السودان في 2024.. معاناة إنسانية وانتهاكات ومبادرات لم تنه الأزمة
في عام صعب، تفاقمت الأوضاع الإنسانية بالسودان، وتصاعدت معدلات النزوح وانعدام الأمن الغذائي، وانتشرت الأوبئة والأمراض، دون حل في الأفق.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع".
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنّب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
الكارثة الإنسانية في أرقام
مع تصاعد أعمال العنف واتساع رقعة القتال، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن 25.6 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.
كما قالت منظمة "يونيسيف"، إن 18 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، و17 مليون طفل خارج مقاعد الدراسة، و15 مليون شخص يعيشون في ولايات معرضة لخطر الفيضانات، و14.7 مليون بحاجة لمساعدات صحية.
ووفق المنظمة، فإن 14.3 مليون شخص معرّضون لخطر الإصابة بالكوليرا وحمى "الضنك" والملاريا، و13.6 مليون طفل يحتاجون للمساعدة.
المنظمة ذاتها، قالت إن 13 مليون طفل يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى مجاعة مؤكدة في مخيم زمزم في شمال دارفور.
وأشارت "يونيسيف" إلى أن 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرّضون لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية، بما في ذلك الحصبة والملاريا والالتهاب الرئوي وأمراض الإسهال والكوليرا.
بدورها، أفادت منظمة الهجرة الدولية، بأن هناك 11 مليون نازح داخلي في البلاد، وأكثر من نصف المشردين من النساء، فضلا عن 4 ملايين امرأة وفتاة يواجهن خطر العنف الجنسي.
وتابعت أن 3.1 مليون سوداني أصبحوا طالبي لجوء ولاجئين، وأكثر من نصف سكان البلاد في مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
الأكثر من ذلك، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" التابع للأمم المتحدة، إن 3.7 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و 59 شهرا يعانون من سوء التغذية الحاد وفي حاجة ماسة إلى علاج منقذ للحياة.
ووفق المكتب، فإن هناك مليون امرأة حامل ومرضعة يعانين من سوء التغذية الحاد، و730 ألف طفل يعانون من الهزال الشديد دون علاج.
أوبئة وأمراض
وفي ظل الأوضاع المتدهورة، أكدت وزارة الصحة السودانية، إصابة 29 ألفا بالكوليرا من 12 ولاية باستثناء ولايات دارفور الخمسة وغرب كردفان، إذ لم ترد منهما تقارير حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول 2024
بالإضافة إلى الكوليرا، أصيب 9 آلاف و316 شخصا بحمى الضنك من 12 ولاية، و4 آلاف و871 شخصا بمرض الحصبة من 14 ولاية.
كما ذكرت "يونيسيف" في سبتمبر/أيلول 2024، أن 113 مرفقا صحيا تعرض للهجوم في 2024، وأن 70% من المرافق الصحية لا تعمل. في حين سجلت البلاد 45 قتيلا من العاملين في المجال الإنساني.
مبادرات حل الأزمة
منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/نيسان 2023، انطلقت مبادرات عدة لإنهاء الصراع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، لكن أيّا من هذه المبادرات لم تستطع إيقاف القتال الذي امتد إلى أجزاء متفرقة في البلاد.
إذ تصدرت الوساطة (السعودية – الأمريكية) قائمة المبادرات الرامية لوقف الحرب، واستضافت مدينة جدة منذ مايو/أيار 2023 وفودا من الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بهدف "خفض التوتر، وتهيئة الأرضية للحوار، والتوافق على هدنة تدفع نحو وقف دائم لإطلاق النار، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية".
وفي مايو/أيار الماضي، أعلن الاتحاد الأفريقي خريطة طريق لحل الصراع بالسودان، تضمنت "وقفًا فوريًا ودائماً للأعمال العدائية، وحماية المدنيين، واستكمال العملية السياسية الانتقالية، وتشكيل حكومة مدنية ديمقراطية".
كما أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقّيها مبادرة وطنية من شخصيات مدنية سودانية لحل الأزمة. وإثر ذلك، وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، في مارس/آذار الماضي، نداء لـ"حقن الدماء في السودان"، داعيا إلى "ضرورة التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بشكل سريع".
بينما طرحت مصر مبادرة لصياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واستضافت قمة دول الجوار في يوليو/تموز الماضي، بهدف "وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة وإيصال المساعدات وإجراء حوار شامل ووضع آلية للتواصل مع الفصيلين المتحاربين".
وفي فبراير/شباط الماضي، أعلن رئيس "حكومة الوحدة الوطنية" الليبية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة مبادرة لـ"إحلال السلام ووقف إطلاق النار في السودان".
كل هذه المبادرات لم تسفر عن حل سياسي للأزمة في السودان، أو على الأقل هدنة تمنح السكان أياما من الهدوء.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTM5Ljg4LjkwIA==
جزيرة ام اند امز