السودان.. انحسار الأمل مع اتساع رقعة القتال
تنحسر الآمال في إيجاد مخرج للأزمة السودانية مع اتساع رقعة القتال في عدة مناطق بالبلاد التي تقف على حافة الهاوية.
ولا مؤشرات على قرب انتهاء دوامة العنف في السودان بعد شهرين من المعارك المريرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتردد دوي الضربات الجوية ونيران الصواريخ المضادة للطائرات خلال الليل في أم درمان والخرطوم. لكن القتال اشتد أيضا خلال الأيام القليلة الماضية في مدن إلى الغرب من العاصمة في منطقتي دارفور وكردفان الهشتين.
وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، انهارت هدنة هشة مع وقوع اشتباكات بين القوتين في مناطق سكنية.
وفي الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان ومركز النقل بين الخرطوم ودارفور، اشتبكت قوات الدعم السريع مع شرطة الاحتياط المركزية المدججة بالسلاح. وتتمتع قوات الدعم السريع بوجود كبير في المدينة.
وقال سكان ومراقبون لحقوق الإنسان، إن أشد المعارك وقعت في غرب دارفور، وكانت مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور هي الأكثر تضررا.
وقالت الولايات المتحدة، أمس الخميس، إنها علقت المحادثات التي كانت حتى الآن منصة الحوار الوحيدة بين الجانبين، رغم أنها لم تسفر إلا عن اتفاقات هدنة قصيرة الأجل لأهداف إنسانية لم يلتزم بها الطرفان في أغلب الأحيان.
وفي الأيام القليلة الماضية، اشتد القتال أيضا بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وواحدة من أكبر مدن السودان. واستمرت الاشتباكات اليوم الجمعة في جنوب نيالا، وأفاد أحد السكان بوقوع قتلى من المدنيين، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
ويوجد احتمال ظهور جبهة جديدة للقتال في جنوب كردفان، حيث تسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال على بعض المناطق. وكان الجيش قد اتهم الحركة في وقت سابق من الأسبوع بانتهاك اتفاق هدنة قائم منذ فترة طويلة.
وتسبب القتال في نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص، فر مئات الآلاف منهم عبر الحدود إلى دول منها تشاد ومصر.
كما أدى إلى أزمة إنسانية، إذ تواجه المنظمات غير الحكومية صعوبات لتوفير المساعدات الطبية والغذائية التي تشتد الحاجة إليها.