دول جوار السودان.. استنفار لتنفيذ خطة الثلاث نقاط
مع ارتفاع ضجيج المعارك وخفوت صوت السلام، بدأت دول جوار السودان، تحركات حثيثة، في محاولة لتضميد جراح البلد الأفريقي، وإعادته مجدداً على مسار الديمقراطية الذي ضل طريق الوصول إليه.
تحركات جاءت ضمن آلية دول جوار السودان التي تهدف إلى وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب، وتجنب إزهاق أرواح المدنيين من أبناء الشعب السوداني وإتلاف الممتلكات.
وعلى هذا المسار، واستنادًا على نتائج الاجتماع الأول الذي التأم في بندجامينا في 7 أغسطس/آب الماضي، عقد وزراء خارجية مسار دول جوار السودان، الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول جوار السودان (مصر، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وإثيوبيا، وإريتريا، وليبيا، وجنوب السودان) بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، بالتنسيق بين مصر وتشاد.
خطة النقاط الثلاث
وكان الاجتماع الأول، أعلن عن خطة عمل تتكون من 3 نقاط لحل الأزمة المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، حين اندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهي: "التوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار، وإجراء حوار شامل بين الأطراف السودانية، وإدارة القضايا الإنسانية".
وفي ضوء تلك الخطة، أكد الاجتماع الثاني الذي شارك فيه -كذلك- ممثلا جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي المعتمدين لدى المنظمة الدولية، على اعتماد خارطة الطريق التي تمت بلورتها خلال اجتماع ندجامينا، والتوافق على تنفيذ بنودها من خلال تضافر جهود دول جوار السودان لاتخاذ إجراءات مُحددة تشمل الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للتعامل مع الأزمة الراهنة، وضمان استقرار واحترام سيادة السودان.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن الاجتماع استعرض جهود دول جوار السودان لتسوية الأزمة، واتصالاتهم بمختلف الأطراف السودانية، والتنسيق القائم بين دول جوار والآليات الأخرى التي تتناول الأزمة في السودان.
وبحسب البيان، فإنه جرى التشاور وتبادل الرؤى حول أولويات التحرك خلال المرحلة القادمة، والاتفاق على اتخاذ تدابير عملية للتوصل لوقف إطلاق نار مُستدام في السودان، وشحذ الجهود الدولية للاستجابة للوضع الإنساني، بما في ذلك توفير الدعم المطلوب لدول الجوار التي تستضيف أعداداً كبيرةً ومتزايدة من السودانيين.
اجتماع مرتقب
واتفق وزراء الخارجية على استمرار التنسيق والتواصل، وعقد الاجتماع الوزاري الثالث لوزراء خارجية دول جوار السودان في العاصمة المصرية (القاهرة)، في تاريخ قريب يتم الاتفاق عليه من خلال القنوات الدبلوماسية؛ لتقييم ما تم إنجازه في سبيل تنفيذ بنود خارطة الطريق.
وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال لقائه وكيل سكرتير عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، أهمية بذل الجهود اللازمة لمتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال المؤتمر الوزاري لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة الذي عقد في يونيو/حزيران الماضي، وضمان وفاء الدول بتعهداتها المالية التي تم الإعلان عنها خلال المؤتمر والتي بلغت 1.5 مليار دولار.
وقال الوزير المصري، للمسؤول الأممي، إنه لم يتوفر سوى 761 مليون دولار؛ أي ما يعادل 29% من هذه الاحتياجات، رغم التقديرات الأممية بحاجة السودان إلى 2.6 مليار دولار.
جهود مصرية
وأطلع رئيس الدبلوماسية المصرية، المسؤول الأممي، على جهود بلاده للتوصل إلى حل للأزمة ونتائج اجتماعات آلية دول جوار السودان، فيما أشاد غريفيث بمساعي مصر الحثيثة لحل للأزمة والحفاظ على وحدة وسلامة السودان ومقدرات شعبه، فضلاً عن التزام القاهرة بتوفير الدعم الإنساني للشعب السوداني، بحسب البيان المصري.
وأكدت "الخارجية المصرية"، أن اللقاء أكد أهمية حشد الدعم الدولي لتلبية الاحتياجات الغذائية والصحية والتنموية والنفسية للوافدين من السودان في دول الجوار، أخذاً في الاعتبار استمرار تزايد تدفقات الوافدين من اللاجئين والمهاجرين في ضوء استمرار التصعيد في الأراضي السودانية وما تعانيه العديد من دول المنطقة من أزمات طويلة المدى.
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA= جزيرة ام اند امز