيو عن تقدير بلاده البالغ تجاه الجهود المصرية الأخيرة في احتواء الوضع في قطاع غزة ومنع تفاقم الموقف.
وأكد السيسي موقف مصر الثابت في هذا الصدد بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية.
بدوره، أعرب بومبيو عن تطلع الولايات المتحدة لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط.
كما استقبل الرئيس المصري اليوم جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي حيث تناول اللقاء "تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط".
وأكد كوشنر الأهمية البالغة التي توليها بلاده للتشاور مع مصر في هذا الإطار، باعتبارها مركز ثقل لمنطقة الشرق الأوسط، ولما لديها من خبرات طويلة ومتراكمة في التعامل مع كافة الأطراف المعنية في هذا الخصوص.
علاقات عسكرية
وتشهد العلاقات العسكرية بين مصر وأمريكا تناميا ملحوظًا وأصبحت القاهرة تحتل المركز الثاني في قائمة الدول التي تتلقى معونات عسكرية أمريكية.
ويأخذ التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة عدة صور تتمثل في مبيعات السلاح، ونقل التكنولوجيا العسكرية، والمناورات والتدريبات العسكرية المشتركة.
وفى إطار هذه العلاقات بدأت منذ عام 1994 المناورات العسكرية المشتركة المعروفة باسم "النجم الساطع" التى لاتزال تتم من فترة لأخرى حتى الآن.
وكانت آخر مناورات «النجم الساطع 2018» التي جرت بقاعدة محمد نجيب العسكرية (شمال غرب) في الفترة من 8 إلى 20 سبتمبر/أيلول 2018، بمشاركة قوات من مصر والولايات المتحدة الأمريكية والأردن والإمارات والسعودية وفرنسا وبريطانيا واليونان وإيطاليا و16 دولة أخرى بصفة مراقب.
كما انطلق في يوليو /تموز 2018 التدريب البحري المشترك "استجابة النسر 2018" الذي نفذته وحدات من القوات الخاصة البحرية لكل من مصر وأمريكا والسعودية والإمارات.
علاقات دبلوماسية
في عام 1832 عندما كان محمد علي (1769-1849م) والياً على مصر، قامت الولايات المتحدة بتعيين وكيل تجارى لها في مصر، وكان لمصر نشاط تجاري كبير، وكانت الولايات المتحدة حريصة على إقامة مثل هذه العلاقات التجارية مع مصر.
ولهذا أوفد الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون عام 1834، بعثة تجارية للتأكد من مدى رغبة محمد علي في إقامة علاقات تجارية منفصلة عن الدولة العثمانية.
وأشارت هذه البعثة إلي ضرورة الاهتمام بتنمية العلاقات مع مصر، وأوصت برفع درجة التمثيل بين البلدين، وبالفعل أصدر الرئيس الأمريكي قراراً برفع درجة التمثيل إلى قنصلية، وفي الوقت نفسه استعان محمد علي بعدد من الخبراء الأمريكيين في شئون الزراعة وعلى وجه الخصوص زراعات القطن والقصب والأرز.
ثم أنشئ المكتب القنصلي الأمريكي بعد ذلك في 28 أغسطس/آب 1835 برئاسة جون جيلدون، وهو رجل أعمال إنجليزي مقيم في الإسكندرية (شمال)، وفي عام 1841 صادق الكونجرس على اتفاقيات لتشجيع التبادل التجاري وتنشيط العلاقات بصفة عامة مع مصر.
وظلت العلاقات تتنامي حتى تم رفع درجة التمثيل بين البلدين إلى قنصلية عامة في سنة 1849، وقد بلغت قيمة الصادرات من مصر إلى أمريكا ما يزيد على ثلاثة ملايين دولار سنوياً فى تلك الفترة، في حين بلغت الواردات ما يزيد على نصف مليون دولار.
وفي إطار تنمية العلاقات التجارية بين البلدين، اشتركت مصر في عام 1853 في معرض نيويورك للحاصلات الزراعية والمنتجات الصناعية.
كما شاركت أيضاً في عام 1876 في معرض "فيلادلفيا"، وقد حقق هذا التجاوب في العلاقات زيادة في التبادل التجاري بين الدولتين، وتبع ذلك نمو آخر في العلاقات فقامت الولايات المتحدة بإنشاء المدارس والمستشفيات في مصر.
أما الخديوى إسماعيل (1830 - 1895)، فقد دعم علاقاته مع أمريكا التي أوفدت إليه مجموعة من الضباط الأمريكيين لتدريب الجيش المصري، كما وافقت الحكومة الأمريكية في سنة 1870 على بيع أسلحة أمريكية للجيش المصري.
وفي سنة 1920 وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تم افتتاح خط ملاحي بحري بين مصر والولايات المتحدة.