"مطبخ دوار".. طعام بنكهات سورية وسودانية لسكان القاهرة
المطبخ يتخذ من منطقة "عزبة خير الله" مقرا له ويوفر خدمة تقديم وجبات طعام صغيرة الحجم لعملاء في أنحاء العاصمة المصرية
في مطبخ صغير بحي "عزبة خير الله" في العاصمة المصرية القاهرة، تلف "دارين" السورية أول ورقة عنب لها هذا اليوم، فالطريقة المصرية غريبة عليها بعض الشيء.
تتوقف دارين لبرهة حتى تقارن أسلوب لف ورق العنب مع نظيرتيها السودانية والمصرية. فهؤلاء النسوة وغيرهن عضوات في مشروع "مطبخ دوار"، الذي يهدف إلى تعزيز الدمج المجتمعي مع توفير فرص عمل للنساء المنحدرات من خلفيات وجنسيات متعددة.
يتخذ المطبخ من منطقة "عزبة خير الله" مقراً له ويوفِّر خدمة تقديم وجبات طعام صغيرة الحجم لعملاء في أنحاء العاصمة المصرية.
تعمل 11 امرأة في المطبخ، الذي يقدِّم طعاماً سورياً ومصرياً وفي بعض الأحيان سودانياً أيضاً.
وتُعد "المقلوبة السورية" و"حراق أصبعه" و"الحمص" من بين العديد من الوجبات التي يتم إعدادها على مدار اليوم، ثم إرسالها إلى العملاء.
وقبل أن تعمل في هذا المطبخ كان من النادر أن تغادر دارين، التي وصلت من سوريا منذ 6 أشهر، منزلها في القاهرة، وسببت العزلة لها حالة من الاكتئاب الشديد.
وقالت دارين "عندما أجلس مع بنات بلدي من السوريات أو السودانيات أو المصريات أشعر بالارتياح، فمثلاً عندما تحكي إحداهن معاناتها تخفف عني، ويصل لي شعور أني لست وحدي الذي يعيش الألم، هناك آخرون يتألمون أيضاً".
ويؤكد المشروع أهمية الدمج الثقافي، وغالباً ما يشجع النساء على أن يصبحن صديقات لا مجرد زميلات، وهو ما حدث مع السودانية لمياء خليفة، التي قالت "المطبخ يغلِّفه روح الفريق، يشعرك بأنك في مطبخك وتعدين طعاماً لأسرتك، وصرنا أصدقاء في أقصر فترة ممكنة".
المطبخ الذي لا يهدف إلى الربح تأسس عام 2018 من خلال مؤسسة "دوار" للفنون والتنمية التي تضم 1000 امرأة ورجل وشاب من مصر، سوريا، السودان، اليمن، إثيوبيا والصومال.
وتساعد المؤسسة المهاجرين واللاجئين في الحصول على دعم نفسي وتمَّ إنشاء المطبخ لتوفير فرص عمل وتخفيف الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها بعض النسوة.
ويوجد في مصر عدد أقل من اللاجئين مقارنة بالأردن ولبنان، إذ فر معظم النازحين جراء الحرب السورية لتلك الدول.
ويقيم في مصر ما يقرب من 250 ألفاً من اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين، أكثر من نصفهم من السوريين.