وفاة السياسي المخضرم منصور خالد وزير خارجية السودان الأسبق
خالد كان سياسيا فاعلا في نظامين سابقين بالسودان، وعمل وزيرا للخارجية ومستشارا للرئيس الأسبق جعفر نميري
توفي في العاصمة الخرطوم المفكر والسياسي السوداني المخضرم منصور خالد عن عمر ناهز 89 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
وسارعت قوى سياسية ومجتمعية في السودان إلى نعي منصور خالد على نطاق واسع، معدِّدة مآثره وعطاءه الوطني، وإسهاماته في الفكر والثقافة والدبلوماسية.
وكان منصور خالد سياسيا فاعلا في نظامين سابقين، حيث شغل منصب سكرتير رئيس الوزراء عبدالله خليل في خمسينيات القرن الماضي، وعمل وزيرا للخارجية ومستشارا للرئيس الأسبق جعفر نميري.
كما عمل موظفا بالأمم المتحدة ومستشارا للزعيم الجنوب سوداني جون قرنق، تلك أبرز المحطات في حياة الراحل منصور خالد.
ينحدر خالد، الذي ولد في عام 1931م، من مدينة أم درمان، ونشأ في ضاحية الهجرة أعرق أحياء العاصمة السودانية.
عمل منصور خالد بالمحاماة فور تخرجه في الجامعة، وانتقل للعمل سكرتيرا لرئيس وزراء السودان عبدالله خليل خلال الفترة من (1956-1958).
وغادر بعدها للعمل بالأمم المتحدة في نيويورك ثم منظمة اليونسكو بباريس، ثم عمل أستاذا للقانون الدولي بجامعة كلورادو بالولايات المتحدة الأمريكية.
تم اختياره وزيرا للشباب بعد انقلاب مايو 1969 الذي استولى بموجبه الجنرال الراحل جعفر نميري على السلطة، ثم تعيينه بعد ذلك وزيرا للخارجية ومستشارا للرئيس في النظام نفسه.
وفي عام 1979 انقلب منصور على النميري متذرعا بوجود أخطاء لا يمكن تحملها، كان من أبرزها نقض حكومة الخرطوم لاتفاقية أديس أبابا مع الجنوبيين، وكرّس قلمه لنقد وتعرية عهد النميري في كتابه "السودان والنفق المظلم".
وانضم خالد بعد ذلك إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان مستشارا سياسيا لجون قرنق عام 1984م، واستمر بها حتى توقيع اتفاقية السلام الشامل 2005م.
ورفد منصور خالد المكتبة السودانية بعدد من المؤلفات والكتب؛ من أشهرها "النخبة السودانية وإدمان الفشل"، و"السودان والنفق المظلم".