في قمتهم السادسة.. أزمات الشرق الأوسط على طاولة السيسي وترامب
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يبدأ، الثلاثاء، زيارة رسمية للولايات المتحدة، تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، غدا الثلاثاء، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ وذلك لعقد سادس قمة بينهما.
وقال دبلوماسيون وخبراء لـ"العين الإخبارية" إن القمة المصرية الأمريكية تبحث علاقات الشراكة بين البلدين، وقضايا الشرق والأوسط.
كما تشكل القمة، بحسب المراقبين، فرصة مهمة للرئيس المصري لنقل وجهة النظر العربية لدوائر صنع القرار الأمريكي، وعدم ترك الساحة خالية أمام الأطراف المناوئة، في ظل قرارات أمريكية صدرت مؤخرا تمس السيادة العربية.
وعكس بيان البيت الأبيض بشأن الزيارة، رهان الولايات المتحدة كثيرا على الرئيس المصري في دعم وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وكذلك على الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر أكبر دولة عربية في تعزيز الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
فقد أكد أهمية دور القاهرة في دعم الاستقرار الإقليمي، وأوضح أن القمة المرتقبة تأتي لمناقشة تعزيز الشراكة استنادا إلى العلاقات العسكرية والاقتصادية القوية بينهما، وبحث كيفية التعاون في مكافحة الإرهاب.
وتعد هذه هي الزيارة الثانية للرئيس السيسى إلى واشنطن، منذ توليه الحكم عام 2014، كما سيكون لقاؤه مع ترامب هو السادس بين الرئيسين.
فقد جمعت الرئيسين 5 قمم، بدأت بالاجتماع الأول بنيويورك حينما كان ترامب مرشحا للرئاسة، في حين كان اللقاء الثاني في واشنطن خلال زيارة السيسي الأولى لواشنطن في أبريل/نيسان 2017.
القمة الأمريكية المصرية الثالثة كانت على هامش مشاركة السيسي وترامب في القمة الإسلامية-الأمريكية بالرياض في مايو/أيار 2017، فيما كان اللقاءان الرابع والخامس على هامش مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في سبتمبر 2017 وسبتمبر 2018 على التوالي.
يرى مراقبون أن ما يعطي القمة المصرية الأمريكية المرتقبة أهمية خاصة هو التواصل بين القاهرة وواشنطن حول معظم قضايا الشرق الأوسط، واعتماد واشنطن المتزايد على دور مصر في الكثير من الأزمات.
السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، ورئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة، أشار إلى أن طبيعة القرارات داخل الولايات المتحدة تصدر عبر مراحل متعددة ومعقدة، وهناك دوائر عدة تشترك في صناعتها، على رأسها الكونجرس بمجلسيه وجماعات الضغط والصحافة وكبرى المؤسسات الاقتصادية، ومن هنا تأتي أهمية زيارة الرئيس السيسي التي تستهدف التواصل مع كافة تلك الدوائر للتأثير عليها، وعدم ترك الساحة الأمريكية دون حوار أو ضغط، خالية للأطراف الأخرى المعادية.
وأكد بدر لـ"العين الإخبارية" أن القرارات الأمريكية الأخيرة الخاصة بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس ثم الجولان، تتطلب تشاورا لنقل وجهة النظر العربية، وقد تتيح الزيارة فرصة لتعديل موقف ترامب إزاء القضيتين ونقل وجهة النظر العربية على أمل وضع الأمور في نصابها الصحيح".
وسبق أن أعلنت مصر بشكل قاطع رفضها قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري، وكذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ونوه الدبلوماسي المصري إلى أن السيسي يستهدف تقديم حلول سياسية لأزمات المنطقة في ليبيا وسوريا وفلسطين، وهناك رغبة أمريكية موازية في الاستماع لوجهة النظر المصرية لإعادة الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط خاصة أن واشنطن تراهن على الدور المصري لمعالجة قضايا الإقليم.
وأكد السفير بدر أن واشنطن تدرك أن من مصلحتها توطيد علاقتها مع مصر، باعتبار أن مصر في وضعها الحالي مبشرة باستعادة عناصر القدرة في مختلف الجوانب، كما أن مصر تدرك في المقابل أن من مصلحتها التواصل مع كل الأطراف الفاعلة بما يحقق مصالحها بعيدا عن الاستقطاب.
في السياق ذاته، يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن أهمية القمة تأتي كونها أول زيارة لزعيم عربي إلى واشنطن عقب قرار ترامب الخاص بالجولان السوري، وكذلك عقب القمة العربية في تونس نهاية مارس/آذار الماضي، وبالتأكيد فإن الرئيس السيسي سوف يتحدث عن الموقف العربي بشكل عام، باعتباره صوت العرب.
وتوقع الخبير السياسي لـ"العين الإخبارية" أن تحصل القضية الفلسطينية على حيزا كبيرا في المناقشات، حيث سيطرح الرئيس السيسي وجهة نظر مصر لتسوية عادلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي دون المساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
واعتبر فهمي أن توجيه ترامب الدعوة للرئيس السيسي لزيارة واشنطن، يدلل على تقديره للرئيس المصري ودوره في منطقة الشرق الأوسط، كما أنه يأتي في سياق الترتيب للحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن، الذي سيجري إعداد الجدول الزمني للبدء فيه بعد زيارة الرئيس السيسي لواشنطن.
وخلال الزيارة، يلتقي الرئيس السيسي بشخصيات أمريكية مؤثرة، وقيادات كبرى الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار.
وقال الدكتور محمد منظور، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، إن الزيارة تستهدف تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول ملف مكافحة الإرهاب الذي يحظى بأولوية خاصة بين البلدين، بالإضافة إلى عقد العديد من المباحثات حول الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط من أزمات وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية وكذلك الأوضاع في اليمن والعراق وليبيا وسوريا.
وأشار نائب رئيس حزب مستقبل وطن لـ"العين الإخبارية" إلى أن الزيارة ستناقش أيضًا سبل تحقيق التنمية المستدامة لشعوب القارة الأفريقية تزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي بتعزيز الاندماج الاقتصادي والثقافي في القارة مع الولايات المتحدة.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg جزيرة ام اند امز