أزمة السودان.. نيران تطال المدنيين والمستشفيات في 9 ولايات
نيران الأزمة بالسودان تأبى أن تنطفئ، والمعارك اليومية بين الجيش وقوات "الدعم السريع" أخذت طابعا شرسا عبر المدفعية وقصف المقاتلات.
تطورات ميدانية متلاحقة أدت إلى تعقيد الأوضاع على الأرض، وتفاقم أزمة البلاد الإنسانية، في ظل دفع المدنيين ثمن التصعيد وتحملهم تبعات القتال والكر والفر.
وأفاد شهود عيان، لـ"العين الإخبارية"، باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، جنوبي العاصمة الخرطوم.
وبحسب الشهود، فإن الاشتباكات أدت إلى موجة نزوح جديدة خاصة في أحياء "الأزهري"، والسلمة"، و"جبرة"، و"مايو"، و"الصحافة".
كما أبلغ شهود عيان آخرون "العين الإخبارية"، بأن مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم شهدت أيضا اشتباكات عنيفة بين الأطراف المتصارعة، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.
ووفق الشهود، فإن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم شهدت أيضا تحليقا للطيران العسكري، بالإضافة إلى سماع دوي المدافع الثقيلة.
ويقول المواطن السوداني، عباس محجوب، إن الاشتباكات لم تتوقف بمدينة بحري، ما أدى لنزوح المواطنين إلى المناطق الآمنة نسبيا.
وأضاف محجوب، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الأوضاع على الأرض معقدة للغاية نتيجة النقص الحاد في الكهرباء والمياه والمواد الغذائية.
تدمير المستشفيات
وعلى صعيد متصل، تعرض مستشفى "النو" بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم إلى التدمير جراء القصف العشوائي بدانات المدافع.
وأفاد مصدر طبي، لـ"العين الإخبارية"، بأن قوات "الدعم السريع" أطلقت قذائف عشوائية تجاه المستشفى، ردا على استيلاء قوات عسكرية من الجيش السوداني على المستشفى.
وبحسب المصدر الطبي، فإن القصف العشوائي أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين، ولا يزال العدد مرشحا للتزايد المستمر.
ومستشفى "النو" هو المستشفى الوحيد في منطقة كرري والنصف الشمالي لمدينة أم درمان لاستقبال المدنيين وعلاجهم من حالات وإصابات جراء المعارك الحربية المستمرة.
قصف عشوائي
ولليوم الثاني على التوالي تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بمدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان.
ويقول المواطن السوداني أحمد عبدالله "مدينة الأبيض تشهد حاليا اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدخل الرعب في صفوف المواطنين المدنيين".
وتابع عبدالله، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن "القصف العشوائي أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه في المدينة، مع تعطل شبه تام لخدمات الإنترنت".
وأضاف "المستشفى بمدينة الأبيض يعاني من تكدس المرضى بسبب نقص الطواقم الطبية والإمداد الدوائي".
وتشهد مدينة الأبيض منذ اندلاع الاشتباكات في منتصف أبريل/نيسان الماضي اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، التي تحاول السيطرة على مطار المدينة وقاعدة "شيكان" الجوية.
إسقاط طائرة حربية
كما شهدت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، أيضا، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، ما أدى إلى فرار المواطنين من منازلهم في الأحياء الشمالية والغربية.
ويقول المواطن السوداني أيمن يوسف إن "مدينة نيالا ظلت منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/نيسان الماضي، تشهد اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة".
وتابع يوسف، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، "نيالا ليست آمنة، والقصف العشوائي أضر بالمنازل السكنية، والمنشآت الحيوية".
ونوه إلى أن مستشفى نيالا يعاني من تكدس المرضى جراء الإصابات المستمرة في صفوف المدنيين ونقص الكوادر الطبية والأدوية.
وتشهد حوالي 9 ولايات سودانية اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، وهي الخرطوم وولايات دارفور (5 ولايات) وكردفان (3 ولايات).
وأعلنت قوات "الدعم السريع"، صباح اليوم الإثنين، إسقاط طائرة حربية من طراز "أنتونوف" قالت إنها "ظلت تقصف المدنيين بمدينة نيالا وترمي فوق رؤوسهم البراميل المتفجرة والقنابل المحرم استخدامها".
وذكرت قوات "الدعم السريع" في بيان لها: "لقد درج الطيران خلال الشهور الماضية على تنفيذ هجمات جوية متتالية على مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور متسببا في مقتل وإصابة مئات المدنيين الأبرياء وتدمير الأحياء السكنية والأسواق والمنشآت الحيوية وتهجير السكان الذين نزحوا من منازلهم إلى الولايات المجاورة".
وشهدت ولايات دارفور منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، منتصف أبريل/نيسان الماضي، اشتباكات مسلحة خاصة في مدن نيالا، والجنينة، وزالنجي وكاس وأم دافوق وكتم، ما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" اشتباكات خلَّفت أكثر من 5 آلاف قتيل، وما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg جزيرة ام اند امز