قمة القاهرة بين الآمال والمخاوف.. هل تنجح مصر في تبريد الصراع السوداني؟
على أنغام تحذيرات أممية من أن السودان بات على شفير "حرب أهلية شاملة" ستطال تداعياتها كل المنطقة، انخرطت الدول الإقليمية، في مبادرات لحلحلة الأزمة السودانية.
مصر الجارة الشمالية للسودان والتي تأثرت بالأزمة، إحدى هذه الدول التي سعت لتبريد الصراع، عبر استضافتها غدًا الخميس، مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الأزمة والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
قمة قال عنها محللون سياسيون استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم، إنها قد تمثل انفراجة في عقدة الأزمة السودانية، بعد فشل قمة الإيغاد، مشيرين إلى أنها بمثابة فرصة حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار في ثالث أكبر بلد أفريقي من حيث عدد السكان.
وفيما أكد الخبراء أن خبرات القاهرة في إخماد جذوة صراعات عدة في المنطقة، ستلعب دورًا في قمة الخميس، حذروا القاهرة من الملفات الملغومة التي تأتي من خارج السودان وتحتوي على أجندات قد تقطع الطريق على الجميع.
فرصة حقيقية
وإلى ذلك، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتور طارق فهمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، قمة القاهرة فرصة حقيقية لإنجاح وقف إطلاق النار بشكل دائم في السودان، مشيرًا إلى أنها ستعمل على توحيد جهود الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، لحل الأزمة السودانية.
وتوقع فهمي، أن تؤدي قمة القاهرة إلى انفراجة في عقدة الأزمة السودانية بعد فشل قمة "الإيغاد" في وضع حلول، إثر مقاطعة الجيش السوداني لجلساتها.
وأشار إلى أن قمة القاهرة ستؤدي إلى تحول دول القاهرة من العمل الإنساني إلى السياسي، متوقعًا أن تقود إلى وقف لإطلاق نار بمقاربة شاملة ومتعددة الرؤى والأفكار، لحل الأزمة بعيدا عن الحسم العسكري.
وبحسب أستاذ العلوم السياسية، فإن القاهرة لديها خبرات تؤهلها لحل الأزمة السودانية، بالإضافة إلى انفتاحها على جميع الأطراف، وامتلاكها -بمشاركة دول الجوار- كافة الأدوات والإمكانيات اللازمة للضغط على كافة الأطراف، مما يوفر المرونة للنقاشات وتمرير ما سيجمع عليه المتحاورون في الفترة المقبلة.
الخطوة التالية
وحول الخطوة التالية، قال طارق فهمي، إنها ستكون في ملعب طرفي الأزمة ودول الجوار لتنفيذ ما يخرج عن القمة، من خطة تحرك شاملة لحلحلة الوضع.
في السياق نفسه، قال رئيس مكتب الحركة الشعبية قطاع الشمال بالقاهرة، محمود إبراهيم، إن جميع الوفود التي وصلت القاهرة الأربعاء، تأمل نجاح مصر في تحقيق اختراق للملف، ووقف إطلاق النار النهائي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
وأوضح إبراهيم في حديث لـ"العين الإخبارية" أن الشعب السوداني يعلق آمالا على قمة القاهرة في إيقاف النار، وإعادة الأوضاع إلى ما قبل 15 إبريل/نيسان الماضي، مشيرًا إلى أن مصر التي لديها خبرات في ملفات عدة، ستلعب -تحت رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي- دورًا أساسيًا، في إعادة توحيد مؤسسات السودان.
إلا أنه حذر مصر من الملفات الملغومة التي تأتي من خارج السودان، وفي طياتها أجندات تحاول قطع الطريق على أي حلول، مطالبًا بالتصدي لمن يريدون تعكير صفو التفاوض.
خبرة مصرية
الأمر نفسه أشار إليه الكاتب والمحلل السياسي السوداني المثني عبدالقادر، والذي قال في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "هناك آمالا سودانية على نجاح الدور المصري، في تبريد الأزمة؛ لخبرة الرئيس عبدالفتاح السيسي في إخماد صراعات بالمنطقة، كما ليبيا وسوريا".
وأوضح المحلل السياسي السوداني، أن جمع السيسي رؤساء دول جوار السودان سيسهم بشكل مباشر في إنهاء الحرب، عبر خطوات من بينها، وقف إطلاق النار، ومن ثم إجراء عملية ترتيبات أمنية لدمج فصائل اتفاق سلام جوبا في الجيش السوداني، مشيرًا إلى أن حلحلة الأزمة يكمن في تجفيف منابع التدخل الخارجي.
ضربة البداية
بدوره، توقع الكاتب والمحلل السياسي السوداني فيصل ياسين، نجاح القاهرة في إطلاق صافرة البداية، التي تهدف للحفاظ على المؤسسات السودانية موحدة، وكسر دائرة محاصرة الحكومة السودانية الحالية، وفتح الباب أمام القوى السياسية، من أجل إيجاد حل سياسي شامل يسع الجميع ولا يعزل أحدا.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xNDQg جزيرة ام اند امز